مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/03/2003, 09:17 AM
كوكو الهلال كوكو الهلال غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 22/03/2002
المكان: في البيت
مشاركات: 123
الشيخ ناصر العمر:الآن يجب أن نهيئ أنفسنا للقيام بما يجب علينا

السلام عليكم
مقال رااااائع حبيت اقله لكم
جعل الله فيه الفائده


لفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور/ناصر بن سليمان العمر
17/1/1424
20/03/2003


لم أستغرب أن تنفذ أمريكا أهدافها، وإنما المستغرب ألا تفعل، وقد أشرت في مقال سابق نشر في موقع الإسلام اليوم إلى أن الحرب هي الاحتمال الأقوى قبل أكثر من ستة أشهر في البيان الذي أصدرته بعنوان:
(ويلٌ للعرب) وذلك أن أمريكا تسعى لأهداف إستراتيجية خلاف المعلن عنها، والذي يسعى لهدف إستراتيجي لايتوقف عن المسير إلى هدفه حتى يتحقق ، ويمكن أن ألخص أهمّ أهداف أمريكا الإستراتيجية بما يلي:
1/ كبح جماح الصحوة الإسلامية، وتقليص جهودها وذلك بالسيطرة على المنطقة التي تنطلق منها.
2/ حماية أمن إسرائيل، والقضاء على أي مقاومة لها وبخاصة الانتفاضة.
3/ أهداف اقتصادية من أبرزها منابع النفط في الخليج، وعلى الأخص في العراق.
4/ تفرد أمريكا بالسيادة، وإخضاع العراق ليسهل لها إخضاع بقية دول المنطقة بشكل أكبر مما هو موجود حالياً. لتكون أداة طيعة في تنفيذ أهدافها الحاضرة والمستقبلة.

وتحقيق هذه الأهداف والخطة الإستراتيجية لايمكن أن يتحقق إلا بالحرب، أمّا الأهداف المعلنة كالقضاء على أسلحة العراق، فليست إلا أكذوبة ثبت بطلانها وكذب مُدّعِيها.
ومن هنا فإني أرى أن المعركة القادمة أشدُّ شراسة، وأطول أمداً، مما هو واقعٌ الآن في أرض العراق، ولذلك لابد أن تكون الأمّة على مستوى المسؤولية، وأن تعد الوسائل المكافئة لمنع أمريكا من تحقيق أهدافها أو استراتيجيتها، ولنحذر من أن نجرَّ لاستنفاد قوانا وإمكانياتنا ومقدّراتنا، نتيجةَ تخييل العدو أن المعركة أيام أو شهور فقط.
بل لابد من السير وفق خططٍ مدروسة، كما خطط يوسف عليه السلام، باستعداده في سنوات الرخاء لسنوات الشدة، ولو لا فضل الله ورحمته وفتحه بتلك الخطّة بعيدة الأمد، والتي رسمها يوسف -عليه السلام- عندما عبر الرؤيا، ونفذها عندما أصبح عزيزاً لمصر، لانتهى محصول الرخاء قبل انتهاء سنوات الشدة، ولذلك فلابد من مراقبة الأحداث بحذر، وإعداد خطة استراتيجية تكون مكافئةً لخطط الأعداء .
هذا بالنسبة لما يتعلق بأهداف أمريكا واستراتيجيتها والأسباب التي دفعتعها لشن عدوانها.
أما ما يتعلق بالواجب الشرعي المنوط بنا الآن فيجب أ ن نهيئ أنفسنا للقيام بما يجب علينا شرعاً تجاه إخواننا في العراق والكويت في جميع الجوانب، وكافة المجالات، كلٌ حسب طاقته واستطاعته.
ولكنني أرى أن نتريث قليلاً حتى تتضح الأمور بشكلٍ أكبر، خوفاً من أن نستنفذ إمكاناتنا قبل بدء المعركة الحقيقية التي توعد بها بوش.
وبخاصة أن إخواننا في العراق وفي غيرها لديهم الإمكانات للصمود في الأيام الأولى-وأسأل الله أن يستمر صمودهم إلى نهاية المعركة- فأقول إن حاجتهم ستكون في الأيام القادمة أشد منها هذه الأيام، وبخاصة بعد أن تدخل المعركة مسارها الذي توعَّد به بوش وحلفاؤه.
ولهذا فيجب أن تكون الأمّة على أُهْبَة الاستعداد للقيام بما أوجب الله عليها، مع وجوب الأخذ بالحكمة، وبعد النظر، وعدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة، والبعد عن الاجتهادات الفردية، التي قد يكون ضررها أكثر من نفعها.
وليعلم إخوتنا في أرض العراق أن الدم الدم، والهدم الهدم، فمأساتهم مأساتنا، ومصيبتهم مصيبتنا، وأننا معهم في خندق واحد، فالعدوان لايفرق بيننا وبينهم، بل نحن مستهدفون جميعاً، وليطمئنوا وليعلموا بأن إخوانهم لن يتخلوا عنهم بإذن الله عاجلاً وآجلاً.
وأقول بهذه المناسبة إنني متفائل من هزيمة العدو على المدى البعيد، حتى وإن حقق بعض الانتصارات على المدى القريب، ولا شك أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الرئيس أو الأول لتخليص الأمة مما هي فيه، بعد أن تتوافر أسبابه وتزول موانعه، إذا كان في سبيل إعلاء كلمة الله كما قال الله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وقوله (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ) وهذه سنة الله في الأمم الماضية كما قال وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وما يجب علينا فوراً البدء بالدعاء والقنوات، وإشاعة روح التفاؤل في الأمة، وحسن الظن بالله جل وعلا، والثقة به، والأخذ بالأسباب الشرعية والمادية والعقلية التي تؤدي إلى تحقيق النصر.
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، ويذل أعداء الدين، ونحن على ثقة بأن العاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين
اضافة رد مع اقتباس