(شكرا لكم أيها الكاذبون)
فهد الروقي
هذه المرة ربما لن أفند كثيرا في ذكر الشخوص على اعتبار ان وسمهم على أنوفهم بصفة الكذب قد تدخل صاحبكم في محظور (البهتان) وليس الغيبة فهم قد مارسوا كذبهم على الملأ دون خوف من طائلة العقاب الدنيوي والآخروي ومن الحياء من الناس وهو للمعلومة شعبة من شعب الإيمان والكذب في تعريفه مخالفة الواقع بأي نسبة مئوية وكلما قاربت النسبة من السقف الأعلى كانت مدعاة للانتقاص من صاحبها حتى تصل للدرجة الدنيا المسماة في اللهجة الدارجة ب (البهارات).
اولى وأوضح حالات الكذب القريبة جاءت من هواة التدليس حينما هبوا بتوجيه غريب ومنظم للتقليل من حصول بطل الدوري على بطولته بعد أن عجزوا عن خطأ بشري من الحكم - وهو ان حدث لفرقهم المفضلة يعتبر تحت بند الأخطاء السابقة وإن حدث للهلال والهلال فقط تجن جنونهم ويعتبرونه ناتجاً عن مؤامرة دنيئة والصفة الأخيرة مستوطنة عندهم - وحين قسمت مدرجات الملعب كما يشتهون وعندما طغت المثالية من الطرفين المتنافسين بحثوا عن متنفس يدخلون منه لعواطف الجماهير المصدومة من خسارة اللقب او المتربصة دون ان يكون لها في الأمر ناقة ولا جمل والنوع الأخير تعرفونه جيدا. وحين لم يجدوا شيئا يرضي غرورهم ويكفل زعزعة الاستقرار وهو الهدف الذي ينشدونه استعانوا بالسيد المهيب (كذب) وكان الأخير خير معين حين دلهم بخبث إلى التشكيك في طريقة اختيار بطل الدوري وزعموا - والله حسيبهم - انه فصل ليناسب مقاس الهلال مع ان الهلال نفسه هو الخياط البارع الذي يحول من نتاج دودة القز حلة قشيبة لا يستطيع غيره فعل فعله بل إنهم مارسوا كذبهم على الهواء وعبر الفضاء وفي بعض (المستنقعات) وغمزوا في قناة شرف اتحاد كرة القدم مع ان الواقع يقول إن آلية بطل الدوري مقررة منذ شهر شعبان الماضي في قرار صادر وقبل انطلاق الدوري الممتاز وتم التأكيد عليه قبل الختام. أما الحالة الثانية من حالات الكذب لكنها اقل درجة من سابقتها على خلفية ان السابقة وصلت للدرجة القصوى وشملت طمس الحقيقة كاملة اما الأخرى فاقتصرت على حجب جزء من الواقع وقد جاءت في موضوع احصاء (زوغبي) والذي اظهر البون الشاسع في الفرق بين شعبية الهلال عن بقية الفرق والغريب ان المحتجين كانوا في غالبهم من (الأصفرين) وكلهم حاولوا التقليل منه بل ان بعضهم كشف حجم جهله وحاول تغطيته بالألفاظ النابية والآخرون خلطوا بين الاحصاء والتعداد وتعاملوا مع العينة العشوائية على أنها (منتقاة) أو أنها قليلة وما بين الرأيين عقدة نقص وجهل وبالمناسبة دائما يشككون في كل ما يخص الهلال وانه يملك ايادي خفية في كل القطاعات الداخلية والخارجية وفي ذلك اقرار بمدى نفوذه وهذا يعني انه محبوب بصفة طاغية ولكنهم يلصقون به (الفرية) ويمنعون عنه كثرة العدد فإن كان نفوذه الذي طال حتى أعضاء من (الفيفا) وشركة الاحصاء الامريكية العالمية فهذا يعني انه صاحب شعبية جارفة وهو اقرار منهم وليس من صاحبكم. "رسالة من تحت اي شيء" اذا اراد الهلاليون المحافظة على مكتسباتهم الذي لن تتكرر بسهولة فعليهم المحافظة على الثلاثي (كوزمين وتفاريس والتائب) والبحث عن مهاجم بمواصفات الحسن كيتا (الفنية فقط) وتدعيم الفريق بظهير ايمن من نوعية (الرهيب) وغير ذلك يعتبر انتكاسة على مقررها مواجهة الجماهير الواعية والتي لن تقف مكتوفة الأيدي عن محاسبته فدوري ابطال أبطال اسيا يعتبر بالنسبة لهم (حلماً) لن تتنازل عنه ابدا.
