مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/07/2008, 05:31 AM
سامي صعب يتكرر سامي صعب يتكرر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة القارعه

--------------------------------------------------------------------------------

تفسير سورة القارعة
‏[‏وهي‏]‏ مكية
‏[‏1 ـ 11‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{‏الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ‏}‏

‏{‏الْقَارِعَةُ‏}‏

من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله‏:‏ ‏{‏الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ‏}‏ من شدة الفزع والهول،


‏{‏كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث‏}

أي‏:‏ كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش‏:‏ هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون


‏{‏كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ‏}‏

أي‏:‏ كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ‏}‏ ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين‏:‏ سعداء وأشقياء،


‏{‏فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ‏}‏

أي‏:‏ رجحت حسناته على سيئاته

‏{‏فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ‏}‏

في جنات النعيم‏.‏

‏{‏وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ‏}‏

بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته‏.‏


‏{‏فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ‏}‏

أي‏:‏ مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا‏}‏ ‏.‏
وقيل‏:‏ إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي‏:‏ يلقى في النار على رأسه‏.‏


‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَه‏}

‏ وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله هي‏:‏

‏{‏نَارٌ حَامِيَةٌ‏}

‏ أي‏:‏ شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا‏.‏ نستجير بالله منها‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس