مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 29/01/2003, 09:52 AM
الهاوي 2002 الهاوي 2002 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 08/03/2002
مشاركات: 930
نكمل الجزء الثاني من اسرة آل مساعد



الصلاة على الأمير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله . في الصورة من اليسار : الامير عبدالله بن مساعد ( شقيق الامير عبدالرحمن) ., محمد بن تركي , الامير مساعد بن عبدالعزيز ( والد الامير عبدالرحمن) , خادم الحرمين الشريفين الملك فهد , الشيخ حمد ال ثاني , الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة .


القلب والشفافية

والدتي , على عكس والدي , لا تستطيع أن تخفي عواطفها ولهفتها حتى لو قسرت نفسها . إذا خرجت من منزل الوالد الى منزلي في الرياض فربما اتصلت لتطمئن الى وصولي بالسلامة . في مفكرتها أرقام مطارات الدنيا فتتصل لتتأكد أن طائرتي حطت بسلام ثم اقلعت بسلام ..

اذا كنت مدينا في دراستي لمخلوق فهو للوالدة . تحملت الكثير من اجلي ومن اجل شقيقي عبدالرحمن .

درسنا معا في احدى المراحل - أنا وأمي . حصلت على الشهادة الثانوية في الرياض . ثم التحقت بجامعة الملك سعود بالرياض . حتى نالت الماجستير في الدراسات التاريخية بتخصص في تاريخ الاشوريين . ربما كانت أكبر طالبة عرفتها المملكة عمرا آنذاك . إن لم تكن أفضل القارئات اللواتي أعرفهن حولي فهي حتما من بين الافضل . كانت في الماضي تقرأ الروايات بكل انواعها ثم بدأت تنتقل الى الكتب الاخرى .

حنونة والدتي فاطمة - بارك الله في عمرها - وصاحبة قلب كبير كما يحب أن تكون كل الامهات . جدها هو تركي النرجس شيخ قبائل العشارة التي هي بطن من بطون قبيلة شمر التي تنتشر في منطقة الجزيرة في سورية .. وكان قد درس في الاستانة باسطنبول واصبح نائبا في البرلمان السوري . واحد اقطاب الكتلة الوطنية في سوريا . والدها هو هاشم بن تركي النرجس الذي توفاه الله في السابعة عشرة من عمره عندما كانت أمي في الشهر الرابع من حمل امها بها . ونشأت في دير الزور شمال شرقي سورية حتى حلت في الرياض يعدما تزوجت والدي .

عزيزة النفس والدتي حماها الله . لكن بلا كبر ومغالاة . مرة قالت لي انها بكت من عزة النفس عندما اعطاها والدي مالا للمرة الاولي ..( الان) .. اضافت ضاحكة ( الان ابكي ان لم يعطني )




جد الامير عبدالرحمن ( من امه ) .. هاشم بن تركي النجرس الملقب بالنشمي



جد والدة الامير عبدالرحن ( وسط الصف الثاني) تركي النجرس شيخ قبائل العشارة النائب في المجلس النيابي السوري مع عدد من رجال الكتلة الوطنية في سوريا



الأمير عبدالله بن مساعد - الشقيق الاكبر للأمير عبدالرحمن - مع ابنه عبدالرحمن .


ميزة أعتقد انها تفصل شقيقي عبدالرحمن عن معظم الاخرين . مزج الموهبة بالواقع والنظر الى الاشياء من زوايا مختلفة دائما يضعه في مرتبة مختلفة عن الشعراء الاخرين . قصيدة ( مردخاي ) .. من القصائد التي تعجبني ... مثلها أيضا (نحس) و (تعاريف) .. وعجب عجاب ..
لكن القصيدة التي اعتز بها هي التي قالها في والدنا وعنوانها : ( أحمد الله عزني بمساعد الحر القطام) .. :

أجد في عبدالرحمن أيضا قدرة متميزة على فرز تفاصيل يمكنه ألا ينتبه اليها أحد ومن ثم صياغتها وتقديمها في قالب يثير الاهتمام . أفكار وصور كثيرة تظل عاديه الى ان يأتي شاعر مثل عبدالرحمن ويقلبها رأسا على عقب ويعرضها على الناس مرفوعها من قدميها .. .

( حتى الكلاب لا تنبح هذه الايام على القافلة) .. يقول عبدالرحن في مقابلة صحافية معلقا على الوضع العربي ( لان القافلة لا تسير !! )

تمنيت على عبدالرحمن في الماضي ان يدرس في كلية مثل كلية الهندسة وان يتخرج مهندسا ويؤسس شركات ويفتح بيتا ثم يستطيع بد ذلك ان يكتب الشعر كما يشاء لكن لدينا في عائلة مساعد بن عبدالعزيز من المهندسين ما يكفي : أخواي يوسف وعبدالحكيم وانا .. من دخل الجامعة وتحرج مهندسا ؟؟ .. الألوف .. من دخل الجامعة وتخرج شاعرا في مستوى عبدالرحمن ؟؟

أقصى ركن في ذاكرتي عن عبدالرحمن مشهد في شقتنا في بيروت أرى نفسي فيه أضربه مرة ويضربني أخرى .. قبل ان نبدأ عراكا أعتقد أنه طال أكثر مما ينبغي فانتبهت والدتنا وجاءتنا مستنكرة . ألا تزالون تذكرون الجملة المعروفة ( ضربني وبكى .. وسبقني واشتكى ) .. هكذا أتذكر عبدالرحمن وهو صغير .. إن ضربته فهو فورا في حضن والدي شاكيا باكيا .. ان ضربني فعلي أن انسى لان الشكوى بلا فائدة ولن ينتصر لي أحد ..
مرة أغريته بشئ أو وعدته بشئ وقلت له انينتظر الى أن تدخل امنا الغرفة وعندها سأطلب منه بصوت مرتفع ان يذهب الى المطبخ ويعود إليّ بكأس ماء .. دخلت الوالدة الغرفة لتفعل شيئا فأرسلته في طلب الماء كما اتفقنا . نظرت بطرف عيني فوجدتها واقفه قبالتي فنصبت ظهري عندما رأيت عبدالرحمن داخلا .. أخذت الكأس منه كما يفعل الملوك . ثم شربت منها شيئا والتفت الى والدتي لأقول لها بعيني اننا حسمنا أمر الزعامة لصالحي وبات شقيقي الصغير يحترمني ويسمع كلامي ويقدرني فإذا بها كانت تنظر في الاتجاه الاخر طوال الوقت . تلك كانت أول مرة يأتي فيها عبدالرحمن بكأس ماء لي .. أعتقد أنها الاخيرة أيضا .





الأمير عبدالرحمن بن مساعد ( يمين) .. مع شقيقه الأمير عبدالله




الأمير عبدالله بن مساعد (يمين) .. وإلى جانبه شقيقه الأمير عبدالرحمن وبينهما ابنة عمهم سارة بنت هذلول بن عبدالعزيز ( شقيقة الاميرة البندري حرم الأمير عبدالرحمن ) - جنيف




الامير عبدالرحمن (يمين) مع شقيقه الامير عبدالله - في أقدم صورة لهما في بيروت


وتقبلوتحياتي

اخوكم المخلص لشبكة الزعيم / الهاوي 2002


منقول