مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #23  
قديم 13/08/2003, 04:37 PM
ah_mad2222 ah_mad2222 غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/06/2003
المكان: احلــ دمام ــى..
مشاركات: 426
[ALIGN=CENTER]وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار. وأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.

جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟

قال إبراهيم: أما إليك فلا.

انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق. فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمرا. قال تعالى:

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ

أطاعت النار فكانت (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ). أحرقت قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة. كان يسبح بحمد ربه ويمجده. لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت الرهبة. واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.

جلس الدهماء والكبار والكهنة يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تدفع في وجوههم صهدا حارقا تكاد تزهق أرواحهم. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا. فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل. وجوههم مسودة من دخان الحريق، ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. ثيابهم احترق نصفها بسبب ما تساقط عليها من الأخشاب الملتهبة، وثيابه كما هي لم تحترق. عليهم أثر الدخان والحريق، وليس عليه أي اثر للدخان أو الحريق.

خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.

وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ

لا يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه، لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله.

ويبدو من استقراء النصوص القديمة أن إبراهيم كان شابا صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه.

سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ

وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.

يتبع>>>
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس