مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 25/08/2003, 12:57 AM
الكريمي الكريمي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
Lightbulb عــاجــل : بيان من هيئة كبار العلماء حول الخلايا الإرهابية

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. أما بعد :



فان مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والخمسين التي انعقدت في مدينة الطائف ابتداء من تاريخ 11 / 6 / 1424ه- قد استعرض ما جرى مؤخرا في المملكة العربية السعودية من تفجيرات استهدفت تخريبا وقتل أناس معصومين وأحدثت فزعا وإزعاجا .


كما استعرض ما اكتشف من مخازن للأسلحة ومتفجرات خطيرة معدة للقيام بأعمال تخريب ودمار في هذه البلاد التي هي حصن الإسلام وفيها حرم الله وقبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولان مثل هذه الاستعدادات الخطيرة المهيأة لارتكاب الإجرام من أعمال التخريب والإفساد في الأرض مما يزعزع الأمن ويحدث قتل الأنفس وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ويعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار ونظرا لما يجب على علماء البلاد من البيان تجاه هذه الأخطار من وجوب التعاون بين كافة أفراد الأمة لكشفها ودفع شرها والتحذير منها وتحريم السكوت عن الإبلاغ عن كل خطر يبيت ضد هذا الأمن رأى المجلس وجوب البيان لأمور تدعو الضرورة إلى بيانها في هذا الوقت براءة للذمة ونصحا للأمة وإشفاقا على أبناء المسلمين من أن يكونوا أداة فساد وتخريب وإتباعا لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وقد اخذ الله تعالى على أهل العلم المثياق أن يبينوا للناس قال الله سبحانه // وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه // .

لذلك كله وتذكيرا للناس وتحذيرا من التهاون في أمر الحفاظ على سلامة البلاد من الأخطار فان المجلس يرى بيان ما يلي. .

أولا : أن القيام بأعمال التخريب والإفساد من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات عمل اجرامى خطير وعدوان على الأنفس المعصومة وإتلاف للأموال المحترمة فهو مقتض للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة عملا بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على من تولى أمر الأمة فيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم // من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على امتى يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس منى ولست منه // أخرجه مسلم .

ومن زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد فذلك جاهل ضال فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء.ومما سبق فانه قد ظهر وعلم أن ما قام به أولئك ومن وراءهم إنما هو من الإفساد والتخريب والضلال المبين وعليهم تقوى الله عز وجل والرجوع إليه والتوبة والتبصر في الأمور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد وليس في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك إلى القضاء.

ثانيا : وإذ تبين ما سبق فان مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة اعزها الله بالإسلام من تتبع لتلك الفئة والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لان ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي امرنا الله به في قوله سبحانه // وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب // . ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء أو إيوائهم فان هذا من كبائر الذنوب وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم // لعن الله من آوى محدثا// متفق عليه وقد فسر العلماء // المحدث // في هذا الحديث بأنه من ياتى بفساد في الأرض.فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن اواهم فكيف بمن أعانهم أو أيد فعلهم

ثالثا : يهيب المجلس بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير ليتبين بذلك الحق.
رابعا . . يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى وأراء تسوغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من اخطر الأمور وأشنعها وقد عظم الله شان الفتوى بغير علم وحذر عباده منها وبين أنها من أمر الشيطان قال تعالى // يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون // ويقول سبحانه // ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب أن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم // ويقول جل وعلا // ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا // وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال // من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيء // متفق عليه .

ومن صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الآراء التي تسوغ هذا الإجرام فان على ولى الأمر إحالته إلى القضاء ليجرى نحوه ما يقتضيه الشرع نصحا للأمة وإبراء للذمة وحماية للدين وعلى من أتاه الله العلم التحذير من الأقاويل الباطلة وبيان فسادها وكشف زورها ولا يخفى أن هذا من أهم الواجبات وهو من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ويعظم خطر تلك الفتاوى إذا كان المقصود بها زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل ومن القول في دين الله بالجهل والهوى لان ذلك استهداف للأغرار من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة وكل هذا شنيع وعظيم في دين الإسلام ولا يرتضيه احد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة وعقل أهدافها السامية ومقاصدها الكريمة وعمل هؤلاء المتقولين على العلم من أعظم أسباب تفريق الأمة ونشر العداوات بينها .

خامسا : على ولى الأمر منع الذين يتجراون على الدين والعلماء ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه وعلى أهله ويربطون بين ما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية. وان المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .

سادسا : أن دين الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع وأوجب الله ذلك في كتابه وحرم التفرق والتحزب يقول الله عز وجل // واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا // ويقول سبحانه // أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء // فبرا الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الذين فرقوا دينهم وحزبوه وكانوا شيعا وهذا يدل على تحريم التفرق وانه من كبائر الذنوب


وقد علم من الدين بالضرورة وجوب لزوم الجماعة وطاعة من تولى إمامة المسلمين في طاعة الله يقول الله عز وجل // يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم // وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك .... // أخرجه مسلم وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // من اطاعنى فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد اطاعنى ومن يعصى الأمير فقد عصاني // متفق عليه وقد سار على هذا سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم في وجوب السمع والطاعة .


لكل ما تقدم ذكره فان المجلس يحذر من دعاة الضلالة والفتنة والفرقة الذين ظهروا في هذه الأزمان قلبوا على المسلمين أمرهم وحرضوهم على معصية ولاة أمرهم والخروج عليهم وذلك من أعظم المحرمات يقول النبي صلى الله عليه وسلم // انه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان // أخرجه مسلم.
وفى هذا تحذير لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وتحذير لمن سار في ركابهم عن التمادي في الغي المعرض لعذاب الدنيا والآخرة والواجب التمسك بهذا الدين القويم والسير فيه على الصراط المستقيم المبنى على الكتاب والسنة وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم حتى يسلموا بتوفيق من الله من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة وحتى ينفع الله بهم امة الإسلام ويكونوا حملة علم وورثة للأنبياء وأهل خير وصلاح وهدى ويكرر التأكيد على وجوب الالتفاف حول قيادة هذه البلاد وعلمائها ويزداد الأمر تأكدا في مثل هذه الأوقات أوقات الفتن كما يحذر الجميع حكاما ومحكومين من المعاصي والتساهل في أمر الله فشان المعاصي خطير وليحذروا من ذنوبهم وليستقيموا على أمر الله ويقيموا شعائر دينهم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر .



وقى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين كل سوء وجمع الله كلمة المسلمين على الحق والهدى وكبت الله أعداءه أعداء الدين ورد كيدهم في نحورهم انه سبحانه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين .


هيئة كبار العلماء



رئيس المجلس: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ




صالح بن محمد اللحيدان - عبد الله بن سليمان المنيع



عبد الله بن عبد الرحمن الغديان - د. صالح بن فوزان الفوزان



حسن بن جعفر العتمى - محمد بن عبد الله السبيل



د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ - محمد بن سليمان البدر



د.عبد الله بن عبد المحسن التركي - محمد بن زيد آل سليمان



د. بكر بن عبد الله أبو زيد : لم يحضر لمرضه - د. عبد الوهاب بن إبراهيم ابوسليمان



د. صالح بن عبد الله بن حميد - د. احمد بن على سير المباركى



د. عبد الله بن على الركبان - د. عبد الله بن محمد المطلق




http://www.spa.gov.sa/html/spa_anews.htm
اضافة رد مع اقتباس