مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/08/2008, 07:32 PM
هلالية لعيونه هلالية لعيونه غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/08/2007
المكان: في قلب من يحبني
مشاركات: 321
الأب ... كلمة ليس لها اي معنى

الأب
..... عندما تصبح كلمة الأب كلمة ليس لها معنى .....



في يوم من أيام المدرسة وبينما كنت جالسة في إنتظار أن يدق جرس الفسحة ....
فإذا بي ارى صديقتي حزينة ...
منذ أن أتت من الصباح وهي على غير عادتها ...
تلك الفتاة التي دائما ماأرى ابتسامتها تزين وجهها ...
وعلى الرغم من انها وحيدة وجديدة على هذه المدرسة
ولا يوجد لها صديقة ...
حاولت كثيرا التقرب منها وأن أصبح صديقتها ...
ولكنها مانت تظن أنها تزعج صديقاتي بجلوسها معي ...
فتحاول الإبتعاد عني ...


لم أحتمل أن أراها حزينة ...
قررت أخيرا أن أذهب وأسأل عن حالها ...
لإقتربت منها وأمسكت بكتفها وقلت لها :
هاه وشلونك اليوم وش فيك زعلانة
نظرت إلي بعينين حزينتين ودعتني للجلوس بجانبها وقالت :
لا ولا شيء
أحسست انها تخفي علي شيئا ما
لا والله من جد وش فيك اليوم من الصباح وإنتي زعلانة
خنقتها العبرة واحسست انها لن تستطيع
ان تكمل النقاش وفجأة إنفرت باكية
انتظرت حتى هدأت قليلا ثم قلت لها :
إذا ماودك تقولين ترى عادي
أحسست أنها تريد لأن تتكلم لترتاح قليلا ...
نظرت إلي ثم كشفت عن ذراعها ...
وأجهشت بالبكاء مرة أخرى
لم أتمالك نفسي واحسست أنني سأبكي معها ...
احتضنتها وبدأت أهدئ من روعها
لقد كانت دراعها حمراء وعليها آثار ضرب مبرح ...
هدأت قليلا فسألتها :
من سوى فيك كذا
قبل أن أسمع جوابها كنت أظن أنها ستقول :
هذا أخوي
لكن جوابها كان أسوأمن ذلك ...
قالت :
هذا أبوي
لم أعرف مذا اقول لها ولا كيف أواسيها ...
أحسست أن لساني أصبح ثقيلا ...
ولم أنطق بأي كلمة ...
فأكملت حديثها :
أبوي دايم يضربنا ويضرب أمي وأخواتي
تصوري حتى أخوي الكبير مخلاه في حاله ... لدرجة أن اخوي ترك البيت من شهر
وماندري عنه ولا شيء ....
حتى في يوم من الأيام قال لي أسوي له العشاء ونسيت
الملح وقتها ضربني الي ما أغمى على ونقولني المستشفى ...
وهو ولا حتى كلف نفسه يزورني ويطمن علي ... ويقول تستاهل الي صار فيها
لم أعرف ماذا أقول ... أحس أن الدهشة قد ربطت لسني ...
بدأت أواسيها وأقول لها أن هذا هو إبتلاء من الله عز وجل ...
وأن تدعي لوالدها بالهداية ...

رجعت إلى البيت ... وقبلت رأس ولدي ووالدتي ...
وحمدت الله أن على هذه النعمة
على الرغم من أنني كثيرا ماأكنت أتذمر من الحياة في هذا البيت ...
لكنني عرفت فعلا قدر والدي حفظهما الله لي ...

لكنني مازلت اتساأل ....
ألهذه الدرجة يوجد آباء لا يعرفون معنى الأبوة ...
ألهذه الدرجة يوجد آباء لا يعرفون من معنى الأب سوى التسلط والحرمان ...
إذا كان في مجتمعاتنا آباء بهذا الشكل فلا أعلم
كيف سيكون الجيل الذي سيأتي من بعدهم ؟؟؟









قفلة .....

الأب هو المدرسة ....
لاأب هو كلمة معناها الحب والحنان ...
الأب هو أجمل كلمة في الوجود ...
لذلك نصيحتي لكل أب لم يعرف معنى هذه لكلمة بعد :
لا تجلب أبناءك إلى هذه الدنيا ... قبل ان تعرف معنى تلك الكلمة ...
حتى لا يبحثون عن من يعرف معنى هذه الكلمة .... ليعوضهم بعض مالا يجدونه منك ....




أختكم :


هلالية لعيونه
اضافة رد مع اقتباس