بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( وما آتـاكـم الـرسـول فـخـذوه ومـا نـهـاكـم عــنـه فـانـتـهــوا )
عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
عليك بجـُـمل الدعاء وجوامعه ، قولي : اللهم إني أسألك من الخير كله
عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله
وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول
أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل. وأسألك مما
سألك به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك مما تعوذ منه محمد صلى الله
عليه وسلم ، وما قضيـْـت من قضاء فاجعل عاقبته رشدا....
جاء في كتاب الوصايا الخالدة: ( والوصية أمانة المـُـوصي ونصيحته ،
والعمل بها أمانة المـُـستوصـَـى وفريضته. واعلم أن من أوصاك فقد هداك ،
ومن هداك فقد أرشدك ، ومن أرشدك فقد دلك ، ومن دلك فقد أوصلك ، ومن
أوصلك فقد مـَـن عليك ، وأحسن كل الإحسان إليك ، والسنة المـُـطهرة مليئة
بالوصايا الخالدة ، والهداية الراشدة وقد اخترنا بعض الوصايا ، وما هي
إلا قطرة من بحر هـُـداه صلوات الله وسلامه عليه.)
الوصية الأولى: وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة - رضي الله عنه -:
قال صلى الله عليه وسلم ( يا أبا هريرة ! كن ورعا تكن أعبد الناس ، وارض
بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب
لنفسك وأهلك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، تكن مؤمنا ، وجاور
من جاورت بإحسان تكن مسلما ، وإياك وكثرة الضحك ، فإن الضحك فساد القلب).
الوصية الثانية : وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي ذر - رضي الله عنه -:
قال صلى الله عليه وسلم ( يا أبا ذر! أتـُـرى أن كثرة المال هو الغنى؟ إنما
الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما
لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يـُـغنيه ما أكـْـثـِـر له في
الدنيا ، وإنما يضر نفسه شـُـحها) ( يا أبا ذر ! إذا صـُـمت من الشهر ثلاثة
أيام فصم ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة) ( يا أبا ذر ! ألا أدلك على
كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله).
الوصية الثالثة : وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء - رضي الله عنه -:
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : أوصاني خليلي : ( أن لا تشرك بالله
شيئا ، وإن قـُـطعت وحـُـرقت ، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا ، فمن تركها
متعمدا برئت منه الذمة ، ولا تشـرب الـخـمر فإنها مفتاح كل شر) ( أوصاني
حبيبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لن أدعهن ما عشت : بصيام ثلاثة أيام من
كل شهر ، وصلاة الضحى ، وبأن لا أنام حتى أوتر).
الوصية الرابعة : وصيته صلى الله عليه وسلم بأصحابه :
( أوصيكم بأصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا
يـُـستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يـُـستشهد ، ألا لا يخـْـلـُـون رجل بامرأة إلا
كان ثالثهما الشيطان ، عليكم بالجماعة ، وإياكم والفـُـرقة ، فإن الشيطان
مع الواحد ، وهو مع الإثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة
، من سـَـرته حسنته ، وساءته سيئته ، فذلكم المؤمن).
الوصية الخامسة : وصيته صلى الله عليه وسلم للناس كافة :
( يأيها الناس ! أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصـِـلوا الأرحام ،
وصلـُـوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ).
( يأيها الناس ! اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة
، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ).
( يأيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ،
وعترتي ، أهل بيتي ).
الوصية السادسة : وصيته صلى الله عليه وسلم بقيام الليل :
( عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقـُـربة إلى الله تعالى
، ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات ، ومـَـطـْـردة للداء من الجسد ).
وبعد ، فهذه بعضا من وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته ، والكتب
مليئة بمثل هذه الوصايا الذهبية ، فمن عمل بها فقد عمل بسنة سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم ، واتبع هـُـداه ، ومن اتبع هـُـداه فقد أحبه ،
ومن أحبه صلى الله عليه وسلم ، فقد أحبه الله تعالى ، ومن أحبه الله تعالى فقد
نال المغفرة والرحمة بنص الآية الكريمة في سورة آل عمران.
هذا و الله أعلم و لله الحمد في السماوات و الأرض . |