أعلم يا دكتورة سارة ان لديك مواقف عديدة لا تخلو من رفض للتيارات الليبرالية او العلمانية او اللادينية أجمالا ... ومع ذلك فالعنوان اعلاه رغم معرفتي السابقة نوعا ما برؤيتك وتوجهاتك الفكرية الا ان العنوان اعلاه رغم حسن النية وسياق الموضوع قد يجعلك في دائرة الاتهام بالليبرالية التي تكرهينها
ما تفضلت به والدتك الكريمة يحفظها الله حول الديمقراطية ذكرني بمقولة لرئيس وزراء بريطانيا السابق " تشرشل " الذي عندما سأل عن الديمقراطية قام بتعريفها : بأنها أفضل السيئين !!
شخصيا انا من الأشخاص الذين يتحرجون من استخدام مصطلحات مثل " الديمقراطية " حتى لو كان بحسن نية .. اشيد بها في دول العالم الآخر لأنها تمنح المسلمين هناك حرية في الفكر والمعتقد طالما لا يخالف نظام تلك الدول ،،،
لكن بالدول العربية فانا ارفض مصطلحات مثل " الديمقراطية الاسلامية " او " الاشتراكية الاسلامية " ... الخ وذلك لأن الديمقراطية والاشتراكية وغيرها لا تمثل معتقدنا كما ان المصطلحين لا يمثلان موروثنا اللغوي ،،،
اذا وجدت نقاط مشتركة بين الاسلام والآخرين فهذه من عظمة الاسلام لذلك يجب ان نتحدث عن اسلامنا كفكر وهوية ،،،
من جانب اخر الابداع والتقدم والتطور يرتكز على وجود عناصر بشرية قادرة وراغبة في صناعة الفرق وصناعة الانجازات وصناعة القدرة على الاحتواء .. الاسلام كمنهج او الديمقراطية او غيرها كمنهج هي غير قادرة على صناعة شئ مالم تجد العناصر البشرية الخلاقة لذلك ،،،
لذلك في وقتنا الحالي الاسلام ليس ضعيف لأن عقيدته وفكره ضعيف ولكن لأننا نحن الضعفاء .. والديمقراطية لدى الآخرين ليست دليل صحة الطريقة والمنهج ولكن لأن رجاله عظماء ،،،
لعلي ذهبت بعيدا اختي الكريمة ولكن استميحك العذر فأنا على ثقة بحسن ضيافتك
عندما تتوفر القيم الاسلامية بكل المساحة التي اتاحتها للفكر والابداع واحترام الانسان وعدم التمييز وتحقيق العدالة والمساواه حين ذاك هم من يتحدثون عن المصطلح " الاسلامي " ولن نكون في حاجة الى استخدام مصطلحهم " الديمقراطي " ... وحينها فان الرعاية سوف تصل الى الحيوانات فما بالك بأخواننا المقعدين الى جانب المعطيات الأخرى التي تفضلتي بها ،،،
الم يقل عمر رضي الله عنه ذات يوما انه يخشى ان يسأل عن بغله قد تتعثر بالعراق لماذا لم يمهد لها الطريق !!! لذلك كانوا عظماء وكانوا مبدعين ،،