[ALIGN=CENTER]


تمر على الانسان فترات يكون فيها

حزيناً و مهموماً أو غاضباً و مثاراً أو خائفاً و قلقاً

وعندما يكون هذا حاله فإنه يكون بين خيارين

احدهما : يكبت همه وغضبه فلا يظهرهما لأحد .. ((وهذا لا يُنصح به طبعاً ))

فتكون النتيجه الضيق والألم

وقد يصل الحال عند بعض الناس الى المرض النفسى أو الجسدى

وأحيانا الى الأنهيار التام .. أو الاختلال العقلى

ولكن أيضاً قد يتحمل بعض الناس هذه الآلام ويصبروا عليها فلا يصيبهم شىء مما ذكرنا

((هؤلاء قد يكونوا أولوا الصرامه والصبر عند الشدائد حسب البيئة التي عاش فيها الفرد وصلابة شخصيته ))


أما الخيار الثانى : فهو أن ينفس الأنسان عما فى نفسه وذلك بالتحدث الى الآخرين

وبث همومه وأحزانه لهم فتكون النتيجه الأرتياح النفسى

لا سيما اذا وجد تجاوبا من قبل الآخرين وخاصة من يثق بهم ويحبهم فيشاركونه بعواطفهم


ومن هنا اذا أردت أن توثق العلاقه بينك وبين الآخرين .. فأترك لهم مجالا ليعبروا عما فى صدورهم

وانصت لهم جيدا وأشعرهم بالتعاطف معهم

ولا تخطئهم فى تصرفاتهم وتلقى اللوم عليهم .. فليسوا فى حال تمكنهم من قبول ذلك

ولكن حاول ان تصبرهم وأن تعرض عليهم مشورتك ومعونتك

ثم حاول بعد ذلك ان تصلح الخطأ وأن توجههم الى العلاج بأدب وحكمه وصبر

ان التنفيس (( غالبا ما يكون )) دليل على المحبه والثقه

فاذا نفّس الانسان الى شخص ما .. أحبه ووثق به

كما أن خطورة الكبت وعدم ترك المجال للتنفيس كبيره جدا

اذ يتحول هذا الكبت الى حقد وحسد وضغينه

وترصد وتحدي مذموم ( اللهم أكفنا شر الهم والحزن وما يصاحبهما من حقد وكره ))

هناك أمور لا بد أن تتبعها لتترك الآخرين ينفسوا عما فى صدورهم وهى

1 - احذر من الأثاره والسخريـه .. إذ ينبغى تغليب العقل والتعاطــف
رغم أهمية وضرورة ابداء التعاطف الظاهرى الا انه أحيانا بعض الأشخاص (( لا يستطيع فعل ذلك 00 وهذه احدى جوانبه الشخصيه ))

2- لا تتخذ موقفا أو عمل تقوم به سريع دون تفكير
ففى التأنى السلامه وفى العجله الندامه0

3- لا تظلم الآخرين .. ولا تصدق كل ما تسمع والأفضل أن تسمع ( من الطرفين ) حتى يتثبت القول .
قال تعالى ( يأيها الذين أمنوا ان جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .

4- لا تشارك المهموم الذى يُنفس عن ما فى نفسه غيبة الآخرين والتكلم فى أعراضهم .. فإنه أثم ومعصية .. بل خفف عن حدة همه

5- وجه المهموم والمغموم الى اللجوء الى الله تعالى .. والتعوذ من الشيطان واذكر الاحاديث والآيات التى تناسب المقام .. وانصحه بالوضوء والصلاة .. فهو السبيل لإزالة همه وغضبه .

6- الحق ثم الحق .. فلا تركن الى الباطل ولا الى الذين ظلموا.. ولا تقول الا الحق
فلا تجامل صاحبك المهموم على حساب الحق
واختار الأسلوب الحسن فى توجيهه وتوضيح ذلك .

7- حاول أن تترك فرصه كامله للمهموم أن يتكلم ويخرج ما فى صدره
فلا تقاطعه .. ولا تمنعه من توضيح ما يريد .. الا عند الانتهاء
وكن مستمعا جيد اكثر من متكلما .. فهذا نصف العلاج .
لأن بعض الناس يكفيهم أن يجدوا من يستمع لهم
ويشاطرهم همومهم ويشاركونهم مشاعرهم


أرجو ان تكون هذه النقاط المطروحة أمامكم قد حازت على رضاكم
وأن تستطيعوا من خلالها كيفية التعامل مع أي شخص يلجأ اليكم
وهو يشكو اليكم همه وألمه أو حزنه وضيقه
فهي مشاعر تنتابكم وتنتـاب بعض الأفراد
ويكونوا بحاجه لمن يقف معهم وهم لا يعلمون


اللهم انى أعوذ بك من الهم والحزن
والعجز والكسل .. والبخل والجبن .. وضلع الدين وغلبة الرجال
لا اله الا الله العظيم الحليم
لا اله الا الله رب العرش العظيم
لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]