مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/07/2008, 11:44 PM
مغرم كتابه مغرم كتابه غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 21/05/2006
مشاركات: 239
Unhappy مورينهو يتّخذ أتعس قرارات حياته ..

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن إخفاء إعجابي الكبير بالمدرب " الداهية " مورينهو وشخصيته المثيرة للجدل دائماً .. لكن ذلك لا يمنعني من طرح وجهه نظري حوله بالاضافه لأشياء اخرى .. وليس بالضروره ان يكون ماسأقوله – واقعاً لاحقاً ، فهو مجرد رأي شخصي لا أكثر.

عندما تسأل " أي تشلساوي " في كافه بقاع العالم .. عن السبب الحقيقي في تحوّل الفريق من مجرد فريق ( مكافح وكمالة عدد ) إلى امبراطوريه كبرى وفريق بطولات .. ؟ فإن احداً منهم لن يتردد في الإجابه بأن الفضل بعد الله عائد لمالكه الملياردير الروسي – ابراهيموفيتش.

تلك هي لغه الأموال .. لكن الواقع ماذا يقول.؟
إن السيد المتواضع جداً : مورينهو هو من فعل ذلك..!

من منّا كان يعرف أن هناك نادياً إنجليزياً إسمه تشيلسي ..؟ أتحدث في زمن التسعينات وحتى قدوم مورينهو للنادي.
بل إني لا أبالغ إن قلت أن مجرد ذكر إسم – تشيلسي ، يوحي إليّ على الفور تلك الفتاه الشقراء المدللـة ذات الإبتسامه الدائمه .. وذات الثقافه العاليه والطموح اللامحدود .. وأعني بذلك إبنة الرئيس الامريكي الاسبق تشيلسي بنت كلينتون.
حضر ابراهيموفتش .. وضخ الدماء الجديده في جسد ذاك الفريق المنهك لمحاوله إعادته للحياة من جديد ، وغيّر جُل اللاعبين .. لكن الحال لم يتغير مع طيب الذكر الإيطالي المشؤوم / رانييري.

وإبتدأت الاصوات المنتشيه تتعالى فجأه بعد ان كانت شبه – خامده من جمهور تشيلسي مطالبة الرئيس الجديد بطرد الايطالي التعيس .. حيث أن الاموال والشهره التي بدأت تنزل فجأه في جنبات النادي أكثر بكثير مما يفعله الفريق على أرض الواقع.
فعلاً مرت الأيام وباتت مسأله رحيل – رانييري المشؤوم ( في كل مكان ) مسألة وقت .. لكن القرار الأهم / من سيقبل بالمهمة الجديدة والصعبة ايضاً ..؟ ومن لديه القدرة على خوض تجربة محفوفه بالمخاطر وغير مأمونه العواقب ..؟
إنه / مورينهو .. ذاك الوسيم البرتغالي ، الذي قدم للنادي وهو حامل للقب أقوى مسابقة كرويه على مستوى الانديه في العالم ( دوري الأبطال مع بورتو البرتغالي وقتها ).
ومن هذا المجنون الذي يترك بطل أوروبا .. ويأتي لتدريب فريق من الترتيب المتوسط في إنجلترا التي تعتبر من اقوى الدوريات العالميه.
صحيح قد تكون أموال ابراهيموفتش جلبت مورينهو بعقد يسيل له اللعاب .. لكن الأخير لم يكن مضطراً للقبول اعتماداً على ورقة مهمه تجعله مطلباً لكثير من الأنديه ( الجاهزه ) والمنافسه على الدوام للألقاب .. واعني بذلك – ورقه سيرته و سجله الناجح مع بورتو كونه مدرب بطل التشامبيونز ليغ.
جاء مورينهو لتحقيق ماعجز عنه رانييري .. وهنا أشير لنقطه بالغه الأهميه /
قد يدفع الروسي الملياردير مليارات الدولارات في فريق تشيلسي .. لكنه قد لا يفقه شيئاً في مجال التدريب ولا يمكنه توجيه ( امواله التي تجري على ارض الملعب واستثماراته ومراهناته ) بنفسه .. لذا وفي أي مجال كان ، عندما ننظر ( لنجاح إداره معينه ) فإننا ننظر للعقل المدبر او للقائد الفعلي او الشخص المسؤول مباشرة عن وضع العمل .. والذي يعتبر بمثابه " ترمومتر النجاح " ، ومورينهو الذي غامر بالأساس في قبوله لعرض تشيلسي .. لن يخاف بالتأكيد من تحمّل المسؤوليه في حاله الفشل .. وفضّل الدخول في قلب العاصفه .. وبقي ابراهيموفتش معجب لا أكثر في مقاعد ضيوف الشرف على الدوام .. او لنقل حتى لا نظلمه مشجع حاله كحال أصغر مشجع في الستامفورد بريدج.!
قلب مورينهو المعادلات .. وعدّل كثيراً من وضع الفريق حتى بات تشيلسي منافس قوي ، وحقق معه في ظرف وجيز عديد البطولات بعد ان كان آخر عهد بطولي للنادي منذ أيام الأبيض والأسود .. وهكذا اصبح ببساطه رمزاً كبيراً في قلعه البلوز ، واكبر دليل ( مشهد بكائيه ومظاهره المشجعين وعدم تصديقهم لخبر رحيله بدايه الموسم ) .. ولأول مرة في حياتي اشاهد مظاهره في العالم بعيدة عن السياسه ورغيف الخبز!
فقد أدخل مع تشيلسي طريقة لعب مختلفه عما تعوّدت عليه الفرق الانجليزيه .. فجمع النادي مابين قليل من الستايل الايطالي وهو تقويم الدفاع اولاً ومابين الكرة الانجليزيه التقليديه ، ودمج مابين الاثنين وكانت الخلاصه – خلطه سحريه وفريق بطل.
بل ولا أبالغ ان قلت كما قال السيد فيرغسون وارسنال .. بعد رحيل المحارب مورينهو بأن الدوري كله سيفتقده ..! شاهدنا كيف ان الانظار إتجهت للدوري الاسباني على سبيل المثال خصوصا مع توافد نجوم كبار دفعه واحده للعب هناك .. زيزو وفيغو ورونالدينيو وبيكهام فتى انجلترا المدلل بالذات ..!
لكن مالبثت الامواج الإعلاميه والمتابعه الجماهيريه ان تتلاطم في إسبانيا .. إلا وتتفاجأ بمـد قادم من قلب لندن مصدره ذاك البرتغالي المثير – ليجرف كل تلك الحفاوة الاعلاميه والتغطيات التلفزيونيه والبرامج واللقاءات وو الخ .. ليعيدها مره اخرى إلى دوري إنجلترا.
فأصبح كثيرين يتابعون دوري اسبانيا من اجل الريال والبارسا ونجومهم .. ويتابعون ايضاً دوري انجلترا من أجل مورينهو ومناكفاته اليوميه والتي لم يسلم منها احداً.
ويبدو أن المثل العامي الدارج لدينا { إبن آدم طمّاع } قد وصل لإبراهيموفتش بشكل او بآخر .. فلم يعجبه ابداً تربّعه على عرش الدوري الانجليزي مرتين .. وتحقيقه لأكثر من بطولة كأس انجلترا ، وحصول لاعبيه على عديد الجوائز في انحاء الكرة الارضيه .. وشهرة فريقه العالميه .. وشهرته هو بنفسه قبل ذلك .. فقد قرر إبعاد مورينهو بعد سلسله من التطفيشات ان جازت التسميه .. كل ذلك لأنه لم يستطع تحقيق بطوله دوري ابطال اوروبا برغم وصوله لأدوارها النهائيه لأكثر من مرة.
والله مابيّن بعينك يا ابراهيموفتش ..! لكن وليكن لك ماتريد ، يرحل المحارب مورينهو من تشيلسي بعد أن ترك خلفه فريقاً بطلاً وهرماً جديداً في الكرة الانجليزيه كما فعل مع بورتو .. وفضل المكوث للراحه بعد عناء.
رأينا الحال مع رانييري وكيف كان .. ؟ ومع مورينهو وكيف اصبح .. ؟ والآن لنشاهد المدرب الثالث المعاصر لإبراهيموفتش ماذا سيفعل .. ؟
لم يجد تشيلسي في زحمه الموسم مدرباً عاطلاً كي يتعاقد معه .. فمدربي منتخبات اوروبا مشغولين .. ومدربي الانديه في وسط الموسم مزحومين ، او عفواً .. لنقل بالأصح لن يجد مدرب كفؤ يسد ثغرة مورينهو .. لذا فقد قرر ان يكون الاسرائيلي غرانت مساعد مورينهو سابقاً .. مدرب الفريق الأول!
وبالطبع غرانت .. وكأنما ملك الأرض وماعليها ، فرصه كهذه لا يُمكن رفضها .. فسيتحول بعدها من ظل الداهيه مورينهو إلى نور الواجهه.
لذلك عمل على مبادئ مورينهو .. بل إنه وجد فريقاً جاهزاً تماماً لخوض المنافسات ، لكن الفارق بينه وبين مورينهو ( هو التكتيك وحسن قراءة مجريات المباراة ) .. لذا لم يحصل على أفضل من وصيف للدوري الانجليزي .. ووصيف لدوري ابطال اوروبا ، إذن الخلاصة / لم يأت بجديد بل على العكس .. الفريق مع مورينهو كان بطلاً لإنجلترا .. حتى وإن استطاع غرانت إيصال الفريق لنهائي دوري الأبطال ، وذلك ليس إنجازاً .. فالإقتراب من البطوله وبالاخير عدم تحقيقها يعني ( الفشل ) كما يقول مورينهو بنفسه!
بل إن وصول تشيلسي للوصافه مرتين .. هو من توابع أعمال الداهيه البرتغالي ، أليس للزلازل دوماً هزات ارضيه تابعه .؟ هذه هي بالضبط حكايه غرانت ومورينهو.
لم يجدّد غرانت من جلد الفريق برغم انه استلم دفه القياده مبكراً .. ولم يغيّر كثيراً في تشكيله الفريق .. بل ظل تشيلسي هو نفسه صوره طبق الاصل لما كان عليه مورينهو.
إذن غرانت – فاشل مع مرتبه الشرف تكتيكياً وله عدة فضائح في هذا المجال بالدوري الانجليزي لايتسع المجال لذكرها .. وكان قرار الإداره بإقالته بعد نهايه الموسم أكبر دليل على أنها " اخطأت بحق مورينهو ".
رانييري – مورينهو – غرانت .. واحكموا على تجاربهم مع تشيلسي وقبل ذلك مع الملياردير الطمّاع ابراهيموفتش.
بعد رحيل مورينهو .. أصبح كما الكنز المفقود لدى كبريات المنتخبات والأنديه الاوروبيه .. انجلترا بالذات حاولت كسب توقيعه لكنه قابل ذلك بالرفض ، البرتغال فعلت نفس الشيء لكنه ذكر مراراً وتكراراً على أن خيار المنتخب البرتغالي هو في نهايه مسيرته التدريبيه .. وكان من المتوقع رحيله نحو احد عملاقي اسبانيا إما الريال وإما برشلونه خصوصاً مع توتر علاقات هذين الناديين مع مدربيهما وأعني برشلونه بالذات مع ريكارد.
لكن ويأبى المحارب ترك أطباعه الغريبه ويقرر الموافقه على تدريب نادي إنتر ميلان دون مقدمات.!
فالإنتر حتى وهو يحقق بطوله الدوري بالإسم وبدون عناء .. بل وفي الموسم الفائت بفارق نقطي ضخم عن روما .. يبقى متواضعاً جداً بالنسبه لمورينهو مع كل الاحترام للإنتراويه.
وإذا عرف عن حب مورينهو لروح المغامره والتحدي فسيبطل العجب حتماً .. إذن مورينهو يخطط لشيء ما مع الإنتر ..
إمبراطوريه جديده مثلاً .. تسحق كل من يعترض طريقها وأولهم الجار الميلاني .؟ وماذا ياترى يدور في ذهن الداهيه .؟

لكن وبصراحه .. سلاح مورينهو مع تشيلسي – الستايل والتنظيم الدفاعي قبل الهجوم ( ماقلت اسلوب دفاعي بل اقصد ترميم الدفاع قبل التفكير بالهجوم ) .. قد لا يفيد في دوري يمتلك أفضل المدافعين في العالم ، إذن من الصعب جداً إستخدام نفس الطرق والسلاح على من تربّوا ونشأووا عليها منذ الصغر ..
تبقى بالاخير فكرة حب التغيير وارده .. حيث سبق لمورينهو التدريب في انجلترا ويود خوض التجربه في ايطاليا وربما اسبانيا غداً ، وفي ذلك ذكاء بارع منه لتجربه كل انماط اللعب والفرق لإضافه رصيد وخبره تدريبيه ستفيده وبلا شك.
لكن ورغم ذلك قد لا يعني ذلك ضرورة النجاح .. وبإعتقاد بسيط .. قد يكون أتعس قرار إتخذه مورينهو في حياته.
مجرد رأي


اضافة رد مع اقتباس