لا تلوموا البنغال ولوموا أنفسكم
تتعالى الصيحات وتتوالى الندوات في أرجاء المملكة مطالبة بإخراج البنغال من أنحاء البلاد لكثرة ظلمهم وقسوة جرائمهم والتى وصلت لانتهاك الأعراض واختلاس الأموال وترويج الدعارة بشكل ملموس لا يمكن إنكاره أو تجاهله.
فسوق الأفلام الخليعة، وكروت التشفير الداعرة والتزوير والاحتيال يقوم على معظمة عمالة بنغالية محترفة للجريمة والمناورة !
فلا ريب إذاً والحالة هذه أن تكون المطالبة بإبعاد هذه النوعية من الأيدي العاملة مطلباً معقولاً، وتصرفاً حكيماً لو كان الوزير المختص يغار على أبناء وبنات مجتمعه !
وليس في تسويغ مثل هذه المطالبات نزعة قومية أو نعرة طائفية فمن الممكن أن يصف الشارع الحكيم أهل بلد أو حرفة أو صناعة بصفات لا يفرحون بها, وينزعجون لها من باب النصح لعامة الأمة وتحقيق الصالح العام.
فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهة المشرق وقال الفتنة من ها هنا كما امتدح أهل اليمن ووصفهم بصفاء القلوب ورقة الأفئدة وقال الإيمان يمان والحكمة يمانية!
كما وصف أهل الغنم بالسكينة والوقار ووصف أهل الإبل بالقسوة والغلظة والجفاء وفي الكتاب العزيز قبل ذلك كله {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة97.
إذً فالكلام عن هؤلاء البنغال والتحذير من شرهم وخبث الكثير منهم سائغ شرعاً مبررٌ عقلاً هذه واحدة فاحفظوها.
الثانية: هل البنغال أو غيرهم ممن يؤذينا في أعراضنا وأموالنا هم السبب الوحيد في حصول تلك الجرائم المزعومة؟!
والجواب كلا وألف كلا !!
فمن الذي استقدمهم وفتح لهم محلات بيع الدشوش والأطباق الفضائية أليس هو ابن الوطن نفسه؟
من صاحب العقار؟ من مالك العقار؟ من الذي أجّر العقار أليسوا كلهم أبناء الوطن؟!
من الذي منح لمحلات الدشوش التصاريح لتزاول عملها؟ أليست هي (أمانات المدن؟!) فمن يدير تلك (الأمانات!!) أموطنون أم بنغال؟
من الذي أثار غرائز البنغال وغيرهم بالسماح للقنوات الفضائية ببث كلّ ما لديها من إسفاف ومجون, وشجع النساء على الخروج متبرجات متهتكات إلى الأسواق والحدائق يفتن الكهول قبل الشباب, والمتزوجين قبل العزاب , ثم قال إياكم أيها البنغال أن تختطفوا فتياتنا أو تهتكوا أعراض نسائنا فذلك يغضبنا ويثير حفيظتنا؟
من الذي أدخل البنغال بيوتنا سائقين ومزارعين وطباخين ثم قال الويل لكم لو عاكستم بناتنا أو انتهكتم محارمنا؟!
من الذي علّم البنغال معاكسة الفتيات في الأسواق وملاحقة المراهقات في المراكز التجارية والحدائق العامة أليسوا هم شباب الوطن الغيور؟!لماذا نلوم البنغال على إشاعة الفاحشة وأبناؤنا يزدحمون على محلاتهم ويبتاعون كروت التشفير منهم؟
طالعوا أبناء الوطن في منتديات النت وغرف البالتوك والشات لتروا بأم أعينكم حجم الإسفاف والإغراق في الانحلال لدى شريحة كبيرة منهم!
لقد استقدمنا الملايين من العمالة الوافدة عُزاباً, رقيقي الديانة, ضعيفي التربية ثم أبحناهم بيوتنا ومحلاتنا وائتمناهم على نسائنا وبناتنا في البيوت والأسواق ثم قلنا إياكم إياكم والأعراض!!
إياكم إياكم والأموال ؟!