هو عمران بن الحصين رضي الله عنه ، فقد روى الطبراني بسنده في الكبير عن قتادة قال: إن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى. قال الألباني في السلسلة الضعيفة: إنه منكر. ولكن قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة. وقال المباركفوري في شرح الترمذي: عمران بن حصين... كان من علماء الصحابة وكانت الملائكة تسلم عليه وهو ممن اعتزل الفتنة. والله أعلم. وهذه نبذة بسيطة عنه رضي الله عنه *§¦§ عِمران بن حصين شبيه الملائكة §¦§* عمران بن حُصين بن عبيد الخزاعي رضي الله عنه وكنيته أبو نُجيـد ، أسلم هو وأبوه وأبوهريرة رضي الله عنه سنة سبع هجرية في عام خيبـر، حين أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعا ، وغزا عدة غزوات وحمل راية خزاعة يوم الفتح . ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت يده اليمنى موضع تكريم كبير، فآلى على نفسه ألا يستخدمها ألا في كل عمل طيب، وكريم. *§¦§ إيمانه §¦§* كان إيمان عمران بن حصين صورة من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته ، ولقد كان معه من توفيق الله ونعمة الهدى شيئا كثيرا، ومع ذلك فهو لا يفتأ يبكي، ويبكي، ويقول: ( يا ليتني كنت رمادا، تذروه الرياح ) ذلك أن هؤلاء الرجال لم يكونوا يخافون الله بسبب ما يدركون من ذنب، فقلما كانت لهم بعد إسلامهم ذنوب...إنما كانوا يخافونه ويخشونه بقدر إدراكهم لعظمته وجلاله ، وبقدر إدراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته، مهما تضرعوا، وركعوا، ومهما سجدوا، وعبدوا.. ولقد سأل الصحابة رضي الله عنهم يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ( يا رسول الله، مالنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا ، وزهدنا دنيانا ، وكأننا نرى الآخرة رأي العين ، حتى إذا خرجنا من عندك، ولقينا أهلنا،وأولادنا، ودنيانا، أنكرنا أنفسنا ) فأجابهم صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لو تدومون على حالكم عندي، لصافحتكم الملائكة عيانا ، ولكن ساعة وساعة " وسمع عمران بن حصين رضي الله عنه هذا الحديث ، فاشتعلت أشواقه وكأنما آلى على نفسه ألا يقعد دون تلك الغاية الجليلة ولو كلفته حياته، وكأنما لم تقنع همته بأن يحيا حياته ساعة وساعة.. فأراد أن تكون كلها ساعة واحدة موصولة النجوى والتبتل لله رب العالمين.. *§¦§ البصرة §¦§* في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسله الخليفة إلى البصرة ليُفَقّه أهلها ويعلمهم ، وفي البصرة حط الرحال ، وأقبل عليه أهلها مُذ عرفوه يتبركون به ويستضيئـون بتقواه ، قال الحسن البصـري وابن سيرين رحمهم الله : ( ما قدم البصـرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحديَفضـل عمران بن حصين ) *§¦§ الفتنة §¦§* ولما وقع النزاع الكبير بين المسلمين، بين فريق علي وفريق معاوية رضي الله عنهما ، لم يقف عمران رضي الله عنه موقف الحيدة وحسب،بل راح يرفع صوته بين الناس داعيا إياهم أن يكفوا عن الاشتراك في تلك الحرب ، حاضنا قضية الإسلام خير محتضن .. وراح يقول للناس : ( لأن أرعى أعنزا حضنيات في رأس جبل حتى يدركني الموت، أحب إلى من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم، أخطأ أم أصاب ) وكان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلا: ( الزم مسجدك.. فان دخل عليك فالزم بيتك.. فان دخل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتله ) *§¦§ مرضه §¦§* حقق إيمان عمران بن حصين رضي الله عنه أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع ، فقد أصاب بطنه داء الإستسقاء ، لبث معه ثلاثين عاما ، ما ضجر منه ولا قال أُف ، بل كان مثابرا على عبادته قائما، وقاعداوراقدا.. وإذا هون عليه عواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لهم وقال :( إن أحب الأشياء إلى نفسي ، أحبها إلى الله ) *§¦§ وفاته §¦§* كانت وصيته رضي الله عنه لأهله وإخوانه حين أدركه الموت : ( إذا رجعتم من دفني ، فانحروا وأطعموا ) وكانت وفاته رضي الله عنه في عام ( 52 هـ )
اخر تعديل كان بواسطة » شيروكي في يوم » 07/09/2008 عند الساعة » 01:26 PM |