مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 19/09/2008, 04:07 AM
صقر فيصل صقر فيصل غير متواجد حالياً
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
أولا أهلا بالحبيب عبد الرحْمن
دعنِي أختَلفُ معكَ اختلافًا لا يفسِدُ لنَا ودًّا

أوّلاً

أعتقدُ أنّ منْ قرَأ ونظرَ خيرٌ ممنْ تلقّى فجلسَ
والعالمُ خيرٌ من العابدِ

وأبو حامدٍ الغزاليّ حثَّ الناسَ على القراءَةِ حتّى في الإلحادِ .. لأنّ ذلكَ سبيلٌ لتثبيتِ الإيمَانِ
وهذَا كانَ ديدنَ علمَاءَ كثُرٍ
كابنِ تيميَةَ وابنِ القيّم

الذَيْنِ نستقِي الكثيرَ الكثيرَ من علمِهما، ونجدُ في كُتبهمَا آراء لأرسطو وأفلاطون
آراء فلسفيّة منْ أنَاسٍ شطحُوا فلمْ يمنعْهم ذلكَ من القراءةِ لهمْ والاستقَاء من علْمهم

ولمْ يرفضُوا كلّ رأي منْ ملحدٍ .. بل أخَذُوا أحسنهُ وتركُوا أسْوأه

ثانيًا

حتى القضَايا التي ذكرْتها
كحلقِ اللحْيةِ وإسبالِ الثّوبِ
فقدَ اختلفَ علماءٌ مع الآراء التِي نعرِفها

فمثلاً: يرَى الشافعيّةُ كرَاهيةَ حلقِ اللحيَة
ورأى ذلكَ الإمامُ النوويّ والإمامُ الرَافعي (من متقدمي المذهب)
وقدْ أقرّهم الرمليّ وابن حجر (من متأخّري المذهب)

ورأى ذلكَ القاضي عيَاض في شرْحهِ لصحيحِ مسلم

ونفسُ الجمعِ أعلاهُ وعلماءُ آخرونَ رأوْا في شرْحِهم لحديثِ: (( منْ جرّ ثوبَهُ خيلاءً )) أنّ التحريمَ على إسبالِ الثّوبِ خيلاءً

هلْ شكّكَ أحدٌ بالإمَام النووي أو ابنِ احجر أو القاضِي عياض؟
هلْ اتُّهمُوا في أدْيانِهمْ وعقائدِهم كمَا يتّهمُ بعضنَا الشّافعيّة والمَالكيّةَ والحنفيّة منْ خارِجِ الوطَن؟



عتَبُنا على بعضِ طُلّابِ العلمِ عدمَ البحْثِ في مقَاصِدِ الشّريعةِ
ونقلِ شرْحٍ واحدٍ للدلِيل
ورفْضهِم آراءَ أخْرى

وقدْ وجَدنَا منْ يستَهزئُ بالقرَضاوي والكبِيسي لاختلافٍ في فرْعٍ
بلْ إنّنا رأيْنا منْ يسْخرُ منْ ابنِ حزمٍ وأبِي حنيفة !!



الرسولُ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم - حاوَرَ الصحَابةَ
وعلمَاءُ الصحَابةِ حاورُوا جهّالَ الناسِ
وكذلكَ العلماءُ الأوائِل وخيرُ منْ خلفَهم

فأبْدُوا لهم ما يجْهلونَ منَ الدينِ ومنْ "مقاصِد الشّريعة"

ولمْ يخشَوْا ذلكَ
لعلْمهمْ أمرًا واحِدًا: أنّ اللهَ معلٍ شأنَ دينِهِ
شاءَ منْ شاءَ .. وجادلَ منْ جادلَ

...

ألفُ شكرٍ لكَ على هذهِ المساحةِ الجميلةِ
وأرْجو أنْ تقابلَ رأيَ أخيكَ المحبّ بصدرٍ رحْب
وإنْ لمْ يلقَ الرّأي في نفْسكَ مكَانًا


دمتَ في رعايةِ الموْلى
اضافة رد مع اقتباس