مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 21/03/2003, 06:36 PM
البحار المحب البحار المحب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/01/2002
المكان: أرض الكنانه ..
مشاركات: 7,005
مصر.. 150 مصابا بـ"انتفاضة التحرير"

القاهرة - حمدي الحسيني - إسلام أون لاين.نت/ 20-3-2003



طلاب الجامعة الأمريكية قادوا المظاهرات

انتفض الشارع المصري الخميس 20-3-2003 في مظاهرة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأحداث المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتفجر الوضع في العراق.

وقاد طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة أكثر من 20 ألف متظاهر مصري تجمعوا بميدان التحرير بوسط المدينة، وحاولوا اقتحام السفارة الأمريكية أكثر من مرة وإنزال العلم الأمريكي، غير أن قوات الأمن المصرية هاجمتهم قبل الاقتراب من السفارة؛ مما أدى إلى وقوع العشرات من المصابين بين هؤلاء الطلاب. وكان لطلاب الجامعة الأمريكية النصيب الأكبر من تلك الإصابات.

وكانت أبرز الشعارات التي رددها المتظاهرون طوال اليوم جديدة ومبتكرة، منها: "يا حكومات عربية جبانة.. إما مقاومة وإما خيانة"، و"ساكت.. ساكت.. ساكت ليه منتش عربي ولا إيه"، "من اليسار لليمين مش هنسيبك يا فلسطين".

أما السيدات فقد رددن شعار "حي.. حي على الفلاح الستات طالبة السلاح".

وشارك في المظاهرة العديد من المفكرين المصريين والعرب، منهم الشاعر الفلسطيني "مريد البرغوثي" الذي قال: "إنها المرة الأولى التي يخرج فيها الشعب المصري بعفوية من عقود طويلة بهذا الحجم وهذه الكثافة. إنها هي حقيقة المصريين الأحرار، وهكذا عهدنا بأرض النيل الطيبة التجاوب مع كل ما يهدد أمتنا العربية".

كما شارك في المظاهرة العديد من الشخصيات الأجنبية، بينهم أمريكيون.

"انصرنا على أمريكا"

وطاف المتظاهرون بميدان التحرير في قوافل جماعية، مرددين دعاء "اللهم انصرنا على أمريكا، وعلى أعوان أمريكا، وعملاء أمريكا.. اللهم انتقم لنا من بوش وأبيه".

وتلاشت الفوارق الحزبية والمذهبية في ذروة المظاهرة التي أغلقت الشوارع الرئيسية في قلب العاصمة، وحولتها إلى مدينة مغلقة أمام السيارات؛ لتعطل المرور الذي أصيب بالشلل التام منذ الواحدة ظهرا حتى دخول الليل.

ورفض المتظاهرون مغادرة المكان رغم حلول المساء، ولم يتوقفوا عن الهتاف والتنديد بالعدوان الغاشم. وكان الهدف الرئيسي للمتظاهرين اقتحام السفارة الأمريكية، ومحاولة إنزال العلم الأمريكي، وطرد السفير، ولكن هذه النقطة كانت بمثابة خط أحمر يفجر الاشتباكات مع قوات الأمن المتواجدة بكثافة.

وقرر نحو 150 طالبا من الدارسين بالجامعة الأمريكية الخروج من الميدان، متوجهين إلى مقر السفارة المجاور، واستمروا في الهتاف والتحرك، ووجه لهم الأمن تحذيرا بالتوقف وعدم الاقتراب، لكن الطلاب استمروا في التقدم من البوابات الخاصة بالسفارة.

وكانت النتيجة إصابة 10 منهم بسبب هجوم قوات الأمن المركزي بالعصي الغليظة على أجسادهم، وسقط 10 على الأرض مصابين بجروح مختلفة، ونقلوا إلى مستشفى القصر العيني لتلقي الإسعافات السريعة؛ حيث تم احتجاز بعضهم بالمستشفى.

ولم تتوقف حركة المتظاهرين نحو السفارة، وكلما أغلق الأمن أمامهم شارع تحولوا إلى آخر، محاولين تكرار الاقتحام على فترات متباعدة، وفي كل مرة كانت قوات الأمن تهجم عليهم بالعصي وخراطيم المياه.

واللافت في المظاهرة أن أبطالها من الشباب والطلاب، بينما توارى الكبار والموظفون حفاظا على لقمة العيش وتجنبا للبطش.

من ناحية أخرى قامت طالبات من الجامعة الأمريكية بكتابة شعارات على أرض الميدان باللون الأحمر، منها "تسقط أمريكا وإسرائيل"، و"يسقط الإرهابي بوش"، و"تعيش الانتفاضة في مصر وفلسطين".

ولم يقتصر الأمر على طلاب الجامعات، ولكن خرج تلاميذ العديد من المدارس ليس فقط في القاهرة، ولكن أيضا في المحافظات الإقليمية.

وردد هؤلاء التلاميذ الذين خرجوا بعفوية من مدارسهم هتافات معادية للولايات المتحدة الأمريكية والرئيس جورج بوش.

قطع العلاقات

في الوقت نفسه أصدر بعض رموز العمل الحزبي والسياسي بيانا طالبوا فيه الحكومة المصرية بإعلان رفضها للحرب الأمريكية، ومطالبة الإدارة الأمريكية بوقف الأعمال العسكرية، كما طالبوا بقطع كافة أشكال العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة.

ونفى ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري ما تردد بشأن دعوة الرئيس حسني مبارك لاجتماع عاجل مع رؤساء الأحزاب السياسية المصرية.

وقال: إننا لم نتلقَّ أي دعوة حتى مساء الخميس، ولم نطلب دعوة بهذا الشكل؛ لأنها ليست ذات جدوى، واكتفينا بعقد اجتماع تنسيقي بين كافة الأحزاب والقوى الوطنية.

وأضاف "أصدرنا بيانا، وسوف نستمر في التعاون والتظاهر الجمعة 21-3-2003 حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا بقطع العلاقات مع كل من أمريكا وإسرائيل".

وقال داود لـ"إسلام أون لاين.نت": "يجب إلغاء معاهدة كامب ديفيد فورا بدون تردد؛ لأن إسرائيل اعتدت وحرضت أمريكا ضد العراق، وتمارس كل يوم الإرهاب والقتل ضد الشعب الفلسطيني، وتمتلك ترسانة أسلحة نووية محظورة تهدد الأمن القومي المصري".

وأكد داود أن "الموقف الرسمي المصري لم يرقَ إلى مستوى الحدث، ويكفي أن الشعوب العربية انتفضت ودعمت مصر أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، ويجب على مصر أن تقدم العون للجيش العراقي في مقاومة العدوان الأمريكي".

ضد الضمير الإنساني

من ناحيتها أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بيانا وصفت فيه الحرب الأمريكية بأنها جريمة ضد الضمير الإنساني وضد العدل والحرية والمساواة، وأعلنت المنظمة تضامنها مع الشعب العراقي، وطالبت بإصلاح الخلل الدولي الناتج عن العدوان.

كما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا شجبت فيه العدوان، واعتبرته خارجا عن كل الأعراف والشرائع والأديان رغم تعاون العراق الكامل مع الأمم المتحدة.

وطالب البيان الشعوب والحكومات الإسلامية بأن "تكون في مقدمة المدافعين عن العراق؛ لأن الدور في العدوان حتما سوف يأتي على باقي الدول العربية والإسلامية".

أما حمدين صباحي عضو مجلس الشعب أحد أبرز الوجوه التي حركت الجماهير.. فيرى أن ارتفاع عدد المصابين إلى 150 طالبا ومتظاهرا أمر خطير للغاية، وقال: ومع ذلك فإننا مستمرون في التظاهر وعدم مغادرة الميدان مهما كانت الظروف.

وأضاف أن المحتجين يرفضون ترك الميدان، وسنظل معهم حتى لو استدعى الأمر المبيت في الميدان حتى نتوجه غدا للأزهر، وسوف نعود بالمصلين إلى الميدان مرة أخرى.

وقال صباحي: إن انتفاضة المصريين تثبت أنه شعب مبدع ومتحضر، وكان يمكن الاعتصام والاحتجاج واقتحام السفارة الأمريكية بدون أي صدام مع أجهزة الأمن؛ لأننا جميعا في قارب واحد، والخطر الأمريكي على الأبواب.
اضافة رد مع اقتباس