|
طفـــــــــولة تختبئ خـــلـــــف الأقــــنعـــة !!
لابد وأن كل واحد منا قد صدم يوما في أشخاص كانوا بالنسبة له رموزا في مجالاتهم !!
ولابد وأن كل واحد منا قد مر بحياته أطفال كانوا في فترة ماضية يرتدون أقنعة كبار متقنة الصنع !!
إنهم يتواجدون في كل ركن من أركان حياتنا اليومية !!
قد تجدهم ضمن أصدقائك ...
قد تجدهم ضمن زملائك في العمل ...
قد تجدهم ضمن أقربائك ...
وقد تجدهم ضمن من كانوا في خانة ( كتابك المفضلين ) !!
قبل أن تعلو صيحة ( الانترنت ) وقبل أن تصبح أخبار جرائد الصباح ( بايتة ) كنا نضع ثقتنا فيمن اخترناه ليكون مصدرنا الموثوق وطريقنا الأوحد لتكوين آرائنا !!
كان لكل منا صحيفته المفضلة وكاتبه الذي ينساق خلف آرائه ويصدقها بل و يؤمن بها ويجعلها ضمن مبادئه ومسلماته لأنه باختصار يرى أنه الأقرب والأصدق ...
منذ أن سلكت أعيننا طريقها نحو قراءة الجرائد ونحن نصنع لأنفسنا عمالقة ونضعهم نصب أعيننا حتى نردد كلامهم ونصنع الدعاية لمقولاتهم بل ونطبل لهم !!
بعدها خرجت علينا تكنولوجيا ( أم الفضائح ) أو مايطلق عليها بخدمة ( الانتر نت ) تلك الشبكة العنكبوتية التي مافتئت تفضح ( المستخبي ) !!
أصبح الحدث يصل حال حدوثه بل حال صناعته بل قبل أن يصنع !!
أصبح للحقيقة دروبا كثيرة لادربا مكتوب على بوابته ( المرور إجباري ) !!
أصبحت الخيارات كثيرة , وهناك الكاذب والصادق والأصدق !!
سقط العمالقة القدماء !!!
سقطت الأقنعة !!
وأسقط في أيدينا .... ويحنا !!
هؤلاء الأطفال !! كيف جعلنا منهم عمالقة طوال تلك السنين !!
كنا لا ( نقلق ) إذا قرأنا لهم !!
كنا نرى فيهم ( جسارة ) في سبيل الحق !!
أما الآن وبعد أن فضحتهم صيحة الاتصالات وكشفهم ( عصر المعلومات ) ...
باتوا يبحثون عن ( أقنعة ) هشة يدافعون فيها عن أنفسهم !!
وعن ( مخرج ) انترنتي يستعيدون به مصداقيتهم التي ضاعت !! | 