الموضوع: يافوق يا تحت
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 11/08/2008, 01:37 AM
مــــهــــنــــد مــــهــــنــــد غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 04/11/2006
المكان: مدينة المتاعب الرياض
مشاركات: 598
سهرة 2

هنا سهرة أخرى مع أفكار خالجتني وجعلتني اذرف الدمع حزناً تارة وفرحاً تارة أخرى ..!

بحثت في تلك الذاكرة المجهدة التي فقدت الثقة فيها منذ زمن بعيد وطال بحثي ولكن فجأة سمعت مقطع صوتي سرد لي كل ما في ذاكرتي كما لو أنني أعيشها من جديد .

ما أجملها من أيام وما أقساها من ليالي ، ما أجملها حينما تصرخ فرحاً بهدية قد لا تساوي قيمتها عشرة ريالات " أحبك يابابا " ، وما أقساها حين تريد الإنتقام وأنت طفل لم تعرف حتى ماهو معنى الانتقام ... ولكن تريد الانتقام .

أمور كثيرة تمر مر السحاب تلك جميلة وتلك مرعبة ...!

حلمي هاهو أمامي نعم أنه شراء تلك السيارة من بائع الألعاب ، ما أجمله من حلم حين تحقق ، ما أجملها من ذكريات .

ما لعقلي ذهب بعيداً ... مواضيع غير مترابطة .... الرواية التي ينتظرها الكثير بل يتوقعون لها نهاية كما سمعوا من قصص ولم يعلموا بأنها نهاية ستحيرهم بطريقة تفكير العقل ..!

هذه هي الذاكرة تسرح وتمرح ، فسبحان الله كيف تعمل .... خيط واحد يعيد ملايين الذكريات الغير مترابطة من النظرة الأولى .... ولكن عند التمعن في التفكير كيف تذكرناها نجد بأنها تعمل بروابط ربما ضعيفة .... ولكنها تجعلنا نتذكر .... نهيم في دهاليزها ربما لساعات .

هاهي أول مرة أرى فيها البحر .... أعيشها الآن .... هاهي عيناني تدمع من شدة ما يخالج نفسي من صفاء ليس له مثيل .... توقف التفكير .... لا ماضي لا مستقبل .... كل شيء اختفى من حولي .... فقط أنا والبحر .... اختفى صوت الأمواج .... " نعم هلا يبه " .... " وش فيك تبكي " .... " هاه " التزمت الصمت فأنا كأنما أعيش في عالم آخر .

ما أعجبها من روابط
ها أنا أطل من فوق جبل وعمري 6 سنوات .... قديم جداً هذا الموقف .... هذه جبال أبانات بالقصيم .... أول مرة أعتلي قمة جبل .... كأنما تدور الأرض من حولي .... الهواء يكاد يطير بي .... لا يوجد أصوات فقط صوت الرياح .... كنت واقفاً ولم أعي بنفسي إلا وأنا جالس بجانب صخرة .... سماء صافيه زرقاء .... أشعر وكأنني فوق السحاب .... لا بل أعلى فأنا أطير عالياً .

سبحان الله يالها من ذاكرة عجيبه عندما أحتاجها لا أجدها ويثيرها شيء بسيط لتسترجع كل الماضي .

لا أدري فكل من يبدأ بالهذيان عن ذكريات بعيدة جداً يعتقدون من حوله بأنه على مقربة من الموت ... والأعمار بيد الله .

أفتقد الماضي بشدة .... هاهي أحدى رحلاتنا التي انطلقنا من قبل الفجر عام 1417ه .... ربيع لم أر مثله في حياتي .... أعيشها الآن .... هانحن وصلنا مع شروق الشمس .... سحابة تمطر والشمس من تحتها أشرقت .... قوس قزح كبير في الأسفل وصغير أعلى منه - عيناي تدمعان الآن - .... الأعشاب لونها ذهبي من أشعة الشمس .... دخلنا روض مليء بالخزامى من بعيد كساه اللون البنفسجي .... جريت وجريت وأغمضت عيناي وألقيت بنفسي على الأرض .... فتحت عيناي المزن كالأبراج ومن خلفه السماء زرقاء .... امتلأ صدري فلا أريد إلا أن أتنفس ذاك الهواء .... فعلاً هواء يبعث على الحياة .
عجباً لهاكذا ذاكرة !!

هذه أول رحلة إلى مكة المكرمة .... تحرك في جسدي كل شيء حين رأيتها .... نعم إنها الكعبة .... شعور أقل مايوصف بالعظيم .... أمم في الحرم يطوفون بالكعبة .... أكبر بكثير مما توقعتها .... أجمل مما تخيلتها .... لها مهابة عظيمة .... نسيت كل شيء فلم أعد أنظر إلا إليها .... وإلى تلك النقوش التي تزيينها .... ميزابها أكبر مما تصورت .... وددت أن اصرخ يا أيها الناس إنني بجانب الكعبة .... إنني أنظر إليها عن قرب .

ما اجملها من ذكريات

أجمل شيء أن تكون سبباً لدخول الفرح لقلب والديك .... حينما تسمع ضحكاتهم جعلها ربي دائمة في الدنيا والآخرة .... لن أنساها تلك الليلة التي بكى الجميع من شدة الضحك .... نعم لقد كانوا يضحكون حقاً ليس كضحكنا هذه الأيام .... ليتها تعود فمنذ زمن بعيد لم أضحك كما تلك الليلة .... كنت أتسائل لماذا كنا نضحك على تلك المزحة المملة .... ولكنها حقاً السعادة حين ترى كل الأشياء جميلة .

مالكِ يا ذاكرتي أما تعبتِ أشعر بأنني أتعبت القراء .

لا أريد أن أطيل عليكم ولو استمريت لما انتهيت

حباً وعشقاً لكم لعلكم تتذكرون مايسعدكم ....
يافوق ياتحت سلسلة غير مترابطة تستمر بدعمكم

تحياتي ....
اضافة رد مع اقتباس