مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 06/02/2008, 01:35 PM
alhawey alhawey غير متواجد حالياً
ناقد اجتماعي
تاريخ التسجيل: 05/12/2001
المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
يارب يغارون يــــــــــــــــــارب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


صبحكم/مساكم الله بالخير


قبل سنواتٍ عديدة تخرجت من المرحلة الثانوية بتقدير يؤهلني للالتحاق بإحدى جامعات المملكة العربية السعودية (واعتذر هنا عن استخدام صيغة الجمع)، فتوجهت إلى جامعة الملك سعود بالرياض، ووصلت إلى مقر استقبال الطلاب بعد أن تهت داخل أسوار الجامعة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، وحين دخلت ذلك المقر استقبلني موظف يتجول في القاعة بتكشيرةٍ أليمةٍ وبريحة آباط بغيضة، وقال لي نافخاً :
نسبتك فوق التسعين؟؟
فأجبته وأنا مرتبك: إيه، وشف ملفي
فقال الموظف: طيب خذ النموذج هذا وعبه ثم صف مع الطلاب اللي هناك
فقمت بتعبئة النموذج، وسلمته للموظف، وتم قبولي بكلية الهندسة..


لن أخوض في تفاصيل السنوات التي قضيتها لأحصل على شهادة التخرج، فالخوض فيها سيجعل من الموضوع قصةً تمتد للآلاف من الأسطر الحزينة، لذا سأنتقل إلى الحزن الأخير قصدي إلى الفصل الأخير منها..


قبل أسبوعين من الاختبارات النهائية، قرأت إعلاناً تم توزيعه وتحليته( حَلَت بمعنى جَدَع) في أرجاء متفرقةٍ من الكلية، وكُتب في ذلك الإعلان أنه يجب على الطلبة المتوقع تخرجهم مراجعة مسجل عمادة القسم..


ذهبت إلى الشخص المعني، فقال لي أنه يتوجب عليك عمل كذا وكذا وكذا و... وعشر من الكذات كي تكتمل أوراقك..

إلى الحين تمام ولم اعترض على شيء فقد اعتدنا على كثرة الإجراءات التي ليس لأمها سنع..

المهم ، عندما أخذت التعليمات وهممتُ بالخروج من مكتبه صرخ قائلاً:
وترى حفل تخرجكم الأسبوع الجاي
هنا وقفت ثم استدرت ونظرة إليه باستغراب شديد جداً!! وسألته:
الاسبوع الجاي! ، هذا ؟!!
قال: إيـــــــه
قلت: وشلون تصلحون لنا حفل تخرج وحنا ما بعد تخرجنا؟؟!!
فأجاب إجابةً أفضّل عدم ذكرها لدواعي صحية.


انتهت القصة وتخرجت ولله الحمد والمنة ، والآن لا أحب المرور من أي طريق تظهر على جنباته أسوار تلك الجامعة..


على النقيض جداً


قبل أشهر وفقني الله لحضور دورة تدريبية لمدة 10 أيام في معهدٍ تابع لأحد العواصم الأوربية، واعتبرها أفضل وأروع تجربة علمية قضيتها طوال مشواري التعليمي الذي امتد لأكثر من 17 سنة، والسبب في ذلك لا يعود لجمال أجواء تلك العاصمة أو لروعة حاضرها، وإنما حدث ذلك بسبب السيناريو الذي بدأ جميلاً وانتهى رائعاً..


قبل أيام من انعقاد الدورة ، وصلتني رسالة إلكترونية من منسق المعهد يسألني عن موعد الوصول ويطلب بيانات الرحلة كاملة، و يعرض علي خدماتهم من أجل توفير سكن ملائم وبسعر مخفض، ويرفق لي كماً هائلاً من المعلومات أجد فيها كل ما احتاج معرفته عن هذه الدولة..


وكي لا أطيل عليكم الهرج، سأتجاوز كل القصص الجملية والتي تعكس مدى اهتمام الغرب بالتعليم ومن يطلبه ويسعى إليه، وسأنتقل إلى آخر يوم من أيام الدورة..


في صباح ذلك اليوم أخبرت صديقي المنسق بأني لظروف الطيران والحجوزات لا أستطيع حضور آخر فقرة من البرنامج وإن كنت أتمنى المشاركة فيها، وكانت تلك الفقرة بعنوان " التكريم وتوزيع الشهادات " وتبدأ عند الساعة الثانية بعد الظهر، فتفهم ظرفي وقال لي :

لا تهتم، سنسمح لك بذلك وسنقوم بنقلك إلى المطار في الوقت المناسب..


اتجهت إلى قاعة المحاضرات وجلست مع المشاركين وكان المحاضر يعرض موضوعاً لا يقل أهميةً عن ما سبقه من مواضيع، وحين مضى نصف الوقت توقف المحاضر قائلاً:

أعتذر منكم، سوف نتوقف لمدة 20 دقيقة لتكريم وتوديع زميلكم/عبدالرحمن والذي سيضطر للمغادرة بعد هذه المحاضرة (ولا تسألوني وشلون عرف؟! لأنه كان داخل القاعة في الوقت الذي تكلمت فيه مع المنسق، ولم يخرج منها!!)..


في هذه اللحظات وصل المدير العام للمعهد ويتبعه رجل يحمل آلة تصوير على عنقه، وطُلب مني التوجه إلى منصة القاعة، ثم تحدث المحاضر عن تقيميه لمستوى حضوري وتفاعلي مع المحاضرات وقدم شكره لي، ثم طلب من المدير تقديم شهادة الدورة، فاستلمتها منه وسط تحية من الحضور، وبعدها سألني المحاضر إن كان لدي ما أود قوله في هذه المناسبة، فتحدثت قليلاً ، وبعدها تلقيت تحيةً أخرى ، ثم قال المحاضر:

الآن نأخذ فترة 10 دقائق لتناول القهوة مع زميلكم وتوديعه والتقاط بعض الصور..

انتهت القصة وتراها صدز وما فيها أي مبالغة..

دورة لمدة 10 أيام ألقى في ختامها كل هذا التكريم والحفاوة، في حين حُرمت من الفرحة والتكريم بعد أن قضيت سنوات في رحاب جامعتي الـ (...)

النتيجة، أني ما زلت أتلذذ بالحديث عن تلك الدورة وما صاحبها وأُحس بالامتنان للقائمين عليها، وما زلت أكره الحديث عن السنوات العجاف في تلك الجامعة، بل وأشمئز من ذكرها..

قد يقول قائل، بأن تلك الدورة كانت بمقابل مادي، ولكي أفند هذا الرأي ، سأختم بـ 3 نقاط:

1.الدولة تصرف المليارات على الجامعات السعودية، أين ما نجده مقابلها؟

2.مثل هذه الدورات تعقدها معاهد هنا و في بعض الدول العربية وبمقابل مادي قد يزيد أحياناً عن تلك المبالغ التي يطلبها غيرهم، واسألوا أصحاب التجربة عما يلقونه مقابلها.

3.انتهت تلك الدورة التي أحببتها، والمعهد أخذ أمواله مقابلها، ولكن تواصل المحاضرين فيها لم ينته بعد، وهذا أحدهم لم يتجاهل ذلك السؤال الذي وجهته له حين كنا في زيارة ميدانية، وكان في وقتها لا يملك إجابته:


Dear Mr Abdulrahman

You asked me, when we were at St Pancras Station, about the length of the Channel Tunnel. The link below will take you to a page containing information on the tunnel which, it says, is 50.45 kms long.

I hope enjoyed the ***** Study Course and that you have arrived home safe and sound.

Yours sincerely,




شكراً أستاذي جون، وكم أنا مشتاق بالحيل للجلوس على ذلك الكرسي والاستمتاع بجودة تعليمكم، و التلذذ بروعة اهتمامكم بطلابكم..

أعتذر عن الإطالة، وشكراً لكم سلفاً لعدم مؤاخذتي عن كثير هرجي ..


في أمان الكريم.


- صورة من الموضوع مع التحية لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي وزير التربية والتعليم ، لعلـّهم يغارون من جون ويصيرون أطيب منه في المستقبل القريب، ورأس الهرم هو المسؤول الأول عن قاعه..
اضافة رد مع اقتباس