بسم الله الرحمن الرحيــم
(( مــن لنـا غـير اللـه جل جـلالـه ؟ ! ))
عندما علم بمرضه الذي دبَّ في جسده .. ألقى بنفسه على الكرسي .. وأطرق برأسه ..
والدمع يتصبب على خده !! .. وذاك آخر ينظر إلى من حوله بطرفٍ حزينٍ ......ير .. فهو للهموم
والغموم أسير !! .. ومثله كثير وكثير !! .. وثالث ضاقت عليه الأرض بما رحبت .. فقد أغلقت
في وجهه الأبواب !! .. ورابع قد بلغ منه الفقر والجوع كل مبلغ .. يمد ساعده .. عله يجد قلبا
رحيما يساعده !! .. وآخر وآخر ووو !!! ....
تلك هي الدنيا طُبعت على كدر .. من منا من لم يخالجه هم ولا حزن ؟!! .. لابد من الابتلاء ..
لابد من المصائب .. لا مفر من الهموم ..
إن الله عزوجل إذا أحب عبدا ابتلاه .. بل لولا المصائب لوردنا الآخرة مفاليس .. فهي مكفرة
للذنوب ومضاعفة للثواب .. ولكن لمن ترفع شكواك ولمن تبث بلواك ؟! .. أتبثها للبشر
الضعفاء .. وتنسى رب الأرض والسماء ؟! .. الذي ما ابتلاك إلا ليسمع تضرعك وشكواك !! ..
إنه الله جل جلاله .. ليس لنا إلا هو .. لا ملجأ لنا منه إلا إليه .. ولا نجاة إلا بالانطراح بين
يديه ..
هو وحده سبحانه الذي يغفر ذنبنا .. ويجبر ......رنا .. ويذهب همنا .. ويكشف ضرنا .. ويلم
شعثنا .. فلا إله إلا الله .. سبحانه ما أعظمه .. جل في علاه ...
فبث شكواك إلى مولاك .. اقرع أبواب السماء .. وألح على الله بالدعاء .. أحسن الظن
بالله .. ولا تقنط من رحمته .. فما خاب من رجاه .. ولا رُد من دعاه .. فإنه سبحانه يجيب دعوة
المضطر إذا دعاه .. أجاب دعاء الأنبياء جميعا .. كشف الضر عن أيوب .. ورد يوسف
]ليعقوب !! .. فاقتفِ هدي الرسل والأنبياء .. وتعلم منهم فن المناجاة والدعاء .. ناجِ ربك في
الأسحار .. بقلب خاشع ودمع مدرار .. ان......ر بين يديه وأكثر من الاستغفار .. وأبشر بالإجابة
من العزيز الغفار ..
فيا كل محزون ومهموم .. يا كل مبتلى ومكلوم .. يا أهل المصائب والابتلاءات .. يا أصحاب
الحاجات .. إلى الفقراء والمحتاجين .. إلى المرضى والمعوزين .. إلى العصاة والمذنبين ..
إلى اليتامى والمحرومين .. هاكم النداء الرباني إليكم وإلى الناس أجمعين ::
.... (( فــفـــروا إلــى اللــــــه )) .....
يجعل لكم من بعد عسر يسرا .. ومن كل ضيق مخرجــا .....
