مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 01/04/2008, 01:01 AM
السلفية منهجى السلفية منهجى غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 30/12/2007
مشاركات: 840
¨°o.O (السيرة الذاتية للامام / يزيد بن معاوية ::رضى الله عنه ) O.o°¨



بسم الله الرحمن الرحيم
يزيد بن معاوية في مجلس العدلِ والإنصــاف
المقدمةإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مُضِلَ لهُ،ومن يُضلل فلا هادي له،وأَشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأَشهدُ أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} "آل عمران 102 " . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} "النساء 1" . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} "الأحزاب 70-71"
أما بعد:
فإن خيرَ الكلام كلام الله،وخير الهُدى هديُ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم،وشَرُ الأمورِ مُحْدَثَاتُها،وكلَّ مُحدَثةٍ بدعة،وكل بدعةٍ ضلالة،وكل ضلالةٍ في النار. وبعد، فإن الله تعالى امتدح هذه الأمة بكونها وسط في الحكم والشهادة: ** وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ } الآيـة .. ،والله عز وجل قد أمر بأننا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدلِ في قوله تعالى: ** وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ } "النساء 58"، فالعدل العدل؛لا نغلو نغلو،ولا نجفو نجفو،وإن كان بيننا وبينه مُشاحنات فلا يجعلنا هذا بأن نظلم ونفتري؛بل نحكم بالقسط والعدل،فالله تعالى يقول: ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } "المائدة 80" . والله حذرنا حين الشهادة والحكم بأن نظلم ونميل لمن نُحب ولو كان ذا قربى،يقول سبحانه عز وجل: ** وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } "الأنعام 152" . يقول الشيخ د/ ناصر العمر في كتابه الوسطية: "وقفت متأملاً لآيتي المائدة والأنعام،فوجدت أن كلاً منهما تأمر بالعدل وهو طريق الوسط؛ولكن كل آية اختصت بمعنى ليس في الأخرى،فآية المائدة تنهى عن الحيف والجور في حق العدّو،وأن عداوته وبغضه لا يجوز أن يكون حائلاً دون العدل في حقه،شهادة أو حكماً،فهي تنهى عن الإفراط والغلو بالنسبة لصدور الحكم ضده،وعن التفريط والجفاء بالنسبة لحفظ حقوقه وما يجب له. أما آية الأنعام فإنها تُحذر من الميل والإفراط في حقّ القريب،مما يكون سبباً لعدم ثبوت الحق عليه،وهنا غلو منهي عنه،كما تنهى عن التفريط في حق خصمه بسبب القرابة،فإن عدم أداء الشهادة مُحاباة للقريب فيه تفريط في حق الخصم وضياع للحقوق. ومن هنا فإن هاتين الآيتين بمجموعهما ترسمان خط الوسطية،وتُرشدان إليه،وتُحذران من الحيف والميل سواءً أكان إفراطاً أو تفريطاً. وقد يؤدي بغض العدّو بما ليس عليه،ويُحكم للقريب بما ليس له،وكل هذا خروج عن العدل،ومن الظلم الذي لا يرضاه الله أبداً. أما آية النساء-ستأتي-فإنها جمعت بين المعنيين كما هو واضح من سياقها،وتفسير الطبري لها،وإن كانت لمعنى ما في سورة الأنعام أقرب منها لما في سورة المائدة". ويعني بالآية التي في سورة النساء قوله تعالى: ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} "النساء 135". يقول الإمام الطبري في قوله: ** فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ}: "فلا تتبعوا أهواء أنفسكم في الميل في شهاداتكم إذا قمتم بها؛ولكن قوموا فيه بالقسط،وأدّوا الشهادة على ما أمركم الله بأدائها بالعدل لمن شهدتم عليه وله". ونؤكد على أن أمتنا هي أمة الوسط بأمر الله،يقول العلامة عبدالرحمن السعدي في رسـالة القواعد الحسان لتفسير القرآن: "القاعدة(24) : وبالجملة ف كل شيء بين خلقين ذميمين،تفريط وإفراط،وقال: ** وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} "البقرة 143". ونحن أمة الوسط،أمة العدل،تطلب الحق،وتقول الحق،وتموت في سبيل الحق. نحن أمة نعرف الرجال بالحقِ؛ولا نعرف الحق بالرجالِ. ومن هؤلاء الذين لم يحاكموا بالعدلِ؛بل صدرت فيه أحكام متناقضة-وإن كان من أهل السنة كثير عدلوا في ذلك-أحد حكام بني أمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله ورضي الله عن أبيه وجده،فبينما حكمت الرافضة وغلت جداً في يزيد بتكفيره ولعنه ورميه قذفاً وبهتاناً بكلِ أمرٍ قبيح وشفيع؛بينما النواصب قد أفرطوا وغلو في تزكيته إلى درجة رفعة منزلة أعلى من بعض الصحابة وممن صاحب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من آل بيته كعلي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام؛وغلو في سب آل البيت عليهم السلام وناصبوهم العداء؛في حين ناصبوا الرافضة الصحابة وخلفاء بني أمية العداء،وهذا خلل كبير في منهجية الرافضة والناصبة؛وما هكذا يا سعد تورد الإبل. وبين هؤلاء وأولئك وَقَفَ أهلُ السنةِ موقف العدل،ومعرفة الرجال بالحق،والحكم على الظواهر؛أما البواطن فأمرها إلى الله،لا العكس. ولذلك سنقف –بإذن الله- في مجلس الإنصاف مع يزيد بن معاوية،بعيداً عن الهوى ** فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ}،لا غلو ولا إفراط كالنواصب والرافضة؛بل هذه شهاداتنا وسيسألنا الله عنها. وسنبدأ بكلمات عن يزيد،ثم ندرج مع الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني والترجمة الحافلة،ثم مع القصص وقفات كموقفة من مقتل الحسين عليه السلام،وقصة إباحة المدينة،وقصة إحراق الكعبة في عهد يزيد ومناقشتها نقاشاً علمياً؛لا للعواطف والأقصوصات الضعيفة ضغطاً في الشهادة التي أسأل الله أن يغفر لي بها في دفاع عن مُسلم مظلوم. نقف في مجلس العدل والإنصاف، نُحاكمه بالعدلِ؛ بعيداً عن الهوى، وما سبق من منهجية الوسطية هي حادينا نسأل الله الإعانة والإخلاص،ونسأل الله أن يوفقنا للحق،وأن يشرح صدورنا له.

حياته وخلافته ومبايعة المسلمين له


لما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،ولي عمر مكانه على أحد أرباع الشام أخاه معاوية بن أبي سفيان وذلك لأن الشام كانت أربعة أرباع: الربع الواحد ربعُ فلسطين:وهو بيتُ المقدس إلى نهر الأردن الذي يُقال له الشريعة. والربع الثاني:ربعُ الأردُن وهو من الشريعة إلى نواحي عجلون إلى أعمال دمشق. والربع الثالث:دمشق. والربع الرابع:حمص،وكانت سيْسُ وأرض الشمال من أعمال حمص. وبقي معاوية أميراً على ذلك،وكان حلماً كريماً رضي الله عنه،إلى أن قُتلَ عُمر،ثم أقرهُ عثمان بن عفان رضي الله عنه على إمارته وضم إليه سائر الشام،فصار نائباً على الشامِ كله. وفي خلافة عثمان ولد لمعاوية ولدٌ سماه يزيد باسم أخيه،ويزيد الذي ولِدَ في خلافة عثمان هو من تولى الملك بعد أبيه معاوية "وذلك سنة 60 وبقي حتى عام 64" ^1^ وكان سبب تولية معاوية ابنه يزيد الحكم الفتن التي تلاحقت يتلو بعضها بعضاً،وكان من الصعوبة أن يلتقي المسلمون على خليفة واحد،خاصة والقيادات المتكافئة في الإمكاناتِ قد يَضْرِبُ بعضها بعضاً،فتقع الفتن والملاحم بين المسلمين مرةً ثانية،ولا يعلم مدى ذلك بعد إلا الله تعالى. ورأى معاوية أن ابنه يزيد قد تمرسَ بالسلطةِ،وخبر أساليبها،ومارسَ جوانب من مسئولياتها،وعرفَ فُنونَها وطَرائقُها،وقادَ الجيوش،وحاصرَ العدو،وعرفَ نكايته وأسليبه وطرائقه،؛وكان هذا كافياً عند معاوية رضي الله عنه لأن يقع اختياره على ابنه يزيد؛وكانت هذه القناعة واضحة في خط معاوية السياسي كله. ولهذا قال لعبدالله بن عمر فيما يخاطبه به: "إني خفت أن أذر الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راع" ولقد صدق الواقع حدس معاوية وظنه،فبعد هلاك يزيد بن معاوية ماذا كان الأمر؟العراق والحجاز لعبدالله بن الزبير،والشام لعبدالملك بن مروان.ووقعت دماء وسالت أنهاراً حتى انتصر عبدالملك بن مروان على خصمه عبدالله ن الزبير. يقول ابن كثير المؤرخ رحمه الله: "فلما مات الحسين قوي أمر يزيد بن معاوية،ورأى أنه لذلك أهلٌ،وذلك من شدة محبة الوالد لولده،ولما كان يتوسم ه من النجابة الدنيوية،وسيما أن أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك،والقيام بأبهته،وكان ظنه أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في هذا المعنى" ^2^ . وأما الصحابة فكان دورهم كما قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن علية،حدثني صخر بن جويرية عن نافع،قال: "أما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله،وإني سمعت رسول الله لى الله عليه وسلم يقول: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة،يقال هذه غدرة فلان ،وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله،أن يتابع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته)) ^3^ فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر،فيكون الفيصل بيني وبينه". ودخل ابن عمر على ابن مطيع يعظه ويذكره ببيعته ليزيد بعد أن نزعها ونقضها وأراد خلعه. قال ابن مطيع:مرحباً بأبي عبدالرحمن،ضعوا له وسادة. فقال:إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نزع يداً من طاعة فإنه أتي يوم القيامة لا حجة له،ومن مات مفارقا الجماعة فإنه يموت موتة جاهلية)) ^4^ . وأما آل بيت النبوة فقد جاء عن جعفر الباقر رحمة الله تعالى قوله: "لم يخرج أحد من آل بيت أبي طالب ولا من عبدالمطلب أيام الحرة" ^5^ . ولما قدم مسلم بن عقبة أكرمه وأدنى مجلسه وأعطاه كتاب أمان. ثم إن يزيداً أمر بحملِ الطعام إلى أهلِ المدينة وأفاض عليهم بالأعطيةِ،وهذا خلاف ما ذكره الروافض من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم،وأنه أنشد شعر ابن الزِّبعري لما أوتي برأسِ الحسين بن علي رضي الله عنه وأمه وأبيه: لما بدت تلك الحمولُ وأشرقت ..... تلك الرؤوسُ على رُبا جيرون نعق الغُـــــــــــــــــــراب فقلت نُــــح ..... فلقد قضيتُ من النبي ديونـي أو من الحسين ديوني. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هذا كذب،ومن قال ذلك فهو كافرٌ كاذبٌ مفتر،وديوان الشعر الذي يعزى إليه عامته كذب،وأعداء الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام،ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر كقولهم أنه أنشد: ليت أشيــاخ ببدرٍ شــــــــهدوا ..... جذع الخزرج من وقعِ الأسل قد قتلنا الكبش من أقرانهم ..... وعدلنــــــــــــــــــــــاه ببدرٍ فاعتدل وأنه تمثل بها ليالي الحرة. وهذا الشعر لعبدالله الزِّبعري ^6^ أنشده عام أُحد لما قتل المشركون حمزة،وكان كافراً ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه،وقال أبياتاً يذكر فيها توبته فلا يجوز أن يُغل في يزيد ولا غيره؛بل لا يجوز أن يتكلم في أحد إلا بعلمٍ وعدل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ^1^ يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية،والبداية والنهاية 8/232. ^2^ البداية والنهاية 8/232. ^3^ رواه مسلم 3/1360 والترمذي 4/144 من حديث صخر بن جورية وقال حسن صحيح،وفي لفظ آخر عند أحمد والطيالسي عن أنس ((إن لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه)) راجع الجامع الصغير 2/228. ^4^ رواه أحمد 2/111. ^5^ الحرة هي:حرة واقم بظاهر المدينة،وكانت الواقعة التي نقلها أكثر المؤرخين سنة ثلاثٍ وستين وكان قائدها مسلم بن عقبة وهو الذي قالوا عنه إنَّه استباح المدينة ثلاثة أيام يقتل فيها أهلها وأسرف جنده في السلب والنهب؛وللأسف فإن أكثر من نقلوا روايتي حريق الكعبة واستباحة المدينة،نقلوا عن رواية إخباري تالف كذاب وهو لوط بن يحيى [أبو مخنف] وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم كما قال ابن عدي ف الكامل وتركه أبو حاتم،وقال ابن معين:ليس ثقة.وقال عنه عبدالمنعم ماجد:إنَّه من الشيعة المتحمسين. ^6^ عبدالله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي الشاعر،أمه عاتكة بنت عبدالله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح،كان من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بلسانه ونفسه،وكان من أشعر الناس وأبلغهم.يقولون:إنه أشعر قريش قاطبة.قال محمد بن سلام:كان بمكة شعراء،فأبدعهم عراً عبدالله بن الزبعري.قال الزبير:كذلك يقول رواة قريش:إنه كان أشعرهم في الجاهلية.ثم أسلم وحسن إسلامه،واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه ولم،فقبل عذره ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد: ومن قوله بعد إسلامه للنبي عليه السلام معتذراً: يا رســول المليك إن لساني ..... راتق فأفتقت إذ أنا "بور" إذْ أجاري الشيطان في سنن الغي ..... أنا في ذاك خاسر مبثور يشهد السمع والفؤاد بما قلـ ..... ت ونفس الشهيد وهي الخبير إن ما جئتنا به حق صدق ..... سـاطع نوره مضيء منيــر جئتنا باليقين والصدق والبـدر ..... وفي الصدق واليقين السرور أَذهبَ الله ضلَّه الجهل عنـا ..... وأتانا الرضاء والميســور والبور:الضال الهالك،وهو لفظ للواحد والجمع. الاستيعاب لابن عبدالبر 1/901 وسيرة ابن هشام 4/39. ----------
مقتل الحسين وانقســام أهل العراق فيه
ومع هذا فيزيد لم يأمر بقتل الحسين،ولا حمل رأسه إلى بين يديه،ولا نكت بالقضيب ثناياه ^1^ بل الذي جرى منه هو عبيدالله بن زياد كما ثبت في صحيح البخاري،ولا طيف برأسه في الدنيا،ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه * ،فأشار أهل العلم والنُصح بأن لا يقبل منهم،فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل،فرجع أكثرهم عن كتبهم،حتى قُتل ابن عمه،ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلوماً شهيداً أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين. ثم إنه لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبدالله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية ^2^ فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم،فقال ابن مطيع: إن يزيدَ يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب. فقال لهم:ما رأيت ما تذكرون،وقد حضرته وأقمت عنده فرأته مواظباً على الصلاة،متحرياً للخير،يسأل عن الفقه،ملازماً للسنة. فقالوا:فإن ذلك كان منه تصنعاً لك. فقال:وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع؟أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟فلئن أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه،وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا:إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه. فقال:لهم:أبى الله ذلك على أهل الشهادة،فقال: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} ^3^ ولست من أمركم في شيء. قالوا:فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نوليك أمرنا. قال:ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً. قالوا:فقد قاتلت مع أبيك. قال:جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالوا:مر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا. قال:لو أمرتهما قاتلت. قالوا:قم معنا مقاماً تحض الناس فيه على القتال. قال:سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه،إذاً ما نصحت لله في عباده. قالوا:إذاً نُكرهك. قال:آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق. وخرج إلى مكة.^4^ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد كان بالعراق طائفتان: طائفة النواصب تبغض علياً وتشتمه،وكان منهم الحجاج بن يوسف الثقفي. وطائفة من الشيعة تظهر موالاة أهل البيت منهم المختار بن أبي عبيد الثقفي. وقد ثبت في صحيح مسلم ^5^ عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في ثقيف كذاب ومبير)) فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي،والمبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي. وكان المختار أظهر أولاً التشيع والانتصار للحسين،حتى قتل الأمير الذي أمر بقتل الحسين وأحضر رأسه إليه،ونكت بالقضيب على ثناياه:عبيدالله بن زياد. ثم أظهر أنه يوحى إليه،وأن جبريل يأتيه حتى بعث ابن الزبير أخاه مصعباً فقتله،وقتل خلقاً من أصحابه. ثم جاء عبدالملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير. فصار النواصب والروافض يوم عاشوراء حزبين،هؤلاء يتخذونه يوم مأتم وندب ونياحة،وهؤلاء يتخذونه يوم عيد وفرح وسرور ** . وكل ذلك بدعة وضلالة،وقد ثبت في الصحيح ^6^ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)). وأما فريق الندب والنياحة فيتخذون من حديث الإمام أحمد الضعيف حجة ف ذلك،عن فاطمة بنت الحسين،عن أبيها الحسين،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها)) ^7^ . فدل هذا الحديث الذي رواه الحسين على أن المصيبة إذا ذكرت وإن قدم عهدُها فالسنة أن يسترجع فيها،وإذا كانت السنة الاسترجاع عند حدوث العهد بها فمع تقدم العهد أولى وأحرى.وقد قتل غير واحدٍ من الأنبياء والصحابة والصالحين مظلوماً شهيداً،وليس في دين المسلمين أن يجعل ومن قتل أحدهم مأتم.وكذلك اتخاذه عيداً بدعةٌ وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء والاكتحال،وصلاة يوم عاشوراء،مثل ما يروى: مَن وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته،فقد قال أحمد بن حنبل فيه:لا أل لهذا الحديث.وكذلك طبخ طعام جديد فيه الحبوب أو غيرها،أو ادخار حم الأضحية حتى يطبخ به يوم عاشوراء،كل هذا من بدع النواصب،كما أن الأول من بدع الروافض^8^ . وأهل الســـــــنة في الإسلام،كأهل الإسلام في الأديان يتولون أصحـاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته،ويعرفون حقوق الصحابة،وحقوق القرابة كما أمر الله ورسوله،فإنه صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه في الصحاح من غي وجه أنه قال: ((خيرُ القرون قرني،ثم الذين يلونهم،ثم الذين يلونهم)) ^9^. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ^1^
يقول الغزالي:وأما قتل الحسين فلم يأمر به ولم يرضّ به؛بل ظهر منه التألم لقتله،وذم من قتله،ولم يحمل الرأس إليه إنما حمل إلى ابن زياد. * يراجع للأهمية الكتاب القيم من مصادر الرافضة وإقرار الرافضة بذلك:من قتل الحسين رضي الله عنه؟ للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز. ^2^ محمد بن الحنفية:أحد أبناء علي رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة،ثقة عالم من الثانية،مات بعد الثمانين. تهذيب التهذيب 9/354. كما أن لعلي رضي الله عنه أولاداً كثيرين حاول أهل الرفض إخفاء أسمائهم في كتبهم الحديثية ومجالسهم أمثال:عمر وعثمان،وعمر هذا هو الأكبر أمه الصهباء بنت ربيعة من بني تغلب،روى عن أبيه وعنه أولاده محمد وعبيدالله وعلي وأبي زرعة عمر بن جابر الحضرمي.ذكر الزبير بن بكار:أن عمر بن الخطاب سماه،وقال مصعب كان آخر ولد علي بن أبي طالب يعني وفاة.وقال العجل:ثقة وذكره ابن حبان من الثقات،وقال قتل سنة سبع وستين.وقال خليفة بن خياط في تاريخه 264:قتل مع مصعب أيام المختار.قلت:ذكر الزبيرما يدل على أنه عاش إلى زمن الوليد بن عبدالملك.ذكر غير واحد من أهل التاريخ أن الذي قُتل مع مصعب بن الزبير هو عبدالله بن علي بن أبي طال والله أعلم-تهذيب التهذيب 7/485،وتهذيب الكمال 285،وقال الحافظ في التقريب 1/61 ثقة من التابعين،مات في زمن الوليد وقيل قبل ذلك.وقال عنه البخاري في التاريخ الكبير 6/179 عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرش رأى علياً رضي الله عنه شرب قائماً.وحدث عنه ابنه محمد عن ابنه عن أبيه عن جده:مشى علي رضي الله عنه في نعل. هذا مما ذكرته كتب السنة عن أولاد علي رضي الله عنه،وأما كتب الشيعة فقد ذكرت أكثر من ذلك،ذكرت أنه ولد لعل أولاد فسماهم بأبي بكر وعمر وعثمان وعباس وبتسمية علي أولاده بهذه الأسماء يكون أول رجل من بني هاشم يسمها وكذلك للحسن والحسين أبناء بأسماء أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وإن أول من قتل معه في العراق أو بكر وعمر وعثمان.راجع:اليعقوبي في تاريخه،المفيدي في الإرشاد،الأربلي في كشف الغمة،باقر المجلسي في حياة القلوب،والطبرسي في أعلام البراء،والمسعودي في مروج الذهب،والأصول المهمة في معرفة الأئمة للمفيدي. ^3^ الزخرف 43. ^4^ البداية والنهاية 8/233. ^5^ رواه أحمد 2/87 ومسلم 4/1972. ** وقد جمع أحد طلبة العلم في دار إحياء تُراث آل البيت رسالة نافعة بعنوان:يوم عاشوراء بين مراسم العزاء ومراسم الفرح. ^6^ مسلم 1/99 والنسائي 4/19. ^7^ هذا الحديث رواه أحمد وابن ماجة 1/510 يقول البوصيري في الزوائد:في إسناده ضعف لضعف هشام بن زياد.وقد اختلف الشيخ هل هو روى الموضوعات عن الثقات.وقال الحافظ في التقريب 2/318 هشام بن زياد بن أبي يزيد،وهو هشام بن أبي هشام أو المقدام،ويقال أيضاً له هشام أبي الوليد المدني،متروك من السادسة.وقال الهيثمي:هشام ن زياد متروك راجع الضعيفة 2/212.وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين 324 قال النسائي وغيره:متروك. ^8^ يقول ابن القيم في كتابه المنار المنيف:وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين وقابلهم الآخرون فاتخذوه يوم تألم وحزنٍ والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة.وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرأوا كتاب مصرع الحسين رضي الله عنه فمن الجهالات والأضحوكات لا يفتقر في إبطالها إلى دليل حسبنا الله ونعم الوكيل. ^9^ رواه البخاري 5/3 ومسلم 4/1963،1964.
فتــــــــــــــــــــــــــــــوى الغزالي أورد الدكتور صلاح الدين المنجد في تحقيقه على رسالة يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص33 [الملحق الثاني] نص فتوى الغزالي نقلناها بتصرف كما هي لفائدتها: "سُئل عمن يُصرّح بلعن يزيد هل يحكم بفسقه أم هل يكون ذلك مرخصاً له فيه؟وهل كان مُريداً قتل الحسين رضي الله عنه أم كان قصده الدفع؟وهل يسوغ الترحم عليه،أم السكوت عنهُ أفضل؟تنعم بإزالة الاشتباه مُثاباً. فأجـــــــــــــــاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً،ومن لعن مسلماً فهو الملعون،وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((المسلم ليس باللعان)) ^1^ وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم،وقد ورد النهي عن ذلك،وحُرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم. ويزيد ح إسلامه وما صح قتله الحسين رضي الله عنه،ولا أمر به،ولا رضيه:والحق أنه لا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يظن ذلك به فإن إساءة الظن المسلم حرام،وقد قال تعالى: {واجتبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} ^2^ ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم من المسلم دمهُ ومالهُ وعرضهُ،وأن يظن بهِ ظن السوء)). ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه أو رضي به فينبغ أن يعلم به غاية الحمق،فإن من كان من الأكابر والوزراء والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله،ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك وإن كان الذي قد قتل جواره وزمانه وهو يُشاهدهُ؛فكيف لو كان في بلد بعيد وزمن قديم قد انقضى؟!!فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربع مئة سنة في مكان بعيد؟!! وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تعلم حقيقته أصلاً.وإذا لم يعرف واجب إحسان الظن بكل مسلم أمكن إحسان الظنّ به. ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر.والقتل ليس بكفر،وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة،والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته،فكيف لو تاب عن قتل؟ولم نعرف أن قاتل الحسين رضي الله عنه مات قبل التوبة: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} ^3^ فإذاً لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين،ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى،ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع؛بل لو لم لعن إبليس طول عمره لا يقال له يوم القيامة:لم لم تلعن إبليس؟ويقال للاعن:لم لعنت،ومن أين عرفت أنه مطرود ملعون؟والملعون هو العيد من الله عز وجل،وذلك غيبٌ لا يعرف إلا فيمن مات كافراً،فإن ذلك علم بالشرع. وأما الترحم عليه فجائز؛بل مُستحب؛بل داخل في قولنا في كل صلاة:اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات،فإنه كان مؤمناً،والله أعلم. كتبه الغزالي ----------
*روابط لما ذكر في قائمة هوامش مقتل الحسين وموقف يزيد: * يراجع للأهمية الكتاب القيم من مصادر الرافضة وإقرار الرافضة بذلك:من قتل الحسين رضي الله عنه؟ للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز. http://www.albrhan.com/arabic/books/hussain_kill/ ** وقد جمع أحد طلبة العلم في دار إحياء تُراث آل البيت رسالة نافعة بعنوان:يوم عاشوراء بين مراسم العزاء ومراسم الفرح. http://www.albrhan.com/arabic/mqal/ashoraday.html __________________ العلامة محمد كـرد علي يقول العلامة محمد كرد علي-رحمه الله- : " ..... ولو نظرنا بعض ما قاله في يزيد بن معاوية [أي المسعودي] مما لا يؤيده التاريخ لشهدنا أنه خَدَمَ التَشيع خِدْمَةً ناقَضَ فيها ثقات أصحاب الأخبار". كنوز الأجداد ص108 المؤرخ ابن كثير يقول الحافظ ابن كثير-رحمه الله- : " ... وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم زيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها.وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه والله أعلم" البداية والنهاية 8/226 يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني-حفظه الله- مُعلقاً على قول الحافظ ابن كثير هذا: "فهذا مما يدل على أن أي أحد لا يملك دليلاً صحيحاً في ذمه إلا هذه الراويات الموضوعة والضعيفة والمقطوعة؛فالأصل إذن التوقف في الذم حتى يثبت لدينا شيءٌ منها صحيح.فالترحم إذن جائز كما قال الغزالي في فتاواه لأنه من المسلمين والله عز وجل أعلم." قال ابن كثير رحمه الله:روى عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) * وحديثاً آخر في الوضوء:عن ابنه خالد وعبدالملك بن مروان،وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة.وه العليا،وقال:له أحاديث. البداية والنهاية 8/226. ــــــــــ * رواه مسلم 2/719،1524.__________________ بشـارة النبي صلى الله عليه وسلم للجيش الذي يغزو قسطنطينة روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)). _________________ * وتمامه عن أم حرام بنت ملحان،عند البخاري 4/51 سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا.قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال:أنت فيهم.،ثم قال النبي صلى الله عليه ولم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم.فقلتُ:أنا منهم؟ فقال:لا. )) وذلك أنها ماتت في الركوب الأول مع معاوية بن أبي سفيان ودفنت هناك أي في قبرص الآن وقبرها معروف.ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا.وهذا من أعظم دلائل النبوة. آثـــــــار في يزيد ن معاوية · وعن عمرو بن قيس،سمع يزيد يقول على المنبر: "إن الله لا يؤاخذ عامةً بخاصةٍ إلا أن يظهرَ مُنكرٌ فلا يُغير،فيؤاخذ الكل" وقيل: قام إليه ابن همَّام فقال:آجرك الله يا أمير المؤمنين على الرَّزيَّة،وبارك الله في العطية،وأعانك على الرعية،فقد رزئت عظيماً،وأعطيت جزيلاً،فاصبر واشكر،فقد أصبحت ترعى الأمة،والله يرعاك. سير أعلام النبلاء 4/37. · بعد وفاة أبيه[أي دفنه] أتى الناس لصلاة الظهر،فخرج وقد تغسل ولبس ثياباً نقية،فصلى وجلسَ على المنبرِ،وخطبَ فقال:إن أبي كان يغريكم البحر،ولست حاملكم في البحر،وإنه كان يشتيكم بأرض الروم فلست أشتى المسلمين في أرض العدو،وكان يخرج العطاء أثلاثاً وإني أجمعه لكم،فافترقوا يثنون عليه. سير أعلام النبلاء 4/37 · قال الذهبي:له هناته حسنة،وهي غزو القسطنطينية،وكان أمير ذلك الجيش،وفيهم مثلُ أبي أيوب الأنصاري.سير أعلام النبلاء 4/36. · شَبّاك بن عائذ القبسي:حدثنا عمرو الحزور الجريري عن نهيك بن عمرو القيسي قال:وفدنا إلى يزيد بن معاوية وقد حزب له رواق بالري فنادى مناديه:أين وفد أهل البصرة؟وقد أمر لكم أمير المؤمنين بكذا وأمر لكم بكذا،قال بعضنا لبعض:ما نراه إلا قاعد يشرب،فجاءت ريح فرفعت طرف الرواق فإذا هو قاعد يقرأ المصحف.حدثنا معاوية عن شَبّاك. التاريخ الكبير 4/270. أول من خدم الكعبة ويُقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني. الأمصار التي فتحت في زمنه · فتح المغرب الأقصى – على يد الأمير عقبة بن نافع. · وفتح سلم بن زياد بخارى وخوارزم. نهر باسمه في جبل قاسيون وإليه ينسب [نهر يزيد] في دمشق،وكان نهراً صغيراً يسقي ضفتين فوسعه فنسب إليه. سلالة يزيد · في تاريخ المانوزي الجزء السادس من نسخة مصنفه أن ليزيد هذا سلالة باقية إلى الآن في جهة تازونت بسوس المغرب الأقصى،يعرفون ببني يزيد،ويقدر عددهم بمئتي أسرة،انتقل أسلافهم من الأندلس لما اضمحل ملك بني عمهم بني مروان في القرن الرابع الهجري،وفيهم بقية من العلماء،ولهم مكتبة من أعظم الخزائن العلمية في السوس. الأعــــلام 8/189. أولاد يزيد وعددهم وأمهاتهم 1/ فمنهم معاوية بن يزيد كنى أبا ليلى،وهو الذي قال فيه الشاعر: إني أرى فتنة قد حان أولها ..... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا 2/ وخالد بن يزيد يكنى أبا هاشم كان يقال أنه أصاب علم الكيمياء. 3/ وأبو سفيان وأمهما أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس ،وقد تزوجها مروان بن الحكم،وهي التي يقول فيها الشاعر: أنعمي أم خالد ..... ربَّ ساعٍ كقاعد 4/ وعبدالعزيز بن يزيد ويقال له الأسوار،وكان من أرمى العرب،وأمه أم كلثوم بنت عبدالله عامر،وهو الذي يقول فيه الشاعر: زعمَ الناسُ أنَّ خيرَ قريشٍ ..... كلهُم حين يذكرون الأساورُ 5/ وعبدالله الأصغر. 6/ وأبو بكر. 7/ وعتبة. 8/ وعبدالرحمن. 9/ والربيع. 10/ ومحمد،لأمهات أود شتى. 11/ ويزيد. 12/ وحرب. 13/ وعمر. 14/ وعثمان. فهؤلاء أربعة عشر ذكراً,وكان له من البنات: 15/ وعاتكة. 16/ ورملة. 17/ وأم عبدالرحمن. 18/ وأم يزيد. 19/ وأم محمد فهؤلاء خمس بنات. آخر مــا تكلم بــه قال عبدالرحمن بن أبي مدعور: حدثني بعض أهل العلم قال:آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية:اللهم لا تؤاخذن بما لم أحبه،ولم أرده،واحكم بيني وبين عبيدالله بن زياد. نقـش خاتم يزيد وكان نقش خاتمه **آمنت بالله العظيم} البداية والنهاية 8/136. من سمي من العلمـاء والحكام بيزيد بن معاوية وبعض أحاديثهم ولولا فضل يزيد،وعلمه،وقوته،وحبُ الناس له،لما سمي به أحد؛ولكننا نرى خلاف ذلك،في حين أن الرافضة شوهوا صورته بسبب البغض الشديد،والنواصب بسبب الحب الشديد لجائتنا سيرة الرجل بصفاء ونقاء.. ولكن تلك الأحداث الجسام كانت هي الوقت المناسب لرواج الإشاعات في الأمصار البعيدة عن يزيد،وإلا أهل الشام يعرفون ليزيد قدره وفضله. · يزيد بن معاوية البَكّائي:يُعدُ من الكوفيين،حدث عن حُذيفة بن اليمُان رضي الله عنه. · يزيد بن معاوية النخعي صاحب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: حضر غزوة (بلنجر) وقاتل الترك والخزر. يقول الزركلي:وقرأتُ في هامش على "باب الموعظة ساعة بعد ساعة" من صحيح البخاري،في مخطوطة قديمة عندي،ما نصه:يزيد بن معاوية يمني كوفي،قاله أبو ذر رحمه الله،وقال أبو محمد المنذري في حواشيه على كتاب ابن طاهر:يزيد بن معاوية تابعي نخعي من أصحاب ابن مسعود،قُتِلَ غازياً بفارس. ومن أقواله: "إن الدنيا جُعِلت قليلاً،ولم يبقى منها إلا قليل من قليل". · يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (25-64هـ) : · يزيد بن معاوية،أبو شيبة الكوفي.
خُـــــلاصة البحث إنَّ المؤمن الحق يعرفُ جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي ومعاوية أو بين يزيد والحسين أو فيما بين الذين جاؤوا من بعدهم إنما العبد يُسألُ عما قدم لنفسه وأخر؛فالعبدُ التقي الخفي لا ينشغلُ بذنوبِ العبادِ وينسى نفسه،كما قال صلى الله عليه وسلم: ((يبصر القذاة في عين أخيه وينسى جذع النخلة في عينه)) . فتلك أمة د خلت كما قال ربنا: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} . ولكن هل يوجد علاج لمن خُتِمَ على قلبِهِ وسمعِهِ وبصرِهِ غِشاوة وأظلم الله طريقهُ ومسلكهُ فهو لا يبصر ولا يفقه الآيـات الباهرات. نسأل الله الهداية والقلب السليم ونحمده على كل حال. وصلاته وسلامه على نبيه وصفوة خلقه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. كَتَبَهُ لكم محمد بن إبراهيم الشيباني منتديات شبكة الدفاع عن السنة سنتبع هذه المواضيع ببحثٍ نفيس للدكتور حمد بن محمد العرينان –وفقه الله- الأستاذ المساعد بقسم التاريخ –كلية الآداب- جامعة الملك عبدالعزيز بجدة .. والذي نُشِرَ بمجلة كُليةِ الآداب سنة 77/1987م .. والذي حَرَرَ الروايات ودقق فيها لحادثتين وقعتا في عَهْدِ يزيد وهي إباحة المدينة وحريق الكعبة .. أما مَقْتَلُ الحُسين فموقف يزيد منها واضح جداً ولذلك اكتفى الدكتور بهاتين الواقعتين. وقبل نشر رســـالة الدكتور حمد سندون كلمة الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني على رسـالة الدكتور،وقبلها سننشر كلاماً نفيساً في مصادر حادثة استباحة المدينة ودرجة الوثوق بها من كلام الدكتور علي بن محمد الصلابي حفظه الله.. ويوجد رسـالة-أشارنا إليها-قيمة للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز-نفع الله به الإسلام والمسلمين عنون لها بـ(ـمن قتل الحسين رضي الله عنه؟) فأرى أهمية الرجوع لها في هذه المسألة. http://www.albrhan.com/arabic/books/hussain_kill/ *قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله عن الرافضة : (إنهم شر من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج ) مجموع الفتاوي ( 28 / 482). اللهُ اكبر وسبحان الله والحمدُ لله ولاحول ولا قوة الا بالله

يتبع ان شاء الله