مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 31/08/2003, 06:06 AM
المناصر المناصر غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/04/2003
مشاركات: 210
د.الأهدل: الإيمان هو الأساس (47) أنواع الفقه في القرآن الكريم..

دروس في الإيمان (47)

نوعا الفقه في القرآن الكريم.

والفقه في كتاب الله نوعان:

النوع الأول: فرض عين على كل مسلم ومسلمة:
وهو أن يكون على علم بالأحكام التي تجب عينا على كل مسلم، بحيث لا يكفي في القيام بها أحد عن أحد لأنه ليس المقصود بها الفعل فقط، إنما المقصود بها أن يقوم بالفعل كل مكلف من المسلمين.

وكذلك يجب على المسلم عينا أن يعلم أحكام ما يزاوله في حياته كالبيع والشراء، والعلاقة بينه وبين أسرته، حتى يؤتي كل ذي حق حقه - وإن كان ذلك لا يجب على غيره ممن لا يزاول مثل عمله.

النوع الثاني: فرض كفاية:
وهو أن يوجد في المسلمين فقهاء تحصل بهم الكفاية، في التعليم والفتوى، والقضاء، وأحكام المواريث، والحسبة، وغيرها، فلا بد أن يوجد في كل ذلك فقهاء يكفون في القيام بما يحتاجه المسلمون في تلك الأبواب..

بحيث لو احتاج المسلمون في بلد ما إلى ألف قاض، وألف خطيب، وألف معلم، وجب على الأمة كلها أن تسعى في إيجاد هذا العدد الكافي وإلا لحق الإثم كل قادر من الأمة على ذلك..

فإذا وجد هذا العدد الكافي تعين عليهم القيام بوظائفهم كل فيما يخصه، وسقط الإثم عن باقي الأمة، لأن المقصود وجود من يكفي في ذلك، وليس المقصود أن يقوم به كل فرد من أفراد الأمة. وقد دل على ذلك القرآن الكريم.

قال تعالى : (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )) [التوبة:122].

وجه الاستدلال من الآية أن الإنذار ليس مطلوبا عينا من كل أحد، بل المطلوب أن يوجد من يكفي في إنذار الأمة، فإذا وجد العدد الكافي سقط الفرض عن الباقين.

وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس أن يفقهه الله في الدين..

فقال: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ). فكان رضي الله عنه حبر هذه الأمة. [تفسير القرآن العظيم (1/4) دار الخير].
اضافة رد مع اقتباس