مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 21/08/2008, 06:50 AM
صقر فيصل صقر فيصل غير متواجد حالياً
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
قالَ رغمَ النارِ

صبَاحُكمْ ومساؤُكمْ شِعرٌ



( حكَايةُ البلادِ البائدَة )



كنتُ أهوَى مرْتعًا للطهْرِ / يروِي عنْ بِلادِهْ
عنْ أساطِيرِ جهادِهْ
عنْ بلادٍ أصبحتْ أوديسَةً للنّازحِينْ
ونشيدَ الخائفينْ
ولظىً تسكنُ ليلَ الياسمينْ
عنْ حروفٍ كتِبتْ حُمرًا بموْتٍ أصفَرَا
( سَطوةُ الأشعَارِ أمسَتْ خطَرَا )

...

( ١ )

كانَ يا مَا كانَ أنْ كانَ ولكنْ لمْ يكنْ ..
شبحٌ يمضي إلى البيْداءِ في ظلِّ رجُلْ
كانَ شيْخًا وصبيّا
كانَ دُسْتورًا
تراثًا أجنبيّا
ربّما كانَ غبيّا

قيلَ لهْ:
( صُبّ في الليْلِ مُدامًا من كَلام
كلُّ حرفٍ سيٌغنّى )

كَانَ في النهْرِ زلالٌ وحميمْ
كانَ في البحْرِ فطورٌ وظلالٌ مائلهْ
لبِسَ الأحرُفَ ذاتِ القسَمَاتِ الغائِلهْ
ومضَى يكتُبُ كونًا كالسّديمْ
( تُكتبُ الرّوحُ لتجتاحَ الفلاهْ )

قيلَ لهْ:
( إنّ في حرْفِكَ صوتًا منْ غضبْ
فاقتُلِ الجمْرَ .. وحتمًا
كُلُّ حَرفٍ سيُغنّى )


...

( ٢ )

كانَ (سيّابَ) الخُبَرْ
ومضى يسْهِبُ من بحْرٍ أحبّهْ
- لمْ يكنْ بحرًا ولكنَّ الخليجَ
عادةً
يحمِلُ الأسمَاكَ في اللجِّ وفودًا وحجِيجا
ربّمَا يدْمِي الجوَى كالمِلحِ قلبَهْ

لبِسَ الأحْرُفَ ذاتِ السكَراتِ الهائِلهْ
ومضى يرْسُمُ قلبًا في السَّديمْ
( إنّما المجْدُ على حمْرِ شِفاه)

قيلَ لهْ:
( إنَّ في حرْفِكَ توقًا
وتقاليدَ دجَلْ
فاشطُبِ التوْقَ وحتمًا ..
كُلُّ حَرفٍ سيُغنّى ! )


...

( ٣ )

فتمَنَّى وَتمنّى
إنمّا الشّعرُ يُكنّى
( هذهِ الشَّمسُ نراهَا .. فلنُغنِى عنْ سرابْ
ولتكُنْ أرضِى ترابًا .. ويغطيهَا الترابْ )

صبغَ الحرْفَ بياضًا وسوَادا
أشعلَ الفرْحَ حِدادا
جمّل العيرَ بأطواقِ الحمَام
رغمَ شجْبِ الشّيخِ ذي النّارِ وعُبّادِ القبِيله
وتكسّى بنياشينَ من العارِ ومجدٍ منْ عدَمْ
وتغنّى بالصَمَمْ

سقطتْ أحرُفُهُ كالعبراتِ الراحِلهْ
سقَطتْ سهْوًا وقصْدًا في السّديمْ
( هلْ تؤمُّ الجمْعَ أغنامُ الرُّعاهْ؟ )

قيلَ لهْ:
( إنَّ في حرْفِكَ شيْئًا منْ مواراةٍ جديدهْ
هلْ غدتْ هذي القصيدهْ؟
لنْ يُغنّى أيُّ حرْفٍ لنْ يُغنّى ! )

...


ومشَى كالموْتِ في حلّ الفلاهْ
قالَ للأسْرى / وداعًآ
سوْفُ تمضِي القافِلهْ
والكلابُ السُّعْرُ بالنّبحِ تقودُ القافِلهْ
وأنَا منْ بعدمَا ضيّعتُ فرضِي
سأصَلّي نافلهْ
سأصَلّي نافلهْ





طبتُمْ جميعًا
ودُمتُمْ في رعايةِ الموْلى
اضافة رد مع اقتباس