مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/09/2008, 01:35 PM
موز بالحليب موز بالحليب غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 18/07/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 19
أمعقولٌ.. يا هِلال؟!


أمعقولٌ.. يا هِلال؟!
نجيب الزامل - 05/09/1429هـ
[email protected]

***
* قضية الأسبوع: الوفاءُ في مجتمعاتِنا. الوفاءُ من أرقى الصفاتِ في سلم الصفات البشرية، وأكثرها ألـَقا، وأنصعها جمالا.. فهي تزكي القلوبَ، وتغسل النفسَ البشرية التي تعلقُ بها الأكدارُ، فإذا الوفاءُ يزيلها كما تنزلق البقعُ من سطح بورسلانٍ صقيل.. إن الوفاءَ لا يكلف شيئا، وتنفيذ مهامِّهِ قليلُ التكلفةِ إن حسبناها بغرضنا المادي ورقمنا الحسابي، ولكن معناهُ وقيمته الإنسانيّتان تتعديان لغة الأسعار.. إنه سعادةٌ تتأرجح بين النجوم والأقمار، وتغتسل بالورد والأمطار. في رأيي، أن مجتمعاً يعرف الوفاءَ هو مجتمعٌ اكتملت به أهمُّ صفاتِ المجتمع الإنساني، مجتمعٌ يعرف الوفاءَ ديدناً وعادةً وتقليداً ومنطقاً واقتناعاً هو مجتمعُ الحبِّ والسعادةِ والانتماءِ والترابط.. لذا، إيماناً بهذا المعنى لمـّا كنا نريد شعارا كافياً لمنتدانا الاجتماعي "أمطار" بالرياض، اتفق الأشقاءُ على أن يكون الشعارُ:" أمطار.. احتفاءٌ ووفاء". وكان ضيفانا الأول والثاني من الذين قدموا خدماتٍ كبرى للبلاد ثم غيروا مواقعَهم.. في أول مناسبتين عرفنا كيف يُسعِد الناس جميعا الوفاءُ.. وأن من يقع عليه الوفاءُ تراه سعيداً مكتمل الشعور والرضى..
***
* اليوم، أضع ملحق جريدة "اليوم" الرياضي على رأسي.. واللهِ. وأتقدم بشكري لهذا الإنسان الوفي، أخي وصديقي وأستاذي "محمد البكر" معلق البلاد الشهير، والرياضي الذي قدم نبضـَه وعقلـَه وعرَقـَه للرياضة السعودية، والمسؤولُ الأولُ عن ملحق "الميدان الرياضي" بجريدة اليوم.. مع أنه أبكاني. نعم، أبكاني على اللاعبِ الكبير الذي أضاء نجمُه فترة الستينيات في القرن المنصرم في سماءِ الكرة السعودية، وهو "مبارك العبد الكريم" لاعب الهلال يوم كان اللعبُ لأي نادٍ هو من خامةِ الوفاء، حيث لا أجور ولا شهرة تلفزيونية ولا احتراف، بل عرقٌ ودمٌ يصحبهما تضحية بالرزق اليومي والتحصيل الدراسي.. يوم كان اللاعبُ لا يلعب إلا من أجل خفقتين قلبيتين: حبّ الكرةِ وحبّ ناديه.. لقد كشف لنا "الميدانُ الرياضي"، بتحقيقٍ عريض محزن عن حياة العبد الكريم التي ترهق القلبَ الحيَّ، وبيَّنَ الأستاذ البكر في عموده المؤثر كيف آل الحالُ بذاك اللاعب التاريخي الهلالي، فإذا هو شيخٌ معوز، يجرجرُ جسدا متفتتاً على مسندٍ معدني، ويعطي مثالاً دراميا دامِعاً لقلةِ الوفاء، ولمرارةِ الجحود، وقسوةِ النسيان.. كان حريا بنادي الهلالِ أن يحتضن الرجلَ الكبير فالوفاءُ لن يكلف شيئا، ولكن سينعكس محيطا مجلجلا من الإعجاب والثقة التي تسري بين الجماهير وبين اللاعبين الحاليين، فترفع المعنوياتِ، وتقدم الهلالَ مؤسسة إنسانية بدل أن يكون مطحنة لإنسانٍ قدّم شبابَهُ وعافيته لناديه يوم كان التقديمُ بلا مقابل.. ونقول: الوقتُ لم يفت.. فأملـُنا بالهلالِ أن يكون.. هلالا.
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=10357
***
اضافة رد مع اقتباس