مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/07/2003, 12:46 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
متى يعي اللاعب حقوقه؟

رغم ما قيل وما كتب عن لائحة الاحتراف ، وأن الكثير من بنودها غير واضحة ، والكثير من لوائحها غير قانوني .. إلا أنك تندهش أن ما بقي منها واضحا وملموسا وقانونيا أضاعه اللاعبون المحترفون أو من كان من المفترض أن يكونوا محترفين ، ففي المادة الخامسة من الفصل الثالث فقرة 4- (يوفر النادي تأمينا شاملا يغطي حالات الإصابة أو العجز أو الوفاة طيلة مدة عقده مع النادي ) .
في نفس الفصل الفقرة 5- (يوفر النادي تأمينا صحيا يشمل العلاج اللازم والكشف الطبي الدوري الإلزامي على اللاعب) .
هاتان الفقرتان منذ أن أدرجتا في لائحة الاحتراف وهما معطلتان ، فلا النادي آمن بأن التأمين قد يوفر له مبالغ ، ولا لجنة الاحتراف ضغطت على الأندية لتفرض التأمين طالما هو يأخذ صفة الإلزام في اللائحة ، لأنها تعرف ما هو الرد الذي سيأتيها من قبل رؤساء الأندية (أهم مداخيلنا ـالنقل التلفزيوني و دخل المباريات ـ يأخذها الاتحاد ، فكيف نطالب الأندية بعد هذا كله بتطبيق التأمين وباقي اللوائح ؟) .
وبالتأكيد الكثير من اللاعبين لا يملكون رؤية مستقبلية أو يفكرون بالغد ، فيهتم بمقدم العقد والراتب فيما مستقبله لا يعنيه .. وقلة من اللاعبين يستطيعون التفكير في المستقبل لكنهم لا يقدرون على المطالبة بحقوقهم ، لأن النادي يمكن له أن يخصم من راتبه أو يوقفه أو حتى يحوله لهاو .. ولن تقف معه لجنة الاحتراف حين يرفض اللعب إلا بعد التأمين ، وسيجعله النادي عبرة للبقية لأنه ترك وحيدا .
يروي الدكتور سالم الزهراني حكاية لاعب محترف أصيب فلم يعد يملك شراء حليب لطفله فأصبح يتسول .. هذا اللاعب يمكن أن يكون أي لاعب ، ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث له داخل الملعب فربما تأتيه الإصابة في أي لحظة .
لهذا على اللاعبين أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن لهم استرجاع حقوقهم من الأندية ؟

[ALIGN=CENTER]لماذا يا نواف ؟[/ALIGN]

قرأت بعد توقيع نواف التمياط مع الهلال أنه بدأ في التعامل مع شركة عالمية ليؤمن على نفسه ، وهذا عمل جيد حين ننغلق على أنفسنا ، لكني أعتب على نواف لأنه ليس منغلقا على ذاته .. ويعمل كثيرا من أجل البقية بل هو من أقنع الكثير من لاعبي المنتخب بأن يتعاملوا مع الاحتراف كمفهوم وألا يتركوا الأمور تدار بعشوائية بل أقنع الكثير من اللاعبين بإيجاد مديري أعمال لهم .
فالتأمين مع شركات عالمية قد لا يستطيع القيام به كل اللاعبين ، فمبلغ التأمين قد يصل إلى 20 ألف دولار في السنة ، والكثير من اللاعبين لا يستطيعون دفع هذا المبلغ ، وهذا سبب عتبي .
لأن نواف وطلال المشعل ومحمد نور والخوجلي يمكن لهم التكاتف ، وإقناع لاعبي الأندية جميعا بترك ذاك التنافس التعصبي الممجوج ، وأن على اللاعبين إيجاد صيغة ما بينهم للضغط على الأندية لجعل التأمين أمرا واقعا ليحقق أمالهم وطموحاتهم ، وأنه ليس من العدل أن يكون هناك نظم ولوائح تساعدنا على أخذ حقوقنا ثم لا نطالب بها .
لن أتحدث بأمور كبيرة عن التكتلات وأهميتها ، وأن التكتلات لم تعد على مستوى الأفراد أو على مستوى الشركات ، بل أصبحت حتى على مستوى الدول ، بل سأتحدث عن أمور بسيطة ، لكنها تلامسكم كلاعبين .
شاهدنا لجنة الاحتراف وهي تصدر قرارا بتخفيض رواتبكم ، ولم يستشر أي لاعب في هذا الأمر ، لأنه لا يوجد ممثلون لهم ، شاهدنا اللاعب محروما من الاستفادة من التأمينات الاجتماعية ، والسبب أن عمر اللاعب قصير في الملاعب قد يصل إلى عشر سنوات ، فيما التأمينات الاجتماعية للموظف الذي يعمل عشرين عاما ، يقتطع من راتبه مقدار 09% ، وكان يمكن للاعبين لو كان لهم ممثلون أن يتفاوضوا مع التأمينات لرفع النسبة إلى 18% طالما العمر الافتراضي للاعب المحترف 10 سنوات .
شاهدنا سقف الرواتب منذ البداية يغلق ، وهذا يقتل الإبداع ، فيما السوق الرياضي يدور به ما يقارب 2 مليار سنويا ويمكن له أن يحقق أرباحا تصل إلى 500 مليون .. ولم يكن لهم ممثلون لفك هذا الغلق .
فهل يقوم النجوم بالمهام المناطة بهم .. أم سيستمر اللاعب في التسول من أصحاب الأيدي البيضاء بعد أن يتم استخدامه ثم رميه مثل أي منتج آخر من منتجات مجتمع الاستهلاك ؟
إن التطور لا يأتي إن لم يكن الفرد/اللاعب/الموظف مطمئنا على مستقبله ، وحين لا يحدث هذا يغيب التطور .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، إذا اشتكا منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .. اللاعب الغربي آمن بهذا التكتل فيما لاعبونا مازالوا تائهين لا يعرفون كيف يمكن لهم صناعة واقع يجعل المستقبل أجمل .