بَكــَـى ... فِي وَسَطِ الحِصَار
(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
.... .... .... .... .... .... .... .... .... .....
هنـــــــاك ..
في مخيم الشاطئ و تحديدا ً في المسجد الغربي ...
في صلاة التراويح يصدح الإمام بالقراءة من كتاب الله عز وجل ... بصوت شجيّ رقيق و عبرات مكتومة في الصدور
تتبعها زفرات قلب مؤمن بما عند الله .
و في غمرة الخضوع و تدبر الآيات و التذلل لله تعالى تفيض الدموع من تلك المحاجر عندما تُلي قول الله عز و جل ..
{
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف : 128 - 129]
http://www.youtube.com/v/UCVnv8e_xbo&hl=en&fs=1
كان الإمام هو رئيس وزراء الحكومة المقال إسماعيل هنية ....
بتواضع القائد الحقيقي ... يمشي معه الناس و يتلمس حاجاتهم ويصلّي فيهم ..
سقطت دموعه و هو يتذكر الحصار المفروض على قطاع غزة ... تلك الأم التي تتقطع كل يوم و هي ترى
أبنائها يتلوّون من شدة الجوع ... و كان يتذكر ذلك الشيخ الذي انحنى ظهره و رقَّ عظمه و يئن من المرض
و لا يجد علاجا ً يداوي به نفسه ... كان يتذكر أولائك الأطفال الذين حُرمو من طفولتهم بلا ذنب ارتكبوه ..!
يذكرهم بموسى عندما أوصى قومه بالصبر و أن العاقبة للمتقين ...
ويموت منا من يموت، بموعدٍ
أو صدفةٍ هي موعدٌ
وكأننا نلهو ونلعبُ في كَمينْ
**
مِنّا شهيدُ كهولةٍ أو غربةٍ
أو قُبلةٍ في الظَّهرِ
أو.. برصاصةٍ في الصدرِ
أو.. بهمومنا المتعرجاتِ على الجبينْ
**
مِنَّا شهيدُ اليأسِ
حيث تشيخ وَلْدَنَةُ الصَّبا عند الصبيَّ
وتنتهي آمالُ من ثاروا
بثرثرة الحبيب مع العدوِّ
وفي معانقةِ الضحايا للخصوم "الطيبينْ
((
مريد البرغوثي))
و بعد ,,,,,
فلا تنسوا إخوانكم من خالص دعاؤكم أن يخلصهم الله مما هم فيه من الضيم والشدة ... و أن ينصرهم ويثبت
أقدامهم , فالمسلمين كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا ً .....و لا أن ننسى أن نشـكر الله مما نحن فيه من
النعيم والأمن في بلادنا الحبيبة ... فكل شيئ مما تشتهيه أنفسنا نجده عندنا .. فلا نسرف في المآكل و المطاعم ..
يقول الشاعر العراقي معروف الرصافي في قصيدة له :
ولو أني استطعت صيام دهري***لصمت فكان ديدنـي الصيـام
ولكني لا أصوم صيـام قـوم***تكاثر في فطورهـم الطعـام
إذا رمضان جاءهـم أعـدوا***مطاعم ليس يدركها انهضـام
وقالوا يا نهـار لئـن تجعنـا***فإن الليـل منـك لنـا انتقـام