مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 26/05/2003, 03:00 PM
أبو علي القصيمي أبو علي القصيمي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/03/2002
المكان: السعودية
مشاركات: 62
Exclamation بيان من ( اعضاء منتديات الزعيم ) في مناصرة رجال الحسبة.شاركنا

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد،

فان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الشعائر والعبادات العظيمة، والركائز الضرورية، التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، وألزمت الأمة بالقيام بها، وجعلت خيرية الأمة وتميزها على الأمم من قبلها بسبب قيامها بهذه الشريعة الجليلة كما قال تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )

وقال تعالى مادحا الداعين إلى الله ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )

وذم الله أقواما ممن كانوا قبلنا ولعنهم، بسبب إعراضهم وتركهم لواجب الأمر والنهي فقال تعالى ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )

وفرض الله على امة الإسلام أن تكون منها امة قائمة بهذه الشريعة وحكم بكونها من أهل الفلاح فقال تعالى ( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )

ويكفي شرفا لهذه العبادة العظيمة أنها هي وظيفة الأنبياء، وواجب الرسل جميعا، فان جميع الرسالات قد اتقفت على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك كما قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )

والآيات في هذا الباب كثيرة،

وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث في فضائل هذه الشعيرة، وفي الحث عليها، والتحذير من تركها، وبيان العقوبات المترتبة على من ضيعها،

فقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضا لازما على جميع المسلمين كل حسب استطاعته كما في حديث أبي سعيد الخدري في الصحيح ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل القائم في حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في البحر أسفلها يصعدونه فيستقون الماء فيسقون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا فقال الذين في أسفلها: فانا ننقبها في أسفلها فنستسقي فان اخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا وان تركوهم غرقوا جميعا ) رواه البخاري

وترك هذه الشريعة نذير للأمة بالهلاك وبحلول العقاب الدنيوي والأخروي كما عند أبي داود ( ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا )

وعن ا بي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه )

وبعد،

فقد ثبت بهذا عظم منزلة هذه الشعيرة العظيمة، وخطورة التهاون بها، أو التنازل عنها، وبه يدرك عظيم مكانة الرجال القائمين بها، والساعين من اجلها، إذ أنهم يقومون بحماية الأمة، والحفاظ عليها، وصيانة الأمة من الهلاك العام المترتب على إهمال هذه الشريعة كما جاءت به النصوص الشرعية، كما قال تعالى ( وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )

فهؤلاء الرجال القائمون بهذه الشريعة العظيمة والذين بذلوا أوقاتهم وأموالهم واهتماماتهم من اجل تلك الشعيرة، حقيق بنا أن نقف لهم وقفة إجلال واحترام، وتقدير وإكبار، نظير قيامهم بهذه الشعيرة المهمة:-

1- فهم أولا: قد قاموا بالواجب الكفائي عن الأمة، فاسقطوا الإثم عن بقية المسلمين، وتحملوه هم، بقيامهم بذلك الواجب.

2- وهم صمام أمان للمجتمع من شيوع الفساد والإعلان به دون نكير ، والذي يجر الأمة إلى الهلاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل: أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث )

3- وقد حفظوا، وسعوا، لصيانة الحرمات، وحماية الأعراض، من تطاول وتهتك المفسدين من ذوي الأهواء والقلوب المريضة.

4- وقد وقفوا سدا منيعا امام تيارات الأفكار الملوثة، والعقائد المنحرفة، من شرقية أو غربية، والتي تريد بها غزو بلاد المسلمين،

إلى حث الناس على الصلاة، ومحاربة الخمور والمخدرات، والكشف عن دور الدعارة، إلى إصلاحات كثيرة لا تخفى على المتجر المنصف،

وفضل هؤلاء الرجال، وعظيم منزلتهم، لا يحتاج إلى مثل هذا التذكير لآي مسلم يميل بفطرته إلى التدين وحب الإصلاح ولو تلطخ بشي من القاذورات ، ولكن قد نبتت في المسلمين نابتة وجهت سهامها الآثمة ، وصبت حرابها الخائنة في نحور هؤلاء الأفذاذ ، فتركوا أهل الفجور والخمور ، وتفرغوا لتصيد زلات المصلحين ، والتزوير عليهم ، والصياح بهم في كل واد ،

ولقد اجتهدوا في البحث عن أي زلة يعثرون عليها من هنا، أو هفوة تقع هناك، ليصبوا جام غضبهم، وينفسوا عن مكنون حقدهم في القدح والتلبيس، مع شي من الكذب والتزوير، متناسين في سبيل هفوة عابرة، كل جهود السنوات العابرة،

وإننا هنا، لا ندعي عصمة رجال الهيئة من الأخطاء، ولا ارتفاعهم عن النقد، ولا سلامتهم من أي هفوة أو زلة، لكننا نقول:

1- أن الأخطاء لم تكن في يوم من الدهر طريقا إلى هدم منجزات كبار، ولا سبيلا إلى هدم إصلاحات عظام، ولا يمكن لأي جهاز في أي بقعة كان أن يسلم من أخطاء وسقطات مهما كان جهده وإبداعه، بل أن جميع قطاعات الدولة من شرطة ودفاع مدني ووزارات كلها لا تخلو من أخطاء وتجاوزات، فلماذا لم نسمع صوتا يطالب بدمجها، أو التنازل عنها، أو تحجيم صلاحياتها !

لقد وجهت إلى جميع دوائر الحكومة الكثير من الانتقادات لكن لم يكن في طيها مطالبة بحذف تلك الإدارة ،أو دمجها بسبب هذا الخطأ لان هذا تصرف غير منطقي ورأي غير سديد،

إلا جهاز الأمر بالمعروف والهي عن المنكر، فان خطا ما ؛ منسوب إلى رجل ما من رجال الهيئة ؛ في أي مقاطعة من مقاطعة البلد، كاف في أن يطلب الكاتب دمج الهيئة مع وزارة اخرى، أو التقليل من صلاحياتها ، وربما تلطف فاكتفى فقط بمحاسبتها حسابا عسيرا !!

تلك إذن قسمة ضيزى !

2-ولا يغيب عن لب العاقل الحصيف أن كثيرا من القضايا التي تتولى الهيئة الإمساك بزمامها هي من القضايا الحساسة والتي تمس في كثير من الأحيان بعرض المسلم وشرفه، ومن المقبول كثيرا أن يعترف الشخص بوقوعه في مخالفة مرورية أو تجاوز لسرعة، بينما من المستحيل أن يعترف بمعاكسة فتاة، أو ترويج لمخدر،

فهل يدرك بني قومي الفرق حينها بين الأخطاء المنسوبة للهيئة ، والأخطاء المنسوبة لغير ها من الدوائر !

3- ولا يغيب عن عقلك أيها الحصيف أيضا؛ أن الهيئة تقف سدا منيعا ضد أصحاب التوجهات والأفكار المريضة الدخيلة على ديننا وبلادنا، وقد أيقنوا انه لا سبيل لهم إلى الوصول إلى مبتغاهم مع وجود هذا الجهاز،

وكل العداوة ترجى مغبتها *** إلا عداوة من عاداك في الدين

4-وها هنا سبب جوهري مهم، وهو أن البعض يستكثر أي عمل أو إجراء تتخذه الهيئة ؛ لكونه لا يرى أهمية لهذا الجهاز أصلا، بسبب عدم اهتمامه بشعيرة الأمر بالمعروف والني عن المنكر، أو لإيمانه بنظرية الفصل بين الدين والدولة مما يعني عدم الحاجة إلى هذا الجهاز،

لذا تجده يستكثر عصا تضرب في ظهر فاسق متهتك لأعراض المسلمات،

ولا يستغرب غرامة وسجنا وسبا لمن يتجاوز اشارة مرورية لحاجة ملحة !

على أن الكثير من هذه التهم ألموجهه ضد الهيئة هي من قبيل الكذب والبهتان ـ الذي لا يتورع أصحابها من رمي الناس بها، متعدين فيها لنهي الشريعة عن الكذب واتهام الناس بالباطل، ومتجاوزين للخلق الإنساني الذي يترفع بصاحبه عن مثل هذا السلوك،

ولن يضر رجال الحسبة ولن ينقص من قدرهم وجود مثل هذه النوعيات المتطاولة عليهم فان هذا سنة ربانية لكل مصلح على وجه الأرض، فليس الهيئة هي أول مصلح يتهجم عليه، وليس هؤلاء الناعقون هم أول ناعق يرفع عقيرته في وجه المصلحين،

وأخيرا، فان واجب إخواننا ( رجال الحسبة ) كبير على بقية إخوانهم في هذا المجتمع المسلم ولعل من أهمها:-

1- الدعاء لهم بظهر الغيب، وتقصد أوقات الإجابة لذلك، مع عدم نسيان الدعاء على من يقف في طريق دعوتهم بان يهتك الله ستره، ويكشف أمره،

2- الذب عن أعراضهم والدفاع عنهم في جميع المجالس والأماكن التي تلاك فيها أعراضهم

3- معاونته ومساعدتهم بقدر الاستطاعة في سبيل القيام الامثل لعملهم

4- المطالبة بمحاكمة من تسول له نفسه بالتطاول عليهم واتهامهم بما هم منه براء، أو يتعرض لهم بضرب أو نحوه

5- مطالبة الدولة وولاة الأمر في هذه البلاد بمزيد من التمكين لرجال الهيئة واعطاءهم المزيد من الصلاحيات

هذا غيض من فيض من واجب المصلحين الغيورين،

ونسال الله أن يحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم وان يخرس السنا تلوك في أعراضهم ويقطع أكفا تتعدى على حقوقهم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد



أعضاء مـنـتـديــــات الزعــــــيــــم
25 / 3 / 1424هـــ
اضافة رد مع اقتباس