أسطوانة التحكيم لا يقتصر ترديدها على جماهير النصر المضحوك عليها بل يشاركها في الترديد الأهلاويون والاتحاديون على سواء ، وذلك غير مستغرب للنجاحات التي حققها هذا العملاق ، فإذا كانت الأندية إنما أسست وشجعت لتحقيق البطولات فانفراد ناد واحد بتلك البطولات مدعاة لحقد البقية عليه ، ولو حصل ـ لا قدر الله ـ وأن سلبت الزعامة من الهلال فبالتأكيد أن الهجمات ستوجه إلى الزعيم الجديد ولن يبقى للهلال إلا منافسوه ، وحتى ذلك الحين على الزعيم أن يدفع ضريبة الزعامة .

والرياضيون العقلاء يدركون أن التحكيم خدم الجميع بلا استثناء وأخطاؤه عمت الأندية كلها ويكفي أن ستة نهائيات من أصل ستة عشر نهائي مونديالي شهدت أخطاء تحكيمية لا تزال مثار جدل إلى الآن عدا أخطاء الأدوار الحاسمة الأخرى كيد مارادونا مثلاً .

وهذا الربط القوي بين بطولات الهلال والتحكيم أضر بالفريق بلا شك خاصة إذا أدار مباراته حكم ضعيف الثقة بنفسه وكم دفع الهلال ثمناً لذلك ؟

ولكن من جهة أخرى فإني أرى فوائد هذا الربط أكبر من أضراره ويكفي أن المنافسين للزعيم مصابون بإحباط نفسي لما تمخض في أنفسهم من أن التحكيم [ سيفزع ] لهلاله في أي لحظة ، لذا تجد الشحن النفسي في لاعبي النصر والأهلي والاتحاد خلال مباراة الهلال ، وارقبوا تلك المباريات لتشاهدوا النرفزة وانفلات الأعصاب وكثرة الاحتجاجات في لاعبي الخصوم .
كذلك لا يخفى أن اللاعب إذا دخل المباراة وفي ذهنه أنه مهزوم ـ تحكيمياً ـ فلن يقدم المستوى اللائق به وستنطفئ جذوة الحماس لديه خاصة وأنه لن يحاسب على تقصيره ولن يلام فعذر الهزيمة جاهز .