مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/06/2008, 05:07 PM
صقر فيصل صقر فيصل غير متواجد حالياً
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
سور ( المخ ) العظيم ..!

هناك يرى الكُسعي الظباء
تحمله شهوة الاحتواء
ليسقط فى هوة الظلموت
تسير الثواني على قلبه
على قلبه تنسج العنكبوت
فيا كسعي ترجل رويدا
أنا ربُّ صبري
وللبيت ربٌ
وللفيل ربٌ
وللحاملات من النفط قوت
جاكاتي

...

(( لو لم يكن في مجاري هذه الكلمات إلا ما يشكك في اعتقادك الموروث لتنتدب للقلب وناهيك به نفعا إذ الشكوك هي الموصلة للحق فمن لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال تعوذ بالله من ذلك ))
الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي - كتاب الميزان

...

سلام من الرحمن عليكم موصول بالرحمة والبركات

...


ليست المشكلة في أن يرى هذا هذه أو أن يرى ذاك تلك.. ولكن لماذا لا يحاولان أن يفهما بعضيهما؟!

...

نجلس في مجالس
وتهطل علينا الأفكار غزيرةً..!

فعقولٌ كالحجارة
لا تقبلُ الجديد

فالرفض..:
هذا دخيل على ديننا!
وهذا بدعة..!
وهلمّ سفسطائيةً,,


وعقولٌ كالإسفنج
كله بوسخه!

القبول..!
كلام هذا صح!
وكل شيء يقوله فلان سليم!
ولو دخل جحر ضب لدخلته!

...

نستقبل ملايينَ الأفكار
"سلبية وإيجابية ومحايدة"


وعقليتنا تحدد لنا التصرف العقلي المناسب


فمناطق العقل ثلاثة:

الرفض

التحليل

القبول



العقل المتحجر
يرمي الأفكار الجديدة مباشرة في منطقة الرفض


والعقل الاسفنجة
يرمي بها مباشرة في منطقة القبول




ونجد في كلتي الحالتين تعطيلاً للعقل

ويكون تعطيل التفكير غالبا لموانع وضعها هؤلاء
أو أنهم أقنعوا أنفسهم بها

هذه الموانع بحسب (عباس محمود العقاد):

- 1 -
العرف
(بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا)

لا حجة لهؤلاء سوى أن هذا من العرف
فلا نقبل رأي فلان الذي فيه خير كثير..
لماذا؟ لأن هذا ما لا يتاوفق مع ما علمني أبي
ولم يكن جدي ليقبله
والقبيلة غالبا ترفض هذا الأمر
والمجتمع ضد هذا الدخيل..

لا نحكم العقل ولا نفكر..
يجب أن نرفض هذه الفكرة تماما..
وأن نقبل هذه كاملة..

هذه تخالف عرفنا رغم ما تحمله لي من خير
ولمجتمعي من تماسك
ولوطني من ازدهار
حتى لو كانت توافق الدين..!
مرفوضة!

وهذه توافق العرف
شرها مستطير على (أنا) وأهلي ومجتمعي..!
مقبولة!

هذه من خصائص النسق المحافظ
^^!

فالعرف أضحى كالجاهلية، مصدر التشريع!

فلو أخذنا النسق الجاهلي مثالا:
رفض الرسالة التي يقبلها أي عاقل.. لماذا؟ لأن العرف يأمرهم أن يعبدوا أصنامهم
هذا ديدن سلفهم.. وعقل يرفض اتباع غير ما اعتاده.. ولو بات صوابا!

(أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)!

-2-
القدوة العمياء

تقديس المخلوق!
بعضنا يقبل كل ما يقوله الشيخ (البشر) ولو كان موضع خلاف!
وكل مخالف له:

علماني
ملحد
زنديق
...
...
...
أكمل بالمصطلحات المناسبة!


- الشيخ العزيز (احتفظ باسمه) لا يرى كروية الأرض.. فلا شيء يثبت ذلك في القرآن ولا في السنة!

- يا عزيزي.. كتاب جغرافيا رابع ابتدائي.. يضع أمامك جميع البديهيات التي تثبت للمرء أننا على كوكب كروي.. وهي كذا وكذا!

- يا خي الشيخ يقول كذا!!

وتسقط بيزنطةَ على إيقاعِ هذا الجدل..


ونتعصب لرأي الشيوخ هنا.. ونرفض كل رأي من خارج الحدود..
تسيء لمشايخنا؟!!
عفوًا .. هل ينتهي الدين بحدودِ المملكة؟!!

الكثير منا يشكك في جميع آراء الشيخ الفلاني لا لسبب.. ولكن لأن بعض آراء هذا الشيخ تخالف آراء شيخه الذي نزهه عن الخطأ..!

بل رأيت من الناس من يسيء لأئمة كالإئمة الأربعة!
فيقول: أبو حنيفة دينه سهالات!

أستغفر الله العظيم!

لأنه يخالف رأيا أو رأيين له!!

يسيء لهذا الإمام الجليل.. صاحب المذهب الأقدم من المذاهب الأربعة..
لا لشيء.. ولكنه وجد في فتاويه فتوى لا توافق فتوى شيخه!

أجل..
بعضنا يمنع عقله من التفكير..
ويجعل الدين مظلته في ذلك..

وهذا اتهام باطل للدين!

فالإسلام أسقط الكهانة!
(( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ))


-3-
الخوف الذليل

وهذه النقطة لا تهمني هنا..
وقد تفيدوني فيها في ردودكم

...

دعوة للتفكير

في صحيح البخاري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري: (( يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ))

...

إذا باعتقادي الشخصي أن ثقافة الرفض التي يتسم بها بعضنا لا تدل على حكمة

وإنما تدل على تعطيل للعقل.. وجهالة!

يصنف أصحاب "مدرسة تحليل العلاقات البشرية" الشخص الرافض المتحدي بأنه يمر بـ "ذات الطفل الرافض"
وهذا سببه غالبا مرور صاحب هذه الشخصية بضغوط ِشخصيةٍ ذات والدية ناقدة (قد تكون في شخصية المدير أو المدرس أو الوالد أو غيره)

(بحسب تحليل بنية شخصية الفرد يمر الإنسان بثلاث حالات ذات: ذات الوالدية / ذات البالغ / ذات الطفولية - ابحث عنها في الانترنت أو راجع كتب الاستاذ عبد الحميد الفردوس للاستفادة)

والشخص الرافض أو المتمرد لن ينجح غالبا في حياته في التأقلم مع المتغيرات الكثيرة في هذه الحياة:
أتعبونا أهل الكمبيوتر .. كل شوي طالعين لنا بجديد!
ما ادري وش التقنية الجديدة المضرة اللي بيخترعونها في الجوال!
هالوزير الجديد ما منه فايدة.. كل الوزراء يبون مصلحتهم!

وهلم تخلفًا..

فتطير الطائرات
وهذا يقذف الحجارة إلى أعلى.. فتقع على رأسه!

في نسقنا اعتدنا على رفض كل جديد دون إعطاء فرصة للعقل في أن يفكر!
دون أن نحكم ذات البالغ فينا!


وهل رفضنا شيئا؟

فقط:
تعليم البنات!
الراديو!
التلفزيون!
الفيديو!
الدش!
الجوال!
الانترنت!

والقائمة تطول.. تكنولوجيًا وغيره!!

نكتشف بعد مرور فترة من الزمن أننا تأخرنا عن الركب..
فنلحق ما استطعنا..
ونقول:
كثرت قنوات التبشير.. لماذا لا نعمل مثلهم؟!

- آلآن؟!!!

...

أيهما أفضل الإيجابية أم السلبية؟!

أظن التحليل.. يقودك إلى ما هو أجمل من هذين الأمرين ألا وهو: الواقعية

...

يرى البعض في رمزية النص العالية تعاليا على المتلقي.. لكنني أرى فيها احتراما للعقل الإنساني الذي أمر بالتفكير!
يجب أن نمرن عضلات أمخاخنا..!

أما المباشرة والإضحاك و(الاستخفاف).. تقتل النصوص والكلام..!

...

تميز ديننا عن باقي الأديان الأرضية والمحرفة
بتنويهه بالعقل
بل إنه يعول عليه في أمر العقيدة!

في دين كالمسيحية المحرفة.. يدعى الناس لتعطيل العقل من أجل الإيمان بالثالوث المقدس!
1 + 1 + 1 = 1
هذا بحسب المسيحية!
الأب والابن والروح القدس.. واحد!
أمر لا يفهمه العاقل!

فتسألهم.. ليقولون: هو كذلك.. اقبله دون تفكير..!



أما القرآن
فخاطب جميع أنواع العقل الثلاثة

العقل الوازع
وهو العقل المناط به المنع عن المحظور والمنكر
(( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ))

والعقل المدرك
وهو العقل المناط به الفهم والتصور
(( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ))

والعقل الحكيم
وهو العقل الذي يتأمل في ما يدركه ويستخرج منه بواطنه وأسراره ويبني عليها نتائجه وأحكامه
(( قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ))


أفبعد هذا كله.. نحمل الدين مسئولية تعطيل العقل؟!

...

( إنما يكون أمر العقلاء أن يؤمروا بالتمييز بين مختلف الأحوال فلا يقال إنكم ترفضون كل الرفض أو تقبلون كل القبول )
عباس محمود العقاد - التفكير فريضة إسلامية

ولكم أيها العقلاء أن ترفضوا ما جاء في الموضوع أو أن تقبلوه
أو أن تمحصوه فتأخذوه أحسنه وترموا بأسوئه

...

قال لي أعزهم: عادَ بكنيةٍ جديدةٍ، وخبثٍ قديم، وكلامٍ أفسدَ من سابقهِ، وقناعِ تثقّف بالٍ مفضوح.. وأرادَ شخصكْ..
فقلتُ له: أنزلهُ موضعه، ولا تلتفت..
قال: فإن رمى نفسهُ في الدربِ يريدُ الإفساد..
قلتُ: فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانفث ثلاثا عن شمالك.. يمط غيرُك الأذى..

...


قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!
درويش


دمتم في رعاية المولى
اضافة رد مع اقتباس