علمتُ أنها رحلت ,,,
لكني أوقن أنه حُلم ,,
وببزوغ الفجر ..وتلاشي الظلام سينتهي ,,,
لكن الأمر لم يبدو كذلك ..
,,,,,,,,,,,,,,,
صندوق بني صغير ,,بزهرات مجتمعه ,,تتربع داخله دمية صغيرة ,,
ترتدي قبعة تخرج ,,تمسك قلماً ,,,
وعلى الصندوق ,,نُقشت كلمات ,,
لكنها ليست ككل الكلمات ,,
نهايتها ,,حروف اجتمعت لتكون *.......(اسمها ) *
تلك كانت هدية ,,قدمتها لي يدها الطاهرة ,,,
يوم كنا صغاراً نمثل الكبر ,,
,,,,,,,
اذكر كل التفاصيل ,, رغم مرور السنين
اتذكر
صوتها ,,
ابتسامتها ,,
بريق عيناها ,,
إسمي في شفتيها ,,,
أذكر البياض الذي كانت دوماً ترتديه ,,
لكنه لم يكن يوماً كبياض قلبها ,,
,,,,,,,
مر زمان ,,
وكانت آخر العهود ,,أن نبقى سوياً و إن جارت الأيام ..
لكن أيامنا ,,وعكس ما أردنا ,,,كانت تتربص لنا ,,,
حتى فرقتنا ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أهي صدفة ؟
أن أبحث عن صديقتي بين أكوام البشر
,,ولا أجدها سوى بعد موتها ؟؟
أهو قدر ؟
أن أودعها وداع لقاء ,,
ثم أعلم أنه وداع أبدي لا لقاء بعده !!
أهو القدر من فرقنا,,؟
ثم عاد بي إلى عذاب الذكريات ,,؟
آي ألم ٍ هذا الذي أعيشه ,,,!!!
,,,,,,,
قدر ,,!!
ألا تخطو قدماي نحو ذاك المكان ,,سوى لعزائها ,,
هناك ,,
حيث الكثير ,,,يكسوهم سواد ,,
كل ما يدور حولي يؤكد لي نبأ رحيلها ,,
لكني مازلت آمل لقاء عينيها بين تلك الوجوه ,,,
بحثت ,,علي أجدها ,,
سقطت عيناي على إحداهن ,,,
كانت كالنساء تماماً ..ترتدي السواد ,,,إلا أن حزنها كان أصدق ,,,
كنت أرى يداها تضرب شيئاً ما بقوة ,,
وكأنها تقول : عودي ,,كفى هراءً ,,لننهي تلك الحكاية ,,
ولكنها مثلي تماماً تبحث عن أمل في وقت لا ينفع فيه الرجاء ,,
,,,
أكملت بحثي بين الملامح عن َ بريق عينيها الذي اعتدته دوماً ,,
مشيت جانباً,,
وإذا بوجهٍ مشرق ,,,
رغم حزنه ,,يتلألئ
كان نور الإيمان أقوى ,,
ورضاٍ بالقدر يتجلى ,,,
إنها أمها ,,*أم .....*
عانقتُ صفاء قلبها,,
وكأن روحها تهز أعماقي ,,ليتفجر نبع الذكريات ,,
قلت في نفسي حينها :
لاعجب ,,إن كانت ....(فقيدتي )بذلك الطهر ,,فقد سقيت من نبع إيمان لا ينضب ..
,,,,,,
خرجت مودعة ,,
ولازلت أتأمل لقاء عيناها ,,ومصافحة يداها ,,
بعد الفراق ,,
كنت أنتظر لحظة لقاء
,,لكنه بات محال ,,
سوى في الخيال ,,
,,,,,,
غادرت ..... دنيا الشقاء ,,
وصارت بين يدي رحيم رحمن ,,
من هو أرحم بها منا ..
إله يعلم ,,أن في موتها خير من حياتها ,,
وأن في ألسنتهم رفعة لها ,,,
لكني أُذكر كل من طغت عليه نفسه ,,
وغلبه شيطانه ,,
أن {لكم عورات ,,وللناس ألسنة}

..
فاتقوا وقوفكم بين يدي الرحمن ,,
وسؤال العزيز المنان ..
يوم يشهد قلبٌ ولسان ,,

فقيدتي الغالية ,,
قلب أبيض صادق ,,
كآن ينبض وفاءً وحباَ ,,
معدنٌ أصيل طيب ,,,
تربية والدين مؤمنين ,,,
لم يعرفها أحد ,,كما عرفناها نحن ,,,

فقيدتي الغالية :
لروحك الطاهرة مني سلام ,,,
سيبكيكِ كل شئ ,,,