مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/08/2008, 11:14 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
أنـا راحـل للقتـال فـي ارض العـراق ،،،

يوم بعد آخر بل ساعة ودقيقة بعد أخرى تطالعنا نشرات الأخبار والتقارير الصحفية عن العمليات القتالية التي تجري في ارض العراق الشقيق ونشاهد مظاهر للدمار والقتل والدماء التي تنساب في كل جنبات العراق حتى سألت نفسي يوما هل تغيرت مياه دجلة والفرات الى لون الدم الأحمر القاني ؟!!


في العراق لم نعد نعرف من يضرب من ؟ ومن يقاتل من ؟ وهل ما يحدث هو تحرير أرض أو فتنة طائفية أو تصفية حسابات بين رموز سياسية وعشائرية أو أعمال مخابراتية دولية أوعصابات إجرامية لا تريد ان يتجاوزها نصيب من الكعكة العراقية الدسمة !! حقيقة ان هؤلاء جميعا يعملون في الداخل العراقي وجميعهم اشتركوا في عراق ملطخ بالدماء ،،،


في العراق يقتل يوميا المئات وجلهم لا يعلمون من قتلهم ولماذا قتلوا ؟!! فتنة عظيمة عصفت بذلك القطر الشقيق لا تدري حقيقة كيف يمكن لهم خلال المستقبل المنظور ان يتنفس ذلك الشعب يوما نسمة هواء لا تحمل رائحة البارود او جثث الأبرياء ،،،


عندما اريد ان اتخيل العراق فأنني أسير في طريق سماؤه غضبى لما تراه من علي .. رائحته تحمل رائحة الأرواح التي فارقت أجسادها .. مبانيه بقايا حجر هنا وهناك تناثرت كأحجار رقعة الشطرنج بين يدي طفل غرير .. اناسه ينظرون اليك وفي أعينهم نظرة فراق حتمية ولكن سؤالهم من إي فوهة سوف أحتضن الموت !! تلك هي العراق وتلك هي المأساة التي جعلت المأساة نفسها تتبرأ من وصفها بالحالة !!

لا يوجد مسلم على وجه الأرض كان يتمنى ان يرى ما يراه ويسمع ما يسمعه في أرض العراق .. وليس هنالك من كان يتمنى ان يرى ارض عربية مسلمة ترضخ تحت الأحتلال مهما كانت المسميات ومهما كانت المبررات .. نعم نشعر بالألم ونشعر بالغضب ونشعر بالعار ونشعر بالرغبة في الثأر أنتقاما لمآذن ينطق فيها عبارة " الله وأكبر " ولكن هل نستطيع ان نقدم للعراق خيرا مما يقدمه العراقيين لوطنهم ؟!!


طالعت كثير من التقارير التي تفيد ذهاب كثير من العرب المسلمين الى ارض العراق للدفاع عن عقيدتهم وارضهم وأخوانهم .. من الذي يجرؤ على القول انه لا يعنينا ما يحدث هناك ؟ ولكن هل الطريقة المتبعة كانت صحيحة وهل النتائج المحققة كانت بحجم التطلعات ؟ الإجابة الحتمية : لا !!


يجب علينا ان نعلم أولا ان دولة العراق لا زال أسمها " الجمهورية العراقية " ولا يزال يرفرف في سماؤها العلم " العراقي " ولديها رئيس جمهورية بغض النظر هل أتى على دبابة امريكية أو أتى من حوزة رفضية !! في النهاية .. الحديث عن شرعية وجود الرئيس من عدمها وما اذا كنا نريده او نرفض بقاؤه فذلك حق عراقي محض لا يحق لنا كأفراد ومنظمات وقيادات ان يكون لنا تدخل فيه من قريب او بعيد أحتراما للأرض العربية في العراق وشعبها في المقام الأول وحتى لا نمنح الآخرين الحق في قبول قياداتنا او رفضها في المقام الثاني وأخيرا أحتراما للقوانين والأعراف الدولية وان انتهكت بالمقام الثالث ،،،


الشعب العراقي ليس ناقص الأهلية او يفتقد القدرة على اتخاذ القرارات التي تحقق تطلعاته كما ان الرحم العراقية ليست عاقرا لكي تعجز عن انجاب من لهم القدرة للدفاع عن أرضهم .. نحن عندما نتحدث عن العراق فنحن نتحدث عن حضارة موغلة في القدم ونتحدث عن شعب أمتهن في كثير من فترات تاريخه القتال ناهيك اننا لا نستطيع ان نتجاوز العقول العراقية القادرة على البناء !! لا ينقص العراق السواعد والعقول حتى نجد من يتوقع ان حاضر العراق ومستقبله هو رهن تسلله عبر الحدود لكي يعود لنا وقد تم بيعه بـ ( 100 ) دولار في أحسن الحالات !! قليل من العقل فكثير من شبابنا الذين ذهبوا للقتال في ارض العراق وصلوا الى تلك الأرض لكي يتعلموا من العراقيين كيفية استخدام السلاح !! هل سمع أو رأى أحدكم يوما شخص ذهب لمساعدة أحدهم وطلب منه مساعدته حتى يتمكن من مساعدته !!!


شعارات التهليل والتكبير والرايات الخضراء والسوداء وجماعة ابو قتادة وجيش الاسلام ... الخ تلك المسميات والمظاهر .. لا تعني بالضرورة حقيقة ان هؤلاء الاشخاص مجاهدين !! حتى تجار المخدرات يستخدمون هذه الأساليب مثلهم مثل ذلك الرجل الذي يؤدي كامل الفروض بالمسجد ولكنه يأكل حقوق الناس ويظلمهم كما تشرب الماء الزلال !! لا نعلم الغيب ولا نعلم ما تخفي الصدور ولكن ما نعرفه حقا ان كثيرين من أخواننا ذهبوا للعراق ليقتلوا على ايدي هؤلاء الذين يدعون الجهاد حيث تبين انهم لا يعرفون من الدين سوى انه قيل عنهم مسلمين !!


هنالك تجارة جديدة تقوم على بيع وشراء المتحمسين للجهاد في سبيل الله !! يأتي أحدهم بلحيته الكريمه وهيئته التي تتبع السنة في ادق تفاصيلها ويتحدث عن واجبات المسلمين في الدفاع عن الأعراض المسلمة التي تستباح وبطون الحوامل التي تبقر والأرض التي انتهكت والمساجد التي دمرت ثم يسترسل في الحديث عن الجهاد ومحاسن الجهاد والشهادة وذروة سنام الاسلام .. وحقيقة بما لا يدع مجال للشك ان كل ما يتفضل به حقيقة لا شك فيها مطلقا ولكن الغريب في الأمر ان يكون المتحدث عالما بكل ذلك ولكننا لا نجده في ارض العراق !! هل تعرفون لماذا : مثل هؤلاء يتاجرون بنا ويقبضون مالا ثمن حماسنا وحبنا لله ورسول الله !!!


حكومات عربية عديدة نتيجة لهؤلاء المتحمسين تعرضوا لمواقف محرجة امام دول عظمى تبحث عن ذريعة للتدخل في شؤون اوطانهم السيادية وأحراج قيادته في المحافل الدولية ناهيك عن تعريض تلك الأوطان للأبتزاز من خلال عصابات يتم بيع المجاهدين العرب اليها أضافة الى تعريض الأشخاص المكلفين باسترداد من تسللوا الى مخاطر قد تؤدي بحايتهم ناهيك ان من المحزن والمؤلم والخسارة الفادحة ان تذهب تحت دعوى تحرير الأرض في سبيل الله لتجد نفسك قتيلا في سبيل صراعات داخلية ليس لك فيها ناقة ولا جمل .. حقيقة ان من يتسلل الى العراق فقد خسر نفسه ولم يمنح العراقيين مكسبا !!


لا يكن الانسان غرا امام شعارات وخطابات ظاهرها الخير وباطنها الشر !! تقول الصدق ووحقيقتها الكذب !! رايتها الله وأكبر وهدفها نصرة الشيطان !! لا يوجد قطر عربي في حاجة الى الآخرين ليقاتل عنهم .. لا يعني مضمون الحديث اننا قد وصلنا الى المرحلة التي علينا ان لا نتعاطف مع احدهم او لا نهتم بأمور المسلمين أو نشكك في نوايا الآخرين بل على العكس يجب ان نكون على القيم والأخلاق الأسلامية العظيمة ولكن دون خروج عن طاعة سلطان ودون الولوج فيما تورط فيه الآخرين ودون اتباع لعاطفة لا تتوافق مع التوجهات واذا ما كان هنالك واجب فليس لك الا الدعاء ونصيحة خير عبر القنوات الرسمية واستخدام الأدوات من مساعدات ودعم وفق السياسات والأطر التي يحددها النظام ،،


العراق ليس في حاجة الى من يذهب لكي يموت على ارضه !!




ودمتــم فــي خيــر
اضافة رد مع اقتباس