المُعارين .. سلاح المفاوضات المُهمَل
السلام عليكم
يمتلك الهلال وجمهوره أغرب ثقافةٍ تفاوضية في العالم ، فعلى الرغم من كثرة المتربصين الحاقدين والمخربين للتعاقدات الهلالية إلا أننا وبلا فخر لانزال محافظين على ثقافة فضح مفاوضتنا وتشجيع تخريبها ، لا أدري ماهدف إعلان ( نية ) التفاوض مع اللاعب الفلاني قبل البت فعلياً في أمر انتقاله !!؟؟
ارحمونا يامصادر الغفلة واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .
الهـلال يا سادة قلعة الأمجاد ومفخرة لكل من ينتمي إليه ومثار إعجاب كل لاعب سعودي ومنتهى أحلامه ، فلماذا يتطاير من بين أيدينا اللاعبون ؟
المال وفير ولله الحمد .. ومكانة اللاعب الإجتماعية سترتفع .. والبطولات قد سئم البعض منها .. والمعجبين لن تتمكن من حك رأسك منهم .. فماهي موانع قدوم اللاعبين لنا !؟
فِئات الهلال السنية عادةً ماتُنهي موسمها ببطولة الدوري وتضم عدداً من اللاعبين الجيدين .. واستفادتنا لسوء الحظ قليلةٌ منهم ، فالنخبة منهم يلعبون في مراكز لن يمكنهم إحتلالها على المدى المنظور ، إما لوجود عاهات مؤهلها الوحيد ( الواسطة ) أو لوجودهم في مراكز يحتلها نجوم من الصعب الإستغناء عنهم ( ياسر .. طارق .. عزيز .. الدعيع .. إلخ ....... ) أو بسبب وجود نجومٍ ( تراثية ) خبتت أوائل القرن الحالي ولازلنا ننتظر عودتها .
وجود مثل هذا الفائض المتراكم سنوياً سيشكل عبئاً على المدرب الذي يُعاني أصلاً من نظام المسابقات الغير مرتب ، ولاننسى أن قرارات الإتحاد السعودي تُلزم الفريق بتسجل 40 لاعباً فقط في قائمته السنوية ويتم الآن تدارس تخفيضها هذا الموسم إلى 35 لاعباً ، وقد اعتاد الهلال على تنسيق بعض هؤلاء اللاعبين أو إعارتهم ( مجاناً ) لبعض الأندية المتوسطة للتخلص منهم بطريقة تدريجية .
هكذا .. بلا عائد مادي ولاحتى أتعاب تنشئة وتدريب
مع كرهي لسياسة مسؤولي التعاقدات في فريقي المفضل أوروبياً - إي سي ميلان - البخيلة إلا أنها وللحق تمتلك جانباً دهياً في جلب اللاعبين بأرخص الأسعار وموقف أفضلية عن الأندية المنافسة ، إذ يتفق الميلان مع الهلال بامتلاكهم ميزة كثرة اللاعبين المُخرجين من مدرسة النادي ولكن للظروف التي ذكرتها أعلاه لايمكن لهؤلاء اللاعبين تمثيل الفريق ، وهذه أمثلة بسيطة :
باسكوالي فوجيا ..
صانع الألعاب الإيطالي المبدع يمتلك الميلان بطاقته ولكن اللاعب تنقل بين عدة أندية إيطالية على سبيل الإعارة لاستحالة احتلاله لهذا المركز في الميلان بوجود كاكا وروي كوستا قبله ، وعندما احتاج الفريق ظهيراً أيمن محل العجوز كافو أجرى الميلان عملية تبادل مع نادي لاتسيو لشراء عقد ماسيمو أودو - كابتن الفريق آنذاك - مقابل تملك لاتسيو لبطاقة فوجيا بالكامل ومبلغٍ بسيط .
لينادرو جريمي ..
الظهير الأرجنتيني الأيسر قَدِمَ للميلان قبل بلوغه العشرين عاماً ولعب عدة مباريات وبسبب اعتماد آنشيلوتي على لاعبي الخبرة لم يتمكن من اللعب أساسياً سوى في مبارياتٍ معدودة خصوصاً مع استطاعة مالديني وسيرجينهو وكالادزي ويانكلوفسكي وففالي اللعب في ذات المركز ؛ اُعير جريمي لسيينا الإيطالي لعامٍ واحد ليكتسب الخبرة ومن سيينا ذهب لسبورتينغ لشبونه وأثبت نفسه هناك والآن يستخدمه الأقرع جالياني كورقة ضغط على النادي البرتغالي لجلب الموهبة المتفجرة فيلوسو
يوهان جوركوف ..
شابٌ فرنسي ظهر بقوة مع نادي رين الفرنسي ما جذب أنظار الميلان له فاشترى النادي بطاقته ، لم يستطع اللعب بسبب سياسة آنشيلوتي آنفة الذكر مما اضطره للبقاء موسمين على دكة الإحتياط ماعدا مبارياتٍ معدودة ، الآن تمت إعارته لنادي بوردو الفرنسي وقد يستعيد بريقه وتتم مقايضته بأبخس ثمن بأحدى مواهب الدوري الفرنسي المتجددة أو استعادته في حال حاجة الفريق له بخبرة وتجربةٍ أكبر .
وهناك العديد العديد من لاعبي ميلان الشباب ينتشرون بين أندية إيطاليا كُمعارين .
الأمثلة كثيرة وربما لاتنجح بعض عمليات الإعـارة ، لكن المقصد هو المحاولة ، وربما تنجح أحد المحاولات أو على الأقل تخرج بأقل الخسائر وتعوض أتعاب تنشئة هذا اللاعب .
في الموسم السابق كان بإمكان الإدارة الهلالية السابقة تطبيق نفس الطريقة الميلانية وإحضار الظهير القدساوي الأيمن عبدالمطلب الطريدي بدلاً لخليفة السلومي ورائد الشللية - عفواً قصدت حسن العتيبي - بالإضافة إلى مبلغ بسيط وتسجيل موقف أفضلية في المفاوضات مع الجانب الإتحادي المُخرب فقط ، خصوصاً أن العتيبي كان مطلوباً بشدة لدى القدساويون .
لم يتم استخدام هذه الورقة واللاعب الذي كنا نرجو قدومه في تلك الفترة انتقل للإتحاد .
ولاتزال حاجة القادسية قائمة له وحاجتنا قائمة أكثر للغوينم وسطهم الأيمن ، والإتفاق كذلك يحتاج العتيبي ونحن نحتاج الرهيب أكثر والعمري كذلك .
قد لايصعب على الإدارة الهلالية التجديد للعتيبي ثم عرضه للإعارة للجانب الإتفاقي ومن بعد يتم استغلال الحاجة الإتفاقية للحارس .. أو شراحيلي أو بدر الدعيع ( هذه الأسماء كمثال ) .
إن رفض الإتفاقيون فهذا حقهم والفائدة لنا لاتزال قائمة من خلال تنمية خبرة الحارس وعائده المادي والتقليل من ازدحام الأسماء في الكشوفات الهلالية خصوصاً في مركز الحراسة ، وإن وافقوا فالحمد لله
هذا هو نظام المفاوضات الإحترافي المعمول به في العالم .. إلتماس جوانب الضعف في الفرق الأخرى وإغرائها للتنازل عن نجومها بأي طريقة مادامت غير مخالفة للقوانين ، أما المجاملات والمثالية فلا مجال لها هنا وقد أضرتنا كثيراً .
استخدام الهلاليين لهذا الأسلوب يعني ترجيح كفة النادي في أي مفاوضات مستقبلية في ظل عجزنا عن كتم أسرارنا التفاوضية وبرودنا الغير مُبرر .
هذا مااستطعت تجميعه من ذهني والسلام .. زيـزوم
