الموضوع: إحذروا وحذروا
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 21/06/2003, 10:21 AM
الكريمي الكريمي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
عن سويد بن غفلة رضي الله عنه قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { يا أبا أمية : إني لا أدري لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع فاسمع له وأطع وإن ضربك فأصبر وإن حرمك فأصبر وإن أراد أمراً يتقص دينك فقل سمع وطاعة دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة } مصنف ابن أبي شيبة 6 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : ( ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد ، مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد ابن الحنيفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم . فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر ، ويترك الصلاة ، ويتعدى حكم الكتاب . فقال لهم : ما رأيت منه ما تذكرون ، وقد حضرته ، وأقمت عنده ، فرأيته مواظباً على الصلاة ، متحرياً للخير ، يسأل عن الفقه ، ملازماً للسنة . قالوا : فإن ذلك كان منه تصنعاً لك .
فقال : وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع ؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟!!
فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه ، وإن لم يكن أطلعكم فما لكم أن تشهدوا بما لا تعلموا .

قالوا : إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه .
فقال لهم : أبى الله على ذلك أهل الشهادة ، فقال : إِلاّ مَن شَهِدَ بِالْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  ( الزخرف / 86 ) ، ولست من أمركم في شيء ) البداية والنهاية 8 /233 .
" وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى : وبهذه الأحاديث وأمثالها عمل بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا أنها من الأصول التي لا يقوم الإسلام إلا بها وشاهدوا من يزيد بن معاوية والحجاج ومن بعدهم خلا الخليفة الراشد / عمر بن عبد العزيز أموراً ظاهرة ليست خفية وكفوا عن الخروج عليهم والطعن فيهم ، ورأوا أن الخارج عليهم خارج عن دعوة المسلمين إلى طريقة الخوارج … .
كما أن في موقف السلف وسيرتهم لعبرة : فموقف الطبقة الأولى من الصحابة ممن أدرك يزيد و الحجاج .. وغيرهم ممن اشتهر ظلمهم ؛ ومع ذلك لم ينازعونهم الأمر ولم يمنعوا من طاعتهم ، وكذا في زمن التابعين كابن المسيب ، والحسن البصري ، وابن سيرين ، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة ، وأستمر العمل على هذا فيمن بعدهم كالأوزاعي ، ومالك ، والزهري ، والليث بن سعد ، وعطاء بن رباح مع الملوك الذين عاصروهم .
وكذا الطبقة الثانية من أهل العلم كأحمد بن حنبل ، والبخاري ، والشافعي ، وإسحاق بن راهويه ، وإخوانهم … وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات ، ودعوا إلى ذلك ، وامتحنوا فيه ، وقتل من قتل كأحمد بن نصر ، ومع ذلك لم يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة ولا رأى الخروج عليهم … ) الدرر السنية 7/177 بتصرف واختصار.
اضافة رد مع اقتباس