عسيرية
تطرقت لموضوع كبير جداً وبحر زاخر لاساحل له ولا نهاية , حث عليه ديننا , ومدح المتصفين به , وتوعد بمن خالف ذلك أو أساء بأخلاقه ,, واختار الله بحمل رسالته منهو ( على خلقٍ عضيم ) , ومن ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ,,
تكلمت عن الموضوع وأتيت على كل جوانبه فلم أجد ماأضيفه إلا بجزئية بسيطة أتمنى أن أوفق بها :
مجازاة الإساءة بالإحسان :
هذه الخصلة داخلة في سمو الأخلاق , بل هي من أعظم سمو ورقي الأخلاق أن ترد إلى من أساء إليك وتجازيه بالإحسان ,, ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ جسنة ,
حينما زار جاره اليهودي الذي كان يسيء إليه ويضع الشوك في طريقه فلما فقدها الرسول علم أن اليهودي مرض فزاره مما كان له بالغ الأثر في إسلام ذلك اليهودي ,,
وأيضاً : تعامله صلى الله عليه وسلم مع مشركي مكة الذين آذوه وآذو أصحابه وعملو شتى الوسائل وأنواع السبل في تحجيم دعوته ووأدها في مهدها , وطردوه وحاربوه وقتلو الكثير من أصحابه وممن قتلو عمه وحبيبه حمزة بن عبدالمطلب , ولكن لما كان فتح مكة وتمكن منهم , كافئهم بـ إذهبو فأنتم الطلقاء ,, صلى الله على نبينا محمد
أيضاً موقف سمعته وأعجبني :
حصل لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه , ذهب إلى السوق ليشتري , وكان واضع دراهمه في عمامته , فلما أراد أن يحاسب ويدفع الثمن وفلّ العمامة لم يجد شيئاً , فأظهر له من كانوا بجانبه تعاطفهم , وبدأو بشن أنواع السب والدعاء على من سرقها ,, ولكن لم يزد رضي الله عنه أن قال : (( اللهم إن كان محتاجٌ لها فبارك له فيها واجعلها تسد حاجته ,, وإن كان آخذها طمعاً واستزاده فاجعلها آخر ذنوبه واغفر له )) الله اكبر ,,
غذائهم القرآن ومنهجهم القرآن وقدوتهم من خلقه القرآن , اللهم صلِ على نبينا محمد واجمعنا به في دار كرامتك وجنتك ,,
0000
عسيرية
لم أطيل إلا إعجاباً بما احتواه موضوعكـ , وما كتبت إلا من جراء تأثير إسلوبك وتسلسل أفكارك ,, أشكركـ وأقدر لك كل هذا , وأسأل الله أن ينفع بما كتبت وأن يكون شاهداً لكـ ,,,
0000000
