ويخلفون فراغاُ..
لن يقدر بشراً على ملئه
وطرقاً مهجوره ..
لا يملائها سوى الحزن ..
يرحلون..!
فـ ترتوي محاجرنا دمعاً
وقلوبنا يأساً بلقائهم ..
ونعلم يقيناً أننا لن نلقاهم مادامت الحياة ..
ليتهم عندما رحلوا ..
أخذوا ماتبقى من أمل ..
الذين لا يأتون .. لا يقترفون غير خطيئة الغياب ..
أما نحن فنقترف خطيئةالحياة دونهم !
ونظل .. غارقين في الحنين ..مبللين بدهشة الانتظار !
مجهول..
محطة ثامنه ..
كنت قد أبرمت مع نفسي اتفاقيّة أن ثمة أشياء كثيرة يجب أن تنتقل من كونها حاضرة إلى مهملة
، أشياء تشبه الدموع .. بعض الرسائل .. (وذكرى قديمه تؤرق ذاكرتي..)
وحيـن انتهـيتُ من كتابة اتفاقيتي المزعومـة لم أذيل الورقـة بتوقـيع بل ببصـمة
حتى لاأدعـي وهي_أي نفسي_ أن التوقيع مزور ..
عشتُ مزهوة بذاتي أني استطعت ردم كل الذكريات وإخماد صيحات الوجع في نفسي ..
أوهَمْتُنِي أن الاتفاقية غسلت كل خربشات الحياة في ذاكرتي فلم يبق سوى البياض .
لم أكن أعي وقتها أن الذكرى عمر .. حياة ..
حتى وإن كانت تراكـمات موجعة قُدْرتُها مسلوبة عـن الفرح ..
كما لم يدر بذهني أن الرغبة في النسيان لن تلعق مرارة الذكريات ..
كنت أظن أني لن أكتب مرة أخرى بقلم ينخر جلد الورق شوقا لصب الحزن في عروقه ..
ولكــــــن..أمل اصبح سراباً..جعلني أتيقن بأن النسيان مستحيل..
!
!
!