من المباريات القليلة التي انتظرتها ورتبت جدولي لمتابعتها وتركت الكثير من الالتزامات لمن أجلها ولكني تمنيت في آخر الأمر لو أنني لم أعرها هذا الاهتمام، وأن يكون حجم التفاؤل في نطاقه المعقول.

استطاع الليث الأبيض هذا المساء أن يبث الرعب في نفوس الجماهير الهلالية مع كل هجمة منظمة يشنها لاعبوه ، فكم من مرة في هذه المباراة وضعت الجماهير أيديها على قلوبها وهي تشاهد الهجوم الشبابي المنظم ينقض على المنطقة الهلالية التي يفترض أن يكون اقتحامها صعب المنال وقد كان فيما مضى حمى مستعصيا على عتاة المهاجمين، أما الليلة فبات حمى مستباحا لأنصاف المهاجمين يسرحون فيه ويمرحون.

كم تمنيت أن الليث استطاع أن يطلق رصاصة الرحمة هذا المساء حتى لا ننتظر الانتظار المر ويأتي أشباه اللاعبين ليخنقوا شخصية الزعيم أمام الاتحاد الجريح المتحفز صاحب الدافع لتحقيق الإنجاز.
ما الذي يجعلنا نتفاءل على الأقل بأداء مقنع لأن الفوز والخسارة أمران واردان في كل الأحوال لكن أن تخسر في ظل مستوى مقبول مختلف كليا عن خسارة يصاحبها التخاذل والتهاون والتخبط وتذويب شخصية الفريق!
من سيجلب الفرح؟
لا تلوح في الأفق بارقة أمل والفريق يفرط في النقاط تلو النقاط بعد أن كان يحصلها بالحظ أحيانا وباجتهادات فردية لبعض المخلصين أحيانا!
ثلاث مباريات متوالية فقد الفريق خلالها ست نقاط كانت كفيلة لو تحققت بتحقيق البطولة قبل نهايتها.
على الجمهور العاشق للزعيم أن يهيء نفسه لخسارة جديدة في موقعة الأحد وألا يندب حظه كثيرا على فقدان البطولة.
هكذا تبدو الأمور وفق معطيات إمكانات اللاعبين وحماستهم وتواضع مستويات بعضهم إلى الحد الذي يفتقدون فيه لأدنى ما يحتاجه لاعب الكرة ولنا في المرشدي والعنقري والزوري خير مثال.

لست متشائما ولكن الأمور واضحة لكل ذي نظر ففريق عجز عن مهاجمة الاتفاق والشباب سيجد صعوبة بالغة في الاقتراب من حصون الاتحاد على أرضه وبين جمهوره.