مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 22/02/2008, 11:23 PM
مغرم كتابه مغرم كتابه غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 21/05/2006
مشاركات: 239


-2

كنت في الاسبوع ماقبل الماضي في مدينه الرياض .. وصادف ذلك تواجد أحد الاصدقاء الاعزاء بالعاصمه كونه منتقل للعمل هناك .. وكانت فرصه لا يمكن تعويضها " للخروج وتناول العشاء ".

تعشيـنا .. ومن ثم خرجنا بالسياره وتمشّينا ، ومابين هذا وذاك سوالف وضحك وسعه صدر .. إلى أن حصل مالم يخطر على البال ولا الخاطر..!
..
ربما يعرف كثيرين منكم بأن الرياض زحمه 24 ساعه باليوم .. خصوصاً في اوقات الذروه مابعد السابعه مساءاً ، فما بالكم إن كانت هذه الزحمه وسط طريق مزدحم دائماً وأمامك إشاره لا تكاد تراها حيث تقف ..!

حتى المسار الأيمن واقف تماماً ولا يكاد يتحرك . . عندما بادرني صديقي بطلب ليس في مكانه ولا زمانه المناسبين ابداً ، حيث قال :: بالله شف أقرب مسجد أبي دوره المياه ..!

من مظهره يتضح بأن الرجال بالعربي " واصله معه " .. ولكوننا في زحام كما اسلفت فقد أخذ منا الوقت الكثير قبل ان نتجاوز الإشاره ولله الحمد عدّت بسلام.
..
وكوني سبق وأن قرأت عن تعميم وزاره الداخليه حول إقفال المساجد في خارج أوقات الصلاه لدواعي أمنيه .. فقد أشرت لصديقي بإستحاله ان نجد مسجداً مفتوحاً في هذا التوقيت.

ولم يمنع كل ماقلته من إصراره على الوقوف أمام أول مسجد والذي لم يكن ولله الحمد بعيداً عن طريقنا.
..
نزل وماهي إلا لحظات حتى عاد أدراجه مسرعاً .. قلت مداعباً / هاه بشّر .؟ قال : دور غيره الابواب مقفوله ..!
تبسمت شامتاً في وجهه مما ساهم في زياده احتقانه وتورطـه .. قبل أن يبادر بالقول / شف أقرب مكان مافيه أحد ماقدر اصبر أكثر .. !
..
هنا يبدو أن الامور وصلت مداها ، لكننا في وسط الشارع تقريباً .. فمن أين أجلب له مكاناً معزولاً .. لا أحد فيه .؟
..
بعد ان تفاقمت الأمور أكثر .. أشرت عليه بأن اقف امام أحد المطاعم وينزل لدوره المياه بالداخل كي نخلص من هذا الموّال ..
..
المشكله حتى المطاعم زحمه ولا يوجد موقف .. مما اضطرني لإنزاله أمام واجهه المطعم والتقدم كي أجد موقفاً مناسباً.
..
واختفى صاحبي بين الحشود المزدحمه .. قبل ان استرخي بالسياره واستلم جوالي لمطالعه أرشيف الرسائل.
..
مرت دقيقه .. واثنتين وثلاث حتى اصبحت خمس دقائق ، احسست بأنه قد تأخر بعض الشيء ، قبل ان تتبدّد كل شكوكي حال رؤيته مسرعاً بإتجاهي.
..
بادرته بإبتسامه عريضه : نعيـــــــــــــــماً.. !
..
قال أي نعيماً أي بطيخ .. ماسويت شي..! سألته عن السبب قال : المطعم لا يوجد فيه غير المغاسل ..

قلت / إذن ومالذي جعلك تتأخر هكذا .. ؟
..
أجاب بحسرة مضغوطه : عند خروجي صادف ذلك دخول ضابطي المسؤول عني في الدوام .. !! يكمل قائلاً : مدري وش جابه ( كلمه مشفّره ) الوالدين .. :
..
والله العظيم ضحكت كما لم اضحك من قبل حتى ادمعت عيناي من شده غضبه وغيظه .. على الفور قمت بتشغيل السيارة مسرعاً ومتوجهاً إلى مطعم آخر قريب.
..
وليس هناك من ازدحام حيث المطعم الثاني .. قلت ولا أزال ضاحكاً / يالله أنزل.
..
قال : اخشى من النزول ويصادفني مثل المطعم الاول ولا اجد حماماً .. !
..
اضطريت لضرب بوري السياره أكثر من مرة قبل أن ينفجر صديقي .. جاء عامل المطعم مسرعاً وما إن رأيته حتى عادت إلى نوبه هستيريه من الضحك جعلتني اضع رأسي على مقود السياره دون حراك. ..
ورغم الأسى والألم الذي يعانيه صاحبي .. لكن ذلك لم يمنعه من الضحك هو ايضاً ، فمن الطبيعي عند توقفك أمام المطعم أن تُبادر بطلب شيء من المأكولات.
..
إما مشاوي .. أو بيتزا وفطائر ، او حتى سندوتشات .. لكن أن تقف أمام مطعم وتسأل العامل / عندكم حمّام ( اعزكم الله ) .. فهذه سابقه تاريخيه.
..
ما إن اقترب العامل من السياره حتى بادره صديقي ضاحكاً وقائلاً بنفس الوقت : الله يرحم والد والديك .. عندكم حمام .؟
..
ضحك العامل بإستغراب ظناً منه أننا : سكارى أو مجانين ، ولم يطمئن سوى بشرح مبسط من قبل الضحيه عما أصابه.
..
وكان الفرج من الله عز وجل ، حيث اشار العامل إلى انه لا يوجد في المطعم دوره مياه لكنها موجوده في السكن الخاص بالعمال بجوار المطعم ..!
..
وقتها وكأنما عادت الروح تدب في جسد هذا التعيس .. وانطلق كالبرق تماماً نحو المكان الموصوف.
..
ومرة أخرى خمس دقائق تمضي وأنا اقول في نفسي / يالله عسى خير هالمرّة.
..
وخرج صاحبي وهو يشير بعلامه النصر والإبتسامه تعلو محيـّـاه .. بل وزاد على ذلك في طريقه مشيته ، هل سمعتم المطرب خالد عبد الرحمن عندما غنى :


ابي المشية كما اللى طالع من المعركة كسبان

إنه ولا أشك في ذلك يقصد مشية صاحبي بعد خروجه من الحمام .. !

..

واخيراً نصل لنقطه التقاطع /
وشرايكم بسالفه – تقفيل حمامات المسجد في غير اوقات الصلاة ..؟ بالله مهو عيب.
اضافة رد مع اقتباس