بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
حينما يفد إليك ضيف عـزيز , فإنك تجهتد في إحسـان وفـادته وضـيافته ,
ولاتألوا في ذلك جهـداً , فتنفق من مالك إسـتعداداً لتقـديم مايليق بهـذا الضيف الغالي عليك ..
وتجتهد في توفـير كل سـبل الراحـة والإطمئنان, وتسـتنفرمن أجله أهل بيتك ,
وتتفــرغ من أجله وأجل راحـته , فتؤجل الأعمال والمواعـيد وكافة الإرتباطات !!
وحينما يدخل بيتك فإنك تظهر له البشـر والسرور وتنفرج لقدومه أساريرك , فلاتدع كلمة
من كلمات التهليل والترحيب إلا وتقولها إحتفاءً بمقـدمه , وتظهر له المودة والسـرور والأنس ,
وهـذا حسن ومطلوب ومن شيم العرب ودلالة على الكرم والســخاء وأصالة المعدن ,,
فمارأيكم بضيف قـادم من الله سـيفد إلينا جميعاً غداً ضيف يحمل معه الخير كل الخير !!
فيه أنزل القرآن , وفيه ليلة خير من ألف شـهر , ضيف عـقدت فيه ألوية الجيوش ,
وتحققت فيه للإسلام أعظم الإنتصارات , شـهر العبادة والإسـتزادة ,
شهرالنفحات والخلوات والرحمات والقربات , شهر تسح فيه الدموع وتسكب فيه العبرات ,
تعج فيه المساجد بالقراءة والذكر والتسبيح والدعـوات , وهو عبادة قلبية سرية !!
إن إمتناع العبد عن الأكل والشـرب في هذا الشـهر بالرغم من إستطاعته الوصول إلى مايريـده خفية ,
لهو أعظم دليل على الإيمان , و إستشعاره لمراقبة الله له ,
فحري بنا أن نغتنم هـذه الأيام القادمات فيما ينفعنا دنيا وأخرى ,
وأن لانضيعها سبهللا دون أن نقـدم مايكون شـافعاً لنا يوم أن نلقاه ,
إن الحرمان كل الحرمان يوم أن يكون هم الواحد منا هو الإنشغال والإنغماس فيما لاينفع في الآخرة ,
فضلاً أن يكون إنشغاله في شئ محرم , فهل نجتهد في إستقبالنا لهذا الوافد كما نجتهد مع من يفد إلينا !!!
أتمنى أن نكون كذلك ,,
اللهم بلغنا رمضان وإجعلنا من صوامه وقـوامه ,,
