مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #66  
قديم 14/03/2008, 11:20 PM
مشجع من كوكب آخر مشجع من كوكب آخر غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: 18/09/2007
مشاركات: 75
الله يمدكم بالعافية ..

يا إخوان مسألة الأغاني فيها خلاف طويل بين العلماء قديماً و حديثاً ، أرجو من الإخوان سواء من يرون الحرمة

أو الإباحة ، أن يقبلوا الآخر ، و لا يتعصبوا لرأيهم ، و يكون لديهم مرونة في التعامل مع إخوانهم في مثل هذه

المسائل الاجتهادية ، و الذي أراه أنه لم يرد دليل صريح يحرم الغناء أو المعازف ، و من يرى التحريم يستدل بآية

و حديث في صحيح البخاري ، أما الآية فهي قول الله تعالى : ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل

الله بغير علم و يتخذها هزواً ، أولئك لهم عذاب مهين)) و أما الحديث فهو ما ورد في صحيح البخاري :

((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف ...)) ، أما غير هذين فلا أعلم

لهم حجة إلا أن تكون موضوعة كحديث : (( يصب في أذنه الآنك )) أو كحديث : ((الغناء ينبت النفاق

في القلب...)) ، أو قول بعضهم : الغنا بريد الزنى ، أو قولهم : حب الكتاب و حب ألحان الغنا * في قلب

عبدٍ ليس يجتمعان ، وكلها باستثناء الآية إما أن تكون أحاديث لا تصح ، أو من كلام العلماء ، كابن

القيم ، وسفيان الثوري ، وغيرهم ..

أما الآية فلا حجة لهم فيها ، لأنهم قالوا أن ابن مسعود أقسم أنه الغناء ، فعلى هذا يكون تقدير الكلام :

((ومن الناس من يغني ليضل عن سبيل الله )) فيتبين لنا أن التحريم لأجل الإضلال ، و ليس لأجل الغناء

، وكذلك كل كلام يراد به الإضلال عن سبيل الله فهو حرام ، و كذلك لو قلنا ((ومن الناس من يقرأ

القرآن ليضل عن سبيل الله)) فإن فعله حرام

ليس لأنه يقرأ القرآن ، و إنما لأنه يضل به عن سبيل الله ، كأن يقرأ القرآن عند رجل يصلي ، و يريد بذلك إشغاله عن

صلاته ، و قد ورد أن هذه الآية نزلت في كفار قريش إذ كانوا يرسلون الجواري يغنين عند النبي صلى الله عليه و سلم

و هو يصلي عند الكعبة لإضلاله عن صلاته ، فيتبين لنا سبب التحريم ، وهو أنه للإضلال عن سبيل الله .

أما حديث : ((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف )) فلا يصح الاستدلال به ، ولاتقوم

به حجة ، لأن فيه ست علل ، و نحن نعلم أن علة واحدة ، تكفي لأن نرد الحديث ، و لا نأخذ به ، و هي :

أولاً : الحديث معلّق ، و لا معنى لقولهم أن البخاري جزم به ، إذ لا فرق بين معلقات البخاري و غيره ، فيلزم من ذلك

أن نأخذ بكل معلقات البخاري ، و نحن نعلم أن منها ما هو ضعيف .

ثم إن قول بعضهم : ربما أن البخاري تورّع عن أن يقول : ((حدثنا)) لأنه ربما أخذه من شيخه في غير مجلس علم ،

فنقول : و ربما ليس لأجل ذلك ، فما دام الأمر احتمالاً ، فلا حاجة لنا بأخذه .

ثانياً : هشام بن عمار ليس بثقة !! ، جرحه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (إمام أهل السنة و الجماعة) ، فقال فيه :

((خفيف طيّاش ، لا تصح الصلاة خلفه)) وهذا يكفي في انتقاص ثقته .

ثالثاً : هشام بن عمار ضعيف الحفظ ، يقول عنه الإمام الذهبي : ضعيف الحفظ ، كان يحفظ بالتلقين .

و يقول هو عن نفسه : (( حدثني فلان أني حدثته عن فلان ))

رابعاً : لفظة ( الحر ) و هو الزنى ، و قيل الفرج ، لم ترد إطلاقاً في القرآن و لا في السنة إلا في هذا الحديث ، إذاً

فهي ليست لغة القرآن ، و لا لغة النبي صلى الله عليه و سلم . إذ لم يرد في القرآن أو السنة إلا لفظي (الزنى - البغي)

خامساً : لفظة ( يستحلون ) تدل على أن هذه الأمور كانت محرمة ، و كلها محرمة بأدلة سابقة ، إلا المعازف ، أين

دليل تحريمها قبل هذا الحديث ؟؟

سادساً : أن الكاساني (من تلاميذ البخاري) ، قد أورد هذا الحديث موصولاً (ليس معلقاً) و لكن بلفظ : ((يستحلون

الخزّ و الحرير و الخمر )) بدون لفظ ( المعازف ) .

و هذه تكفي لرد هذا الحديث ، فالإسلام ليس عدواً للأصوات الجميلة ، و لكن العلماء حرموا الأغاني بأسرها لما رأوا

فيها من النشوة المصاحبة للطرب ، و خشية منهم لوقوع المحاذير ، فحرموها سداً للذرائع ، و لكنهم اجتهدوا في ذلك

اجتهاداً في غير محله ، فأعطوها حرمة أكبر من حرمة الأمر الذي حرموها خشية الوقوع فيه !!!!!

و هذا كله لا يبرر التحريم بلادليل صريح ، كما لا يبرر المحاولات اليائسة لرفع بعض الآثار الواهية ، و محاولة

الاحتجاج بها ، فلا يحل لأحد كائناً من كان ، أن يحرم شيئاً لم يحرمه الله تعالى ، بحجة صد الناس عن الوقوع في

المحرم ، ، و الله تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
اضافة رد مع اقتباس