رأي - كوزمين وما تحت القميص
عادل العيسى

ليلة السبت خرج الهلال كما لم يخرج قبلاً عزيمة غير طبيعية على الفوز أخفت الاتفاق، الذي توقعت شخصياً أن يكون فارس تلك الليلة، فاز الهلال، وظهر اللقاء وكأنه يُلعب من طرف واحد، فكل مكامن الخطورة في الفريق الاتفاقي تم إخفاؤهم بشكل كامل، ولاعبو الهلال كانوا على الموعد في تطبيق جميع أدوارهم الدفاعية والهجومية، فظهروا بشكل الفريق المتكامل الذي تستحيل هزيمته.
قبل اللقاء نادت أصوات كثيرة مطالبة بإبعاد السيد كوزمين عن تدريب الهلال، على رغم أن الحُكم على مدرب يحتاج إلى تجربة على المدى الطويل، إلا أن البعض اكتفى بتعادل في الدوري ليطالب بإبعاده، وبعد النهائي اختفت تلك الأصوات، وأظهر كوزمين بما لا يدع مجالاً لشك بأنه الأفضل هذا العام بين مدربي الأندية السعودية، فكوزمين يمتلك قدرة كبيرة جداً على قراءة المباريات وتحليل الفرق المنافسة، ما يظهر الخصم دائماً بصورة فريق عادي لا يهابه «الزعيم»، ويضع الهلال في وضع الفريق المتسيّد على مجريات اللقاء، ما يترك للاعبين الحرية في التصرف في أحداث المباريات واستغلال الفرص، كما أنه تمكّن وبذكاء من دمج الفريق الأولمبي مع الأول ليصعد شباباً للفريق الأول، كان لهم دور كبير في ما وصل إليه الفريق اليوم، ولعل أبرزهم الكلثم والفريدي والزوري والذياب والمؤشر.
وبغض النظر عما سيكون بنهاية الموسم، وما المكتسبات الإضافية التي سيحققها الهلال، إضافة إلى كأس ولي العهد، فعلى إدارة الهلال الإبقاء على كوزمين وما حققه من انسجام بين لاعبي الفئات المختلفة، فالعائد من مدرب بحجم كوزمين هو المزيد من الإنجازات التي ستتحقق إذا ما قدر له الاستمرار مع الهلال.


من النهائي وحوله

- ما خطّه تفاريس تحت القميص الأزرق دليل على أن الهلال يحمل بداخل لاعبيه من الانتماء ما لا يتحقق مع المادة ولا الوعود، الهلال فريق يصنع من كل من يمثله محارباً داخل الملعب لا يعنيه سوى الذهب وإسعاد الجماهير.
- محمد الشلهوب موهبة أكبر بكثير من أن تقرر بين يوم وليلة الانسحاب، فالشلهوب نجم يصنع داخل الملعب شكلاً للفريق لا يتحقق إلا بوجوده، وهو بالتأكيد دعامة أساسية في الهلال والمنتخب، والحفاظ عليه دون أدنى شك مسألة وطنية قبل كل شيء