مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/04/2003, 12:06 PM
فتى المدينه فتى المدينه غير متواجد حالياً
في انتظار تفعيل البريد من قبل العضو
تاريخ التسجيل: 28/04/2002
المكان: طيبة الطيبة
مشاركات: 4,558
بدريه البشر وماذا بقي ان تقوله

[ALIGN=CENTER]بدون اي شرح فالمكتوب يكفي[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
التاريخ: الأحد 2003/04/27 م

في مقالة بعنوان (دعاة لا معلمون) طرح الدكتور حمزة المزيني واحدة من أسباب تدني مستوى التعليم في مدارسنا، وهي الأداء المهني لبعض المعلمين الذي استلموا زمام تطوير تأهيل أبنائنا لمستقبل ممتلئ بالتحديات ومتطلبات واقع تكنولوجي متطور، حيث انشغل هؤلاء المعلمون عن مهمة التعليم بمهمة ليست مهمتهم وهي الانخراط في تيار الدعوة الدينية وصار أبناؤنا يستمعون في حصة التاريخ لخطاب ثوري عن بطولة ابن لادن وفي حصة العلوم يستمعون لحوار عن عدم جواز حلق اللحية وفي حصة النصوص الأدبية تحضر الطالبات مشهداً لتكفين الميت هذا بشأن المستوى الابتدائي، أما في المرحلة الثانوية، فإن بعض المعلمين يلقون المحاضرات عن العلمانية ورموزها ويزجون بأسماء معظم الكاتبات والكتاب السعوديين في خضم سعارها ويطالبون طلبتهم بمقاطعة تلك الصحف والحذر منها، تماماً مثلما فعل صاحب كتاب الحداثة في ميزان الإسلام في مطلع التسعينات، الذي حشر كل أسماء من له علاقة بالكتابة وشهر بهم واتهمهم بالكفر والإلحاد وظل هذا الكتاب حراً طليقاً دون محاسبة، ويعلق الدكتور معجب الزهراني على مقالة دعاة لا معلمون بمقال (التعليم رهان المستقبل) يختصر خطورة ذلك الانشغال الذي يفتقد للمهنية والموضوعية بقوله (إن الأنشطة التي تلبس لبوس التوعية الدينية هي في أغلب الأحوال عمل أيدلوجي منظم قد لا يدرك المعلم نفسه خلفياته وأهدافه وبهذا يكون المعلم نفسه ضحية بريئة للخطاب مثله مثل الطالب وهذا الخطاب التوعوي الديني لا يتسع إلا لثقافة الموت وتجهيل النساء ومحاصرتهن والتنفير من جاهليات العصر الحديث وآلياته)، يذكرنا بأشكال الجدل التي تخرج مع كل مخترع جديد بدءآً من الفاكس وانتهاء بالانترنت، ويستعرض الدكتور معجب الزهراني تجربته مع ابنه الصغير والتي تشبه معظم تجارب الآباء مع أبنائهم الذين يعودون من المدارس إلى بيوتهم محملين ببذور من الشقاق والغربة مع من حولهم ومع الواقع والمستقبل. مدارسنا ظلت طوال عشرين عاماً مضت مزرعة لحماس هؤلاء المعلمين الشباب الذين اختاروا مدارس وزارة المعارف وتعليم البنات منابر لطرح أفكارهم ووجهات نظرهم المتحمسة دون أن يفطنوا أن هذه ليست المهمة التي من أجلها يقبضون راتباً عليها والتي لا يدفع الآباء من أموالهم رسوماً باهظة من أجلها، ولم تنتهِ تلك المرحلة إلا وهذا الخطاب قد انجز مهمته بإقامة السدود بين جيل المستقبل وبين مستقبله وزاد من غربته في واقع قريب ممتلئ بالتحديات وخطورة هذا التيار أنه يريد أن يحتكر قضايا الإصلاح والتعليم والتخطيط لصالحه وعلى علماء التربية والتعليم والاجتماع والاقتصاد وعلماء النفس أن يرموا بشهاداتهم وخبراتهم إلى البحر أو يدفنوها في صحراء التيه..!

_______________________
وهذا أحد الردود من احدى الاخوات وشتان بين الاثنتين

من الطريف أن تكتشف الحالة النفسية لكاتب من خلال ما يكتب ، وسر الطرافة في الامر أن تراه يتكلم برمزية تعبر عن الاحتقان الداخلي الذي يفرزه قلمه ، فلو لا أني ادرك بعض ما ترمز له لقلت أن هذه الكاتبة تعاني من أمراض نفسية مزمنة ( ولعل ذلك هو الارجح ) ولكن الشعور بالاحباط يقود لما هو اكثر من ذلك ، لاشك أن الكاتبة تستجر ماضيها وتعتقد ان حاظرها سوف يكون أكثر سوداوية. الاجدر بها أن تراجع نفسها وتقف وقفة صريحة مع الذات وتعيش الواقع بدلاً من الهروب إلى الخيال و ما ينسجه من خداع للنفس فلن تجني منه الا الشعور بالازدواجية و عدم التكيف مع الاخرين . عموماً اعتقد ان الكتابة في الصحافة اليوم اصبحت مزيد من الهروب إلى زوايا النسيان والصحاري القاحلة التي هجرها الجميع أو اشبه بالوديان والمغارات التي لا يسمع فيها الشخص الا رجع الصدى . أقول للأخت بدرية أنا طالبة درست في مدارس السعودية حتى أوائل المرحلة الثانوية واضطرتني الظروف للانتقال والعيش مؤقتاً في الولايات المتحدة الامريكية ، وكم شعرت بعظمة التعليم الذي تعلمته في المدارس السعودية فقد كان الحصن الحصين بعد الله سبحانه وتعالى لي من مظلات الفتن في هذا المجتمع ، وبما عندي من تعليم اصبحت ادرس اخواتي المسلمات الامريكيات القرآن والسيرة واغلبهن تكبرني سناً بل تجتمع الام و بنتها في الحلقة ونتناقش كثيراً حول التعليم والتدريس ونظامه في بلادنا وكيف انهن يتمنين مثل هذا في امريكا بل قالت احداهن اعتقد ان هذا هو السبب الذي جعل منك فتاة في هذا السن ( 17 سنة ) وانت تحفظين القرآن و الكثير من السنة و فوق هذا تتحدثين معنا الانجليزية بطلاقة من الصعب في المقابل أن نتعلم نحن العربية في نفس المدة التي تعلمتي انت فيها الانجليزية، ومن الطريف ان بعضهن اهدت إلي قصص أمريكية لتساعدني في الحصول على مفردات جديدة وبعد أسبوعين كتبت لها تعليق على قصتين تمكنت من قرأتها في ثلاث صفحات بالانجليزية وذكرت لها مشكلة القصتين وماتضمنته القصة الاولى وهي بعنوان ( الشيخ والبحر ) لهمنجواي من مخالفات شرعية ومن ابرزها قضية الايمان بالقضاء والقدر ، و مشكلة العنصرية في القصة الثانية وهي بعنوان ( كوخ العم توم Uncle Tom’s Cabin ) وهي من القصص المشهورة بل المؤثرة في تاريخهم وما تضمنته ولماذا كانت كذلك ‘طبعاً هي من القصص القديمة عندهم ، وفي اليوم التالي قالت لي تلك الفتاة الامريكية اين تعلمت النقد الادبي هل يعلمونكن ذلك ايضاً في المدارس فقلت لها اولاً هذا ليس نقداً ادبياً وإنما نقداً فكرياً وعقائدياً بمعنى آخر نقد للمضمون الذي يريد أن يبثه الكاتب أو الكاتبة في ذهن القارئ منطلقاً من قناعات قد تكون صحيحة او خاطئة بحسب فكر ومعتقد ذلك الكاتب ، وهذا من الاساسيات والمبادئ التي فعلاً تعلمناها في مدارسنا ، فما كان منها الا ان اصرت أن ترى مناهجنا فقلت اعذريني لن تري الا منهج الاولاد في نفس المستوى الذي انا فيه فهو المنهج المعتمد هنا في امريكا من قبل المدارس والاكاديميات السعودية وأن كان لا يختلف كثيراً الا في بعض المواد مثل التدبير والخياطة و غيرها ، فتعجبت اكثر لهذه الخصوصية والتميز في التعليم وتم الاتفاق على أن ادرسهن من مناهجنا المواد الشرعية وبعض المواد العربية . ذكرت ذلك تأكيداً على الاثر البالغ الذي استفدناه من تعليمنا في المملكة العربية السعودية حفظها الله ورعاها ، وكيف أن الفتاة الامريكية ذات التعليم الذي يبحث عنه ( البعض ) وقد جلست تتلقى تعليمها من فتاة سعودية حتى في ادبهم و تراثهم بكل اعجاب فشكراً لكل معلمة علمتني وجزاه الله خيراً فقد تربينا على المبادئ التي يفتقده هولاء رغم تقدمهم التقني .

أم عبدالله .. أمريكا

_________________________
رابط المقال والردود
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage...a=29&art=12306
اضافة رد مع اقتباس