مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/07/2003, 06:29 AM
المناصر المناصر غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/04/2003
مشاركات: 210
د.الأهدل: الجهاد في سبيل الله (39) درجات المجاهدين..

الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته ( 39 )

درجات المجاهدين

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قَال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها )

فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشِّر الناس؟

قال: ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ) [ البخاري مع فتح الباري (6/11) ].

بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حداً أدنى يقف عنده من أراد دخول الجنة غير منافِسٍ في درجاتها العُلاَ، وهو أن يؤمن بالله ورسوله، ويقيم الصلاة ويصوم رمضان، ولو لم يجاهد في سبيل الله، وحداً أعلى لمن طمحت نفسه إلى الفردوس والمنافسة في الدرجات العُلا.

وعندما سمع الصحابة رضي الله عنهم الشِّقَّ الأول من الحديث فرحوا به وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم بأن يبشروا الناس بذلك، فانتقل بهم إلى ما هو أعظم وأفضل، وهو بيان درجات المجاهدين التي لا ينالها غيرهم من الصنف الأول.

وليس في الحديث تسوية بين الجهاد وعدمه، كما توهم بعض العلماء من قوله صلى الله عليه وسلم: (جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) بل فيه أن أصل دخول الجنة مضمون له جاهد أو لم يجاهد، وهذا هو الحدّ الأدنى كما مضى..[/COLOR]

أما الحدّ الأعلى فقد ذكره بقوله: ( إن في الجنة مائة درجة ) الحديث..

وهذه علة لترك التبشير، أي لا تبشِّروهم بما سبق، لئلا يتركوا الأفضل وهو أن في الجنة مائة درجة.. الخ

كما بين ذلك الحافظ مستدلاً برواية الترمذي ونصها:
"قلت: يا رسول الله ألا أخبر الناس؟

قال: (ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة )..

قال الحافظ:
فظهر أن المراد لا تبشر الناس بما ذكرته من دخول الجنة لمن آمن وعمل الأعمال المفروضة عليه، فيقفوا عند ذلك ولا يتجاوزوه إلى ما هو أفضل منه من الدرجات التي تحصل بالجهاد". [ فتح الباري (6/12) ].
اضافة رد مع اقتباس