العشر الأوخر من رمضان في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا
ليله وأيقظ أهله"... كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر ..
فمنها / إحياء الليل فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله وقد روي من حديث عائشة من وجه فيه ضعف بلفظ :" وأحياء الليل كله".. ويحتمل أن يريد بأحياء الليل إحياء غالبه..
ومنها/ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد المئزر واختلفوا في تفسيره فمنهم من قال : هو كناية عن شدة جده
واجتهاده في العباده .... والصحيح أن المراد اعتزاله النساء ,وبذلك فسره السلف والائمة المتقدمون منهم سفيان الثوري
وقد ورد ذلك صريحاً من حديث عائشة وأنس وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان , وفي حديث أنس:
"وطوى فراشه واعتزل النساء "..
ومنها/ تأخيره للفطور إلى السحور روي عنه من حديث عائشة وأنس أنه صلى الله عليه وسلم كان في اليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً..
ومنها / إغتساله بين العشاءين..
ومنها / الاعتكاف : ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم :" كان يعتكف العشر
الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى"..
ومعنى الاعتكاف هو قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق ,وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال..
قال سفيان الثوري : أحب إلى إذا دخل العشر الأواخر أن يجتهد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن
أطاقوا ذلك...
من كتاب لطائف المعارف ـــــــــــ لابن رجب |