مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 08/04/2001, 05:05 AM
DrSaud69 DrSaud69 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/01/2001
مشاركات: 522
Lightbulb

(أحبتي أدارة المنتدى هذا الموضوع موجود أيضا في المجلس العام)
أخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عذاب الله للكافرين:

وأما أعداء الله من الكافرين والمعاندين فإن عقاب الله سبحانه وتعالى لهم شيء عظيم كبير.. وإنزال الله سبحانه وتعالى عقوبته بالكافرين والمنافقين من آثار صفات جلاله وعظمته وكبريائه فإنه سبحانه وتعالى هو القهار الجبار شديد العقاب، ذي الطول.

فأول أعداء الله هو إبليس اللعين، طريد الرحمة، الرجيم، وقد كان ما ناله من سخط الله وعذابه عقوبة على تكبره وتعاليه عن أمر خالقه وإلهه سبحانه وتعالى فلما تكبر عن طاعة ربه جل وعلا جاءه الأمر الإلهي: {فأخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين}.

ثم كان مصير ومآل كل من اتبع هذا الشيطان الرجيم أن يناله ما ناله من اللعن والطرد والإبعاد: {قال اخرج منها مذءوماً مدحوراً لمن اتبعك منهم لأملئن جهنم منك ومنهم أجمعين}.

فلما أطاعه أحد ولدي آدم في قتل أخيه كان مآله أن يتحمل إثم نفسه، وإثم كل من اتبعه في قتل مسلم ظلماً وعدواناً . قال صلى الله عليه وسلم: [ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل].

ولما عصى قوم نوح ربهم، وأصروا على كفرهم وعنادهم وشركهم وعباده آلهة مفتراه لم يإذن الله لهم في عبادتها: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرون وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً}.

فلما أصروا على الكفر والشرك كان مآلهم كما قص الله علينا {مما خطيئاتهم اغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً}.

ولما تبعهم في الكفر عاد قوم هود أهلكهم الله بالريح العقيم وجعل إهلاكهم آية لمن بعدهم، وجاءت ثمود فصنعوا مثل ما صنع من سبقهم من أهل الكفر والعناد، فكان مآلهم كمآلهم.

قال تعالى: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً، ومنهم أخذته الصيحة، ومنهم خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.

وقال تعالى في سورة هود بعد ذكره سبحانه لإهلاك الظالمين: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد* يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المرود* واتبعوا في هذا لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود* ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد* وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك، وما زادوهم غير تتبيب* وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

ومن قرأ القرآن كله رأى أن عامة قصصه في ذكر مصارع الغابرين وما فعله سبحانه بالمكذبين والكافرين من العقوبة والنكال والدمار وأنه سبحانه وتعالى اتبع بعضهم بعضاً في الهلاك. قال تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترى كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون}.

هذا مع إخباره سبحانه وتعالى أن له الحمد في الأولى والآخرة على إهلاك الظالمين، وتطهير الأرض منهم. {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.

وأن هؤلاء المكذبين الضالين ليس هناك من بكى عليهم ولا ذرف دمعة من أجلهم {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}.

وقد قال صالح وهو يرى قومه يهلكون: {قال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}.

وقال شعيب وهو يرى عذاب الله يحل بقومه: {قال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين}.

وأما الرب القدير سبحانه وتعالى فإنه أهلكهم ولا يخاف أن يسائله أحد، فإنه الإله المتفرد الذي لا إله غير ولا رب سواه.. قال تعالى عن قوم صالح: {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها}.

والقرآن في معظمه كتاب نذارة وتحذير من عقاب الله جل وعلا مع كونه كذلك كتاب بشارة. قال تعالى: {وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً، وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً}.

وقال تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيما لينذر بأساً شديداً من لدنه!! ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً} الآيات.

وقال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.

أهوال النار والقيامة تنبئك بصفات الله سبحانه وتعالى:

ومن أراد أن يعلم صفات الجلال من الرب العظيم على الحقيقة فليقرأ ما أنزل الله من أوصاف العذاب والنكال وأهوال يوم القيامة، وما خلقه الله وأعده لأعدائه من النكال والعذاب والآلام والخزي والندامة، وليتفكر في هذا وليتعظ، وسيعلم أن من خلق هذا كله وأعده ليعاقب به أعداءه إله قوي قاهر جبار شديد العقاب، أخذه أليم شديد.

قال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً}.

وقال تعالى: {إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً}.

وقال تعالى: {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر}.

وقال تعالى: {إن جهنم كانت مرصاداً للطاغين مآباً لابثين بها أحقاباً لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً جزاءاً وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حساباً وكذبوا بآياتنا كذاباً وكل شيء أحصيناه كتاباً فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً}.

وقال تعالى: {فإذا انشقت السماء فكانت ورده كالدهان فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن}.

وقال تعالى: {فيؤمئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد}. أي لا يعذب أحد أعداءه كما يعذب الله أعداءه، ولا يوثق أحد أعداءه كما يوثق الله أعداءه.

وقال تعالى: {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابي* ولم أدر ما حسابي* يا ليتها كانت القاضية* ما أغنى عن ماليه* هلك عني سلطانية* خذوه فغلوه* ثم الجحيم صلوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه* إنه كان لا يؤمن بالله العظيم* ولا يحض على طعام المسكين* فليس اليوم ههنا حميم* ولا طعام إلا من غسلين* لا يأكله إلا الخاطئون}..

من أجل هذا يخاف المؤمنون ربهم سبحانه وتعالى:

ولما علم العباد المؤمنون أن ربهم سبحانه وتعالى شديد العقاب يأخذ الذنب، ويعاقب بالذنب، وأن عذابه ليس كعذاب المخلوقين، إن المخلوق الذي يقدر على غيره لا يملك أن يعذبه إلا إلى قبض روحه، وأما الرب سبحانه وتعالى فإنه كتب الخلود أبداً في العذاب لأعدائه في أشد ما يعذب به المخلوق وهو النار: {إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى}.

لما علم المؤمنين أن ربهم يؤاخذ بالذنب، ويعاقب العقاب الأليم خافوه أشد الخوف، وباتوا ليلهم وظلوا نهارهم على وجل عظيم وخوف كبير.

وحق لهم ذلك فإن الله سبحانه وتعالى {هو أهل التقوى وأهل المغفرة}.

وتحذير الله عباده من عقوبته لا يختص بالكافرين، بل والمؤمنين لو خالفوا أمره كما قال تبارك وتعالى مخاطباً عباده المؤمنين أن يعصوه ويوالوا أعداءه من الكافرين {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير* قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير* يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد}..

ومعنى {يحذركم الله نفسه} أي يحذركم من نفسه من عقابه وسخطه إذا خالفتم أمره سبحانه وتعالى.

نفعني الله وأياكم بما علمنا وسمعنا وقرأنا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. <br><font size=1 color="#000080" face="tahoma">[عدلت بواسطة DrSaud69 التاريخ:08-04-2001 الساعة: 06:44 PM]</font>
اضافة رد مع اقتباس