@@ لا أعرف سببا واحدا يجعل الهلاليين في حالة استنفار لمعرفة الرئيس القادم لكرسي الزعيم والذي قد يحسم يوم غد في منزل الأمير نواف بن محمد .

@@ الأمر حقيقة يدعو للاستغراب باعتبار أن الشخصيتين اللتين تتنافسان للفوز بالرئاسة تمتلكان من المواصفات ما يجعل أي محايد يقف في منطقة وسط بينهما.
@@ الأمير بندر بن محمد يملك من الخبرة والقدرة ما تجعلاه ورقة رهان ناجحة، فهو مثقل بتاريخ رياضي ثقيل وسجل بطولي حافل توجه رئيسا ذهبيا يتغنى به أنصار الزعيم، إلى جانب استشعار الهلاليين بأنه المحامي الأقوى عن البيت الأزرق.
@@ أما الأمير عبد الرحمن بن مساعد فهو يتميز بكاريزما خاصة جعلته يفرض نفسه في الوسطين الشبابي عامة والرياضي خاصة، ما تخوله للفوز بكرسي الرئاسة حتى لو لم يتقدم بملف أو برنامج يدعم فيه نفسه، فضلا عن حضوره اللافت كداعم للهلال وللاعبيه والشواهد أكثر من أن تحصى.
@@ إزاء ذلك أكاد أجزم أن ليس أفضل من بندر بن محمد إلا عبد الرحمن بن مساعد والعكس صحيح ، بل أذهب أبعد من ذلك، وهو أن أي شخصية منهما أو غيرهما ستكون محظوظة برئاسة الهلال إذ ستكون موعودة بالنجاح من حيث تدري أو لا تدري.
@@ السر في نجاحات رؤوساء الهلال أن الرئيس في هذا النادي لا يمكن له مهما كانت قوته وقدرته أن يستفرد بالقرار، أو أن يحيط نفسه بهالة تجعل منه الرجل الأول في النادي كما هو حاصل في أندية أخرى، فهو ملزم بأن يمارس عملا ديموقراطيا بمشاركة الجميع في صنع القرار، إذ لا مجال للديكتاتورية والتسلط ، وإلا فالفشل سيكون عنوانه.
@@ ثمة من جرب هذا الدور في الهلال ورسب، وثمة من ظن أنه قادر على أن يحيد عن الميثاق الشرفي الذي رسمه رجالات الهلال منذ ان أطل الزعيم برأسه قبل 50عاما، والذي ينص على أن الهلال للجميع، فوجد نفسه معزولا فعاد أدراجه، بعد ان أدرك أن قوة هذا النادي تكمن في المجموع لا الفرد.
@@ الجميل في البيت الهلالي ألا مجال فيه لأحد ليراهن على ذاته، ولا يمكن لكائن من كان فيه أن يساوم على دعمه، أو أن يتباهى بعطائه، أو أن يتغنى ببطولاته، ولذلك فلا (كبير) في حضرة الزعيم ،وهذه ميزة سيتفرد بها الهلال على كل الأندية!.
@@ هذا التفرد الهلالي ليس على مستوى الشرفيين والرؤساء وحسب، بل حتى على مستوى اللاعبين، ولأن الهلال كذلك فقد صنع له أكثر من (رمز) وخلق له أكثر من (أسطورة)،فأي شرفي أو رئيس فيه يمكن أن يدعي أنه (الرمز) الأوحد؟!، وأي لاعب مرَّ عليه يمكن له أن يعتقد أنه (الأسطورة) الأكبر؟! ببساطة شديدة لا أحد، ففي الهلال أساطير كثر ورموز أكثر !.
@@ في ظل هذا المناخ الصحي الذي يخيم على أجواء الهلال أجد نفسي مطمئنا بان الهلاليين سيصلون في نهاية المطاف لرئيس توافقي يرتضونه جميعا ليكون خير خلف لخير سلف، وأرى نفسي أكثر اطمئنانا بأن الدعم والمساندة سيأتيان من المنافس له، ففي القاموس الهلالي لا مكان للغة (أنا ومن بعدي الطوفان). @@ أما إذا لم يطو الهلاليون ملف الرئاسة يوم غد، ولم يلتقوا في منتصف الطريق بين الأميرين بندر بن محمد وعبد الرحمن بن مساعد بحيث تتوافق الرؤى وتتلاقح الأفكار حول المرشح القادم للكرسي الأزرق، فإليهم مرشحي الذي لا أجد رئيسا توافقيا أكثر منه .. أعني بذلك سامي الجابر، فهل ثمة من يشاطرني الرأي؟!