مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/07/2003, 02:04 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
أبوخالد القادم من التاريخ

في الأسبوع الماضي .. والذي سبقه كانت قناة الـ (LBC) تقدم حلقتين تناقش بها قضايا الرياضة في السعودية ، أظن هذه القناة حلت مشكلة الرياضة في اللبنان وبدأت تحل مشاكل الرياضة في العالم العربي ، أو هي اكتشفت أن الرياضة في لبنان لا يمكن حلها ، ولا هي الرياضة في لبنان تجلب الإعلانات فتركت أمر الرياضة في لبنان لمن يهمه الأمر .
في الأربعاء قبل الماضي كان ضيف الحلقة أبو خالد رئيس نادي النصر وكان جل الحوار يتحدث عما ضاع من بطولات مسجلة تلفزيونيا وبطولات لم تسجل ، في بداية الحلقة كان النصر قد سرق منه 18 بطولة ، في نهاية البرنامج وصلت السرقات إلى 20 بطولة ، ولولا ضيق البرنامج لوصلت السرقات إلى أكثر من ذلك .
في اللقاء مضى أبو خالد يتحدث عن التحكيم والمؤامرات وعن زرقاء اليمامة (المهنا) .. كان مقدم البرنامج يحاول أن ينتقل من محور التحكيم ليبدأ محورا جديدا ليناقش أمور الرياضة في بلدنا ، لكن أبو خالد يعيده إلى التحكيم والسرقات والبطولات المهدرة ، وأن الرياضة لتستقيم لا بد من حكم أجنبي ، كيف سيحل الحكم الأجنبي المشكلة طالما الأمر ليس مرتبطا بضعف تحكيمي بل بمؤامرات يحيكها الاتحاد ضد أبو خالد ؟
هذا السؤال لا يمكن الإجابة عليه .. لأنه في كل مرة يجعلنا نتساءل ، إن كان التحكيم سيئا فهذا يعني أنه لا يوجد مؤامرة ، وإن كان هناك مؤامرة ما قيمة أن نحضر حكم أجنبي طالما هناك مؤامرة ؟
ومع هذا السؤال يستقيم كثيرا عند مريدي أبو خالد الرمز ، لماذا يستقيم ؟
لأنه فكر قديم وعتيق منذ عهد الفرزدق وجرير (الشاعران الشتامان) ، البعض يقول عنه فكرا سجاليا لا يمكن له ربط الأشياء ، والبعض الآخر يقول أنه الفكر التآمري ، فيما أنا أراه (لعب دور الضحية) ، هذه الضحية التي تأمر عليها الجميع ، ولأنها ضحية ليس من حق أحد مسألتها ومناقشتها وتحديد أخطاءها, لأنها ضحية ويجب مساءلة الجلاد وليس الضحية .
كان أبوخالد يتحدث عن (زرقاء اليمامة) المهنا الذي حسب ضربة جزاء من 40 مترا ، فيما السؤال عن أزمة الموارد المالية للأندية وكيف يرى الخصخصة .. مع أبوخالد الأمر طبيعي جدا ، يمكنك أن تسأله عن (إنشتاين) وسيجيبك بأن (الحكم كان سبب الأزمة) .

** في الأسبوع الماضي كان ضيف الحلقة الأمير عبدالله بن مساعد رئيس نادي الهلال ، وكان الحديث يتجه إلى قراءة واقع الرياضة ، وأزمة الأندية المالية ، وكيف هي الخصخصة أمر لا بد منه لأن الرياضة لن تتطور بدونها ، فالدولة أصبحت التزاماتها كثيرة ولا بد من فك يدها لأن الأمر لا يحتمل مركزية في القرار ، لأن الأمور ستتشابك وتتعقد .. إن استمر الأمر كما كان في السابق حين لم يكن هذا الكم الكبير من الأندية .
وأكد في حديثه أن الخصخصة لا تعني بيع الأندية لشركات وبنوك لتديرها فقط ، بل ولتجلب أشخاص محترفين ليديروا العمل الفني والإداري والمالي والتسويقي ، فيما الأندية الآن تدار بشكل تعاوني ميزة الإداري أنه يحب الهلال أكثر من اللازم ، والحب لا يجعلنا نرى أين الخلل ، لأنه أعمى .
في نهاية الحلقة بدا الأمير عبدالله بن مساعد (الذي يحمل المستقبل في جيبه) .. مودعا لأسباب كثيرة ، أولها طغيان الخطاب اللاعقلاني ، وغياب الممولين لهذا المشروع ، والتخصيص يبدو أنه بعيدا ، ولن يأتِ طالما الكثير يرى أن مشكلة التطور مرتبطة في التحكيم .
لا أعرف كيف ستحل هذه المشكلة ، ولكن أود لو أن هذا الخطاب العلمي والمنهجي لا يرحل لأننا في أمس الحاجة له ، هذا الخطاب الذي عرفته عن قرب ، حين كانت المفاوضات دائرة بين الأمير عبدالله بن مساعد وبين اللاعب نواف التمياط ، كنت أشاهد من بعيد تلك المفاوضات ، والتي لو اعتمدت على المشاعر لسقطت من أول خطاب وجه لنواف .
أظن الجميع شاهد الأمير عبدالله بن مساعد وهو يتحدث عن نواف ، بل في نهاية الحلقة أكد أن نواف يستحق أكثر مما أخذه .
ومع هذا كانت المفاوضات قاسية على الطرفين ، لأنها كانت عقلانية .. كل منهما يريد تحقيق أهدافه دون أن يضر الآخر ، وكانت الرؤية مختلفة ، كل يرى أنه لم يجحف الآخر بمطالبه .. في النهاية وصلا لحلول .
لأن التفاوض قائم على تحقيق ما تريد دون تغييب الواقع .. وما تحلم به وما يمكن تحقيقه الآن .

[ALIGN=CENTER]إلى أين نمضي ؟[/ALIGN]

قد يندهش المشاهد لو رأى اللقاءين وأن الفارق الزمني بينهم فقط أسبوع ، فيما الخطابين يقولان أن الفارق الزمني كبير جدا ، خطاب قادم من التاريخ لا يمكن له قراءة الواقع لأنه قائم على المشاعر ، والمزاج يتقلب فتتقلب المشاعر .. والخطاب الآخر تخلى عن تقييم الأمور من خلال مشاعره وراح يقيسها بعقله ، وما الذي يحتاجه وما الذي يمكن اصلاحه أولا لأنه لا يحتمل التأجيل ، وما هي الأمور التي يمكن تأجيلها .
الفارق بين هذا وذاك ، أن الخطاب الأول لا يحتاج إلا لكلام حاد يهاجم به المتآمرين الذين لا يعرف أحد من هم حتى من يهاجمهم .
بيد أن الخطاب الآخر يعتمد على الاقتصاد ليحقق أفكاره .. وهنا يكمن مأزق هذا الخطاب ، ومأزقنا مع المستقبل .
فهل يستطيع الأمير عبدالله بن مساعد إيجاد آلية ليتم تمويل مشروع تطوير نادي الهلال ، كأن يقدم دراسة لإنشاء شركة تجاريه تذهب أرباحها لخزينة النادي ؟
أجزم أن رئيس نادي الهلال قادر على تقديم مثل هذا المشروع لأن تخصصه اقتصاد ، لكني لا أعرف هل سيتم إيجاد رأس مال لهذا الشركة ، وهل سيتم تمويل هذا المشروع من قبل أعضاء الشرف وجماهير الهلال .. إلى أن تأتِ الخصخصة ثم تعود الأصول والأرباح إلى أعضاء مجلس إدارة الشركة وهم بالتأكيد أعضاء شرف وجماهير الهلال ؟
هذا السؤال يحتاج أن نفكر به لنعرف إلى أين نحن ماضين ؟
بقي أن أقول : إن استمر الأمر على ما هو عليه ، سيرحل الأمير عبدالله بن مساعد لأنه لا يستطيع العمل بطريقة (شدو حيلكم يا شباب) .
وسيعود الفرزدق ليرأس نادي الهلال ، فيواجه جرير ، وسيظل المستقبل أشبه بسراب لا يأتِ ولا يقول وداعا .. وسنستمر نعيش في الماضي ننصت للفرزدق وجرير .. ويردد السذج : (والله جلده) .