الله أكبر ، كم من عالم سلفي عاقل ناصح ، قد ناداهم وحذرهم من هذه الطرق المهلكة والمناهج الفاسدة فلم يقبلوا نصحه بل وقعوا في عرضه ، وقالوا في حقه : عميل مداهن ، لا يفقه الواقع ولا يحمل هم الإسلام، ولا يلتف حول الشباب ، ولا يتفهم قضايا الأمة، إلى آخر ما ورد في قاموس الجماعات الحركيات في باب:" سب علماء والسنة والتوحيد وإبعاد الشباب عنهم وربطهم برموز الحركة وقيادتها" .
وأما ما أوردوه في باب: "تهميش دعوة الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب لتحل محلها الدعوات الحزبية الوافدة الحركية إلى بلاد الحرمين "، فشيء عجيب، والله لو علمت بما عندهم في هذا الباب لفزعت وذهلت ، ولا تعجل فهذه ثمراتهم ومن ثمارهم تعرفونهم: ألا يوجد في شبابنا من يطعن في علمائنا ثم يوقر رموز الجماعات الحركية ويصف قادتها بالشهداء والمنظرين والمصلحين والمجددين والمجاهدين!
فإذا ما بين له علماؤنا ما عندهم من بدع وشركيات وخرافات صوفية وضلالات وجهالات، قال أنتم تحسدونهم ويملى عليكم بكرة وأصيلا. ألا يوجد من شبابنا من يكفر بلادنا ويتقرب إلى الله بالتفجير فيها؟
فبمن تأثر ومن قدوته في ذلك؟
أهو ابن باز والألباني وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء ، لا لا وألف لا ، وإنما تأثر أولئك الشباب بكتب من يسمون بالمفكرين الاسلاميين، ومن سار على طريقهم (الثورة والتهيج) من الدعاة الحركيين من بني جلدتنا تحت غطاء : سلفية المنهج وعصرية المواجهة وان اردتم برهاناً على سعي أولئك في تهميش دعوتنا السلفية . فاختبروا بعض شبابنا، اختبروهم في دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب والجماعات الوافدة تكفيرية وصوفية وقطبية وسرورية محترقة، وانظروا لمن ولائهم ، وعمن يدافعون واسألوا عمن يتلقف شبابنا إذا خرجوا من بلادنا ، وإلى مراكز من يتجهون، وفي مساجد من يعتكفون، وفي معسكرات من على التكفير والتفجير يتدربون، وعلى منهج من إذا خرجوا للدعوة أياما معدودات يسيرون، ولمن على الجهاد لتحرير الحرمين يبايعون زعموا. من الذي غرر بشبابنا منذ حرب الخليج ونفرهم من العلماء: بعد فتوى ابن باز وابن عثيمين ومن معهما من هيئة كبار العلماء بجواز الاستعانة حتى زعم إفكا وزوراً أنه لا توجد عندنا مرجعية علمية موثوقة! ، إذا كان ابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء غير موثوق بهم فمن الذي يوثق به .. إلى آخر ما جنته أيدي الحزبيين من إفساد لشبابنا ، ثم يزعمون أن سبب التفجير هو بُعْدُ العلماء عن الشباب ، وأن العلماء في أبراج عاجية وأنهم لا يسمعون للشباب وأنهم وأنهم.. الخ ، حتى صارت هذه الأحداث والتفجيرات الأخيرة فرصة لأولئك الجهال لتصفية حسابات قديمة مع العلماء ! ألا فاعلموا وبلغوا أن السبب هم أولئك الذين أبعدوا ونفروا الشباب من العلماء، وشوهوا صور مشايخنا في أذهان بعض شبابنا وصرفوهم إلى من لا علم عنده ولا بصيرة من دعاة التهريج والتهييج!
فصدروا شيخ الصحوة زعموا والمفكر الجاهل بالكتاب والسنة، بل والمهرج.
الله أكبر ، أهذا جزاء ابن باز وابن عثيمين والألباني وبقية علمائنا ، هل جزاؤهم وشكرهم أن يحملوا هذا الجرم الفظيع ؟ اللهم إنا نعوذ بك أن نظلم أو نظلم ، ونبرأ اليك ممن يطعنون في علمائنا، اللهم انا نبرأ اليك من أولئك: الذين يغررون ويغشون أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم نقول لمن يطعنون في علمائنا بعد تلك التفجيرات: ما بالكم تذكرون سيئاتهم ولا تذكرون حسناتهم؟ أين منهج الموازانات يا أصحاب الموازنات الحركية التي تكيل بمكيالين وتزن بعشرين ميزاناً إلا الميزان السلفي. |