هذا في الواقع ماكانوا يريدونه هم حسب دراساتهم فالأمريكان كانوا يبحثون منذ زمن عن عدو يعطيهم مبررا للحياة، وكما قال أحد مفكريهم مافائدة أمريكا إذا لم يكن هناك اتحاد سوفيتي نعاديه، فقد قدمنا للأمريكان مايريدون وأصبحنا نحن العدو الذي يريدون لكن من المحزن بالنسبة لهم أننا لم نكن العدو التقليدي الذي كانوا يتوقعون ولذا نجحنا بفضل الله في تحويل حياتهم إلى مايشبه الجحيم واستطعنا فتح أبواب جهنم عليهم وقلنا لهم إنكم ستنسون مآسي فييتنام عندما يحاربكم شباب الإسلام من بلاد الحرمين وغيرها..
بعد أن نجحنا في تجاوز المرحلة الأولى وهي مرحلة الاعلان.. أي أن تقوم أمريكا نفسها ومن خلال إعلامها بتقديمنا للعالم على أننا العدو الأول لها..
دخلنا في المرحلة الثانية.. وهي مرحلة المواجهة.. وهنا خططنا لعدد كبير من العمليات داخل أمريكا نفسها وتقرر أن تكون عمليات نوعية وغير متوقعة أبدا، مع تطعيم الحرب ببعض العمليات هنا وهناك .
وكان هدفنا الأول من هذه المرحلة هي أن نقوم بإشعال خطوط التماس بين العالم الإسلامي وبين العالم الغربي بقيادة أمريكا، ونحن ندرك جيدا أن العالم الإسلامي مليء بالطاقات الإبداعية، وندرك أيضا أن العالم الإسلامي المحتل إذا كشفنا له حقيقة الصراع فإنه سيثور وسينتقم من المحتلين وسيكون انتقامه رهيبا، ولذا كانت خطتنا أن نضرب أمريكا في عقر دارها بعمليات متفوقة ومباغتة وكنا ندرك جيدا أن أمريكا لكي تستعيد كرامتها التي داسها المجاهدون سوف تشن حربا شاملة ستحاول في البداية أن تغلفها بأي غلاف لكننا متأكدون تماما أن الغرب عالم صليبي حاقد ستنكشف صليبيته فورا وسيتكشف للعالم الإسلامي حقيقة الغرب الأمريكي وحقيقة حضارته الزائفة القائمة على الظلم والعدوان والتسلط..
وقصدنا أيضا تحقيق هدف آخر لا يقل أهمية وهو أن نكشف للشعوب الإسلامية حقيقة حكوماتها وأنها والغة في العمالة والانحطاط وأنها أصلا مكرسة لخدمة الغرب وليس لخدمة شعوب الإسلام..
فحدثت 11 سبتمبر وحصل ما توقعناه تماما بفضل الله، ولم تخرج الأمور عن السيطرة.. بل تحقق من المكاسب العظيمة بفضل الله مالم نكن نتوقعه..
واستطعنا جر الثور الأمريكي في الوقت الذي حددناه وفي المكان الذي حددنا لنتعامل بشكل أقرب معه على الأرض التي نحسن نحن التحرك فيها وقصدنا من هذا أن نجر الأمريكان إلى حرب إضافية وهي الحرب التقليدية بحيث نستنزف الجيش الأمريكي بحرب عصابات تقليدية زيادة على استنزافه بحرب غير تقليدية ميدانها العالم كله وأمريكا خصوصا لاستهداف كل مصالحها ولا ندع لهم فرصة لالتقاط الأنفاس بل يكون همهم الدائم هو الدفاع وكونك تضع عدوك في موقف المدافع دائما فهذا يعني أنه قضية هزيمته ستصبح مسألة وقت وسينهار حتما في وقت لاحق بعد مدة من التخندق في موقف الدفاع.
عندما ضربنا أمريكا في 11 سبتمبر كنا نتوقع أن عقلية الكاوبوي ستمارس من الظلم مالايطاق، ولذا كنا معها نتعامل معها مثلما يتعامل الماتادور مع الثور، فمصارع الثيران يضرب الثور على رأسه ثم يتحرك بحركة خفيفة تبطل تأثير الثور الهائج في القضاء عليه..
وبعد 11 سبتمبر أرغمت أمريكا كل الأنظمة العربية على التحالف معها ضدنا، وهذا جعلها مشكوفة تماما أمام شعوب المسلمين لتعلم حجم الخيانة التي تقع فيها هذه الأنظمة.. وأنها أصلا مكرسة لحماية الغرب.. لكن تحالف هذه الأنظمة الخائنة لله ورسوله مع الأمريكان كان فيه فائدة مرحلية وهي حماية شعوبها من التغول الأمريكي في المنطقة، فلن يجد الأمريكيون سببا وجيها لإيذاء تلك الشعوب بعد أن تحالف حكامها معها !
بينما المجاهدون سيعملون ضد أمريكا من خلال المجتمعات التي تكره أنظمتها وتكره أمريكا، وستستمر القاعدة في العمل بنظامها الشبحي الغامض الذي يستحيل على أمريكا أن تحسن التعامل معه اللهم إلا بتقويته حيث تشعر أولا تشعر..
ومن هنا اتت بركة الجهاد الذي نخوضه ضد أمريكا، وبدلا من أن نصبح نحن في مواجهة معضلة أمريكا في المنطقة أصبحنا نحن المعضلة الحقيقية للأمريكان..
وأصبح لدينا من مساحة الحركة والقدرة على المناورة ماليس لديهم.. وتوفر لدينا عدد هائل وكبير من أهدافهم الاستراتيجية المشكوفة والتي يعني ضربها استمرار الاستنزاف الدائم لهم عسكريا واقتصاديا..
هذا ليس عبقرية من المجاهدين فقط بقدر ماهو بسبب عاملين :
الأول طبيعة الإسلام نفسه ورصيده الحضاري الهائل وزخمه العقائدي والاجتماعي الذي يواجه الحضارة الأمريكية المتغطرسة بقوة المادة فقط.
والثاني : إدراك المجاهدين لأهمية العالمية في الإسلام واستعلائهم على البعد الوطني القطري وتبعا لذلك تخلص المجاهدون من كل مخلفات المفاهيم القطرية التي شلت كثيرا من الجماعات الإسلامية.. هذه الجماعات التي تدعو للعالمية وهي صادقة نظريا لكنها عمليا وضعت بإرادتها الأغلال القطرية في أعناقها فلم تتقدم قيد أنملة في مشروع الرسالة الحضارية للإسلام أعني مشروع التمكين.
ولذا يمكننا القول بكل جدارة إن مشروع المجاهدين وحال الأمور الذي وصلنا له فيه رد عملي لكل من زعم أن المجاهدين أدخلوا الأمة في معركة ليست متكافئة وأن الأمة لم يكن لديها استعداد أو من يقول إننا لسنا في حالة حرب مع أمريكا، فالحقيقة أن العكس هو الصحيح، فإن التكافؤ ليس أن نحصل على الأسلحة نفسها التي تملكها أمريكا بقدر ما أن التكافؤ هو القدرة على شل قدرة العدو على الحرب وهزيمته بأي وسيلة عسكرية.. ومن يظن بأن التكافؤ هو أن نحصل على الأسلحة نفسها التي تملكها أمريكا فهذا للاسف الشديد لا يملك معيارا صحيحا في الفهم، وإلا فإنه يلزمنا خمسة قرون أخرى لنحصل على نفس القدرات التي تملكها أمريكا وهذا لن يحصل عمليا طالما أن بلاد المسلمين ومقدراتهم محتلة من قبل امريكا،
ولذا فإن مفهومنا في التكافؤ هو ما يحصل حاليا، فأمريكا برغم كل قوتها الهائلة لم تستطع بفضل الله أن تفعل شيئا يقضي على المجاهدين والمجاهدون بحمدالله قد حيدوا تماما كل مصادر قوتها بل على العكس الان فإن مصير الأمريكان كله معلق بنجاحنا في عملياتنا القادمة أما هم فليس بيدهم سوى أن يستمروا في نفس وسائلهم التقليدية للقضاء علينا وقد جربوها واستنفدوها ولم تصنع شيئا بحمد الله بل إنهم في كل يوم يخسرون في هذه الحرب مالا يمكنهم حصره..
ونرى أننا بدفعنا أمريكا إلى الوصول إلى مرحلة المواجهة قد نجحنا بفضل الله وتوفيقه إلى تكريس نظرية الفسطاطين وقد تصرفت الإدارة الأمريكية بالتصرف المنتظر منها فكرست هذه النظرية بشكل واقعي ومثالي للغاية فوق ما كنا نأمل، بل إنها تصرفت بتصرفات أخرى مغرقة في الحماقة أكثر بكثير مما كنا نأمل ونعتقد أن هذا نعمة من الله علينا وعلى المسلمين كون الحضارة الغربية أنتجت لنا أعداء متخلفين مثل بوش ورامسفيلد حتى أنهم تصرفوا بطريقة يستحي فرعون أن يتصرف بمثلها..
إن الفائدة الكبرى علينا من تحقيق نظرية الفسطاطين واقعا تتمثل في إرغام الادارة الأمريكية على أن تتعامل معنا مباشرة فتقوم هي بنفسها بنزع مشروعية الدول الكرتونية القائمة، فكون أمريكا تتدخل مباشرة في أوضاع العالم الإسلامي وتقوم بتكبيل قدرات الحكام على التصرف أو بدفعهم للتصرف وفق الإملاءات الأمريكية بما يلغي قدرتهم على اتخاذ القرار هو الوضع المثالي الذي نطمح له منذ زمن، فعندما تنحصر المواجهة الفعلية بيننا وبين الأمريكيين تسقط نهائيا أهمية الحكومات العربية والإسلامية العميلة.
هذا الوضع ينزع أوراق التوت عن عورات الحكام ويكشف الصراع على حقيقته ويوضح للشعوب الإسلامية أن كل أوهام السيادة والوطنية إنما هي أكاذيب خدعوا بها زمنا طويلا، فكون الأمريكان يقومون مباشرة بقصف سيارة أخينا أبي علي الحارثي رحمه الله يجعل الناس تتساءل أي قيمة لحكومة علي عبدالله صالح ؟ ومافائدة هذه الحكومة أصلا إذا كان الأمريكان سيتجاوزونها بهذه السهولة ؟.. أما إذا كانت متواطئة مع الامريكان وهذا ما ثبت في قصف سيارة أبي علي رحمه الله فهذا أشد وأنكى ويدخلهم في خانة أعداء الأمة بدون جدل.
وكون الأمريكان يعزلون ثلث مساحة الكويت تجعل الناس تتساءل ما معنى أن يكون للكويت حكومة ؟؟
إن تصرفات الحكومة الأمريكية وتدخلها المباشر في بلاد المسلمين هو في النهاية الوضع الذي كان يجب أن يكون واضحا من البداية لان الوضع الذي ساد العالم الإسلامي في السنوات الماضية كان تزييفا للحقائق وإظهارا للأمور على غير حقيقتها فأمريكا كانت تحكم العالم الإسلامي من خلال الوسطاء الذين هم الحكام أما الان فقد دفعنا أمريكا دفعا لكشف الحقيقة وأنها في الواقع هي التي تحكم بلاد الإسلام مباشرة بدون مواربة وخداع.
وبهذه الطريقة فقط سيقتنع كل شخص مخلص أن كل ما يقال حول العمل لرفع الظلم عن المسلمين من خلال القنوات السياسية مجرد هراء وشقشقات مجانين وأن الأنظمة العربية ليست عاجزة فحسب بل هي تابعة لأمريكا ومتآمرة معها وتنفذ برامجها وبذلك يزول الأمل تماما بحل قضايا المسلمين حلا سلميا أو سياسيا بل يزول الأمل بشكل نهائي في التعامل مع القضايا من خلال الأنظمة أو من خلال قنواتها وألا حل إلا باستخدام القوة بغض النظر عن مفهوم القوة.. أي لا حل سوى بالجهاد..
نعتقد أننا نجحنا في عزل الحكومات والأنظمة العربية عن شعوبها عندما جردناها من شرعيتها عمليا حيث فرضنا على الأمريكان أن يتجاوزوها ويتعاملوا معنا مباشرة..
هذا أدخلنا في المرحلة الثالثة من مراحل الحرب وهي مرحلة العزل.. بحيث نقوم بعزل الادارة الأمريكية عن شعبها وعن حلفائها وعن العالم قبل أن نقضي عليها والواقع أننا يجب أن نعترف بأننا لم نكن نتصور كيف يمكننا أن نصل للمرحلة هذه في ظل الحرب الشرسة التي تشن علينا.. لكن ما ذكرناه سابقا عن توفر شروط الغباء السياسي في حكومة بوش أعطانا الجواب حينما بدأت هذه الادارة تحشد العالم خلفها لحرب العراق..
قلنا إن بوش يتصرف بطريقة يستحي منها فرعون ونعني بذلك أن هذا الرجل وصل للوضع الذي يظن نفسه فيه يملك الأرض وما فيها ويتصرف بغطرسة تجعله يقول ( من أشد منا قوة ) ويتصرف بأبشع من قول فرعون ( أنا ربكم الأعلى )..
فأمريكا فردت عضلاتها بشكل فيه قمة الكبرياء بعد 11 سبتمبر لتثبت أنها إذا غضبت آذت وأنها تستطيع الانتقام وأن من يخالفها أو على الأقل من يحاول الخروج على سلطتها ونفوذها يحاصر ويتعب ويقتل ويسجن وينتهي ثم جاءت أزمة العراق لتثبت أن سيطرة أمريكا على العلم ليست هيمنة اقتصادية وقوة عسكرية فقط بل تحكم سياسي عالمي وإعادة صياغة للقانون الدولي بحيث يصبح من لاينصاع لأمريكا محاربا للعالم وذلك بختم عالمي وهذا التشكل السياسي كان تتويجا نهائيا وترجمة صريحة لحقيقة تنامت منذ حرب الخليج الثانية وهي أن مجلس الامن أداة للسياسة الأمريكية، فصدر عن مجلس الأمن القرار العار فيما يخص العراق وألغى تماما أي سيادة للعراقيين على أرضهم وأصبحت سيادة من صاغ القرار فوق سيادتهم تلقائيا وأصبح أي عمل عسكري مبني على مخالفة هذا القرار عملا شرعيا يبرر لأمريكا ضرب العراق بختم عالمي وانظر للمديح العالمي للقرار وكأنه انجاز تاريخي.. فكيف يكون هذا القرار بمبرراته وظروف اصداره وصيغته انجازا تارخيا لولا الشعور أن امريكا سيدة العالم بالنسبة لبقية دول العالم..
هذه القدرة الأمريكية في السيطرة العالمية التي فيها شعور حقيقي لدى أمريكا بالسيطرة العالمية بالشكل الذي صدر به القرار فيها تطور مهم جدا سواء من جهة أمريكا أم من جهة العالم فمن جهة أمريكا هي مزيد من العنجهية والغرور بالقوة التي تنطبق تماما على قول ( من أشد منا قوة ) التي تعميها وتجعلها تستهين تماما بأي قوة أخرى، وتدفعها للاعتقاد بأن مشكلتها معنا ومع المجاهدين هي مشكلة أمنية فقط وأن القضاء علينا وعلى المجاهدين مسألة وقت فقط..
ومن جهة العالم فإن التطور يتمثل في مزيد من التقديس لعظمة أمريكا واعتبار أن ما تريده أمريكا يكون ومالا تريده لا يكون وأن من الحمق مخالفة أمريكا حتى سياسيا..
فإذا كانت الصورة بهذا الشكل لمن هم خارج دائرة الجهاد وللسياسيين خصوصا فإن اتجاه الأمور قد اتضح بشكل مذهل وفي صورة مهيأة جدا لنضع أنفسنا في خضم المرحلة الثالثة..
أي المرحلة التي نقوم فيها بعزل أمريكا عن قواعدها أو على الأقل نضع المؤشرات المستقبلية للعزل فقمنا بتوجيه رسالة للشعب الأمريكي لنجعله واضحا في فهم مايجري وأن كل ما سيصيبه تتحمل إدارته سببه ثم وجهنا الرسالة الثانية والتي ذكرنا فيها ما جعل توم داشل وأركان الحكم الأمريكي يقرون بغضب بأن حملة بوش ضدنا كانت فاشلة ولم تحقق هدفها الأول.. وقصدنا من الرسالة الثانية عزل أمريكا عن بقية حلفائها وعزل حكومات حلفائها عن قواعدهم وشعوبهم..
وهذه الرسائل قصد منها أن تكرس أمرين
الأول بالنسبة لشعوب المسلمين، فتعطيهم قناعة أكيدة أن المجاهدين هم الجهة الوحيدة القادرة على كسر الشوكة الغربية.وأنهم الرد الإسلامي على الغطرسة الغربية
الثاني بالنسبة لشعوب الغرب لتذكرهم بأن الانتقام منهم سيكون رهيبا وأن حكومة بوش ومن يتبعها من حكوماتهم سوف تودي بهم في المهالك وأن حربهم ضد المجاهدين لن تجلب لهم سوى الدمار وأنهم لن يستطيعوا أبدا استئصال القوة الإسلامية الجديدة الناشئة وأنهم يجب أن يضغطوا على حكوماتهم لتبدأ بالنأي بنفسها عن الحكومة الامريكية.. وإلا أصابهم ما سوف يصيب الأمريكيين..
نحن نأمل أن تساهم تلك الرسائل في أن يستيقظوا على الواقع وعلى الحقائق وأنهم ينتظرهم مستقبل أسود في حربهم مع فرسان الإسلام ولكن في الوقت نفسه ندرك أن الله سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وأنه سبحانه يمده في طغيانه حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر وهم في طريقهم إلى أن يروا ما يجعل ما كنا نقوله لهم من تحذير حقا بإذن الله فشباب الإسلام يعدون لهم ما تشيب له رؤوس الولدان.. ولات ساعة مندم.
لكن المرحلة الثالثة لن تكتمل سوى بدخول المرحلة الرابعة معها وهي مرحلة ( الازالة والتطهير ) والتي سيقوم فيها المجاهدون إن شاء الله برمي الأمريكان بكل ما يملكون من قوة.. ليزيلوا القوة الأمريكية من الوجود ويطهروا العالم من شرهم ورجسهم وعندها فقط سيدرك العالم أن الله حق.
ونستطيع القول أن مرحلة العزل قد ظهرت بعض نجاحاتها بانسحاب استراليا الذليل من أفغانستان بعد أن فهموا ما كنا قد وجهناه سابقا فلم يهتموا لكنهم بعد بالي فهموا الرسالة جيدا ونعتقد أن بقية الحلفاء في طريقهم إلى فهم رسائلنا بإذن الله.
وقد رأينا مؤشرات المرحلة الرابعة بادية للعيان عندما شاهدنا الرعب في أعين الأمريكيين بعد سماعهم صوت العبد الفقير يشيد بأفعال المجاهدين لعمليات قريبة وهم الذين كانوا يظنون أن الله كتب علينا الموت، لكن الله أبقى لهم ما يسوؤهم.. نسأل الله أن ينصرنا عليهم ويرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في الجنة.
فالرعب الذي أصابهم الله به من اكتشافهم أن المجاهدين أصبر بإذن الله على الصراع إنما هو دليل على أن العالم الآن يستقطب في جهتين المجاهدون وأمريكا، وأننا إذا ما رميناهم بعملياتنا القادمة فسوف يتغير وجه العالم تماما كما تغير بعد 11 سبتمبر.. فبعد ضرباتنا القادمة إن شاء الله سيصبح المجاهدون هم محور العالم الأول وسيتحول وضع العالم من الوضع الذي هيمنت فيه أمريكا وأصبح العالم يتوددها ويتسابق لرضاها ولا يخرج عن طاعتها ويعينها في حرب من يخالفها وتوج ذلك بقرار العراق، سيتحول الوضع من ذلك إلى الوضع الذي تصبح فيه أمريكا مدحورة منبوذة تتسابق الدول إلى النأي بأنفسهم عنها قبل أن يفترسها أسود الإسلام شر افتراس.
وهذا هو الانقلاب في النظام الدولي الجديد الذي نعمل له.. النظام الذي تعود فيه الأمة الإسلامية في الواجهة كما كان الحال قبل قرنين من الزمان.
كما أن هزيمة أمريكا ستعني مباشرة نشوء القوة الإسلامية العظمى الجديدة لأن القوى العظمى إنما تنشأ بعد الحروب والمواجهات الكبرى مثلما حدث بالضبط بعد الحرب العالمية الثانية.. وسوف يصبح للمجاهدين اليد العليا في بلاد الإسلام بإذن الله، بحيث نحكم أنفسنا بأنفسنا بدون وصاية من الغرب علينا وإذا ما استطعنا بإذن الله تدمير أمريكا وهزيمتها في عقر دارها وإخراجها من الساحة الدولية فإننا نكون قد هزمنا الغرب كله لأن أمريكا ليست فقط دولة عظمى بل هي مركز الثقل في الحضارة الغربية وكسرها وهزيمتها سيعني تحول مركز الثقل الدولي والعالمي ثانية إلى بلاد الإسلام وهو الوضع الطبيعي الصحيح الذي يجب أن يكون عليه العالم لأن كل مقدرات القوة في الدنيا موجودة في أرضنا وأرض الإسلام هي مركز العالم الحقيقي وهي التي يجب أن تسود والتي يجب أن يتبعها العالم بعد تخلصه من الهيمنة والاحتلال الغربي.
وبهذه الطريقة نخرج الدنيا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد حيث هي الرسالة الأولى التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ونحن سائرون إن شاء الله في طريقنا لتحقيق هذا المبدأ..
لدينا تصوراتنا لوضع العالم الإسلامي بعد أن نصل للمرحلة الرابعة وقد وضعنا خططنا المناسبة لذلك الوضع غير أن ما نأمله حقا أن تستيقظ الأمة من سباتها وأن يخرج شباب الأمة أقصى طاقاتهم الكامنة أو المهدرة لخدمة ونصرة دين الله، ويجب على شباب الإسلام وعلمائهم ومفكريهم أن يعطوا أفضل ما لديهم لخدمة مشروع التحرر من الاحتلال الغربي لبلاد الإسلام.. وإننا ننظر بشوق إلى اليوم الذي تجتمع فيه الكلمة ويتوحد العلم والجهاد على نصرة الشريعة وإعلاء كلمة الله، اليوم الذي يلتقي فيه العلم والجهاد تحت راية واحدة هو اليوم الذي سيكون النصر فيه للإسلام نصرا مؤزرا..
وحتى نصل لذلك اليوم فلابد من بذل المزيد من الجهد في القتال والنكاية بأعداء الله بالسيف والقلم والكلمة حتى يكفوا أيديهم ويخرجوا من بلاد الإسلام ويرفعوا دعمهم لليهود في فلسطين..
ونقول بأسى إننا نستطيع أن نفهم كيف اتحدت الكنيسة مع العلمانية في أوربا على هدف واحد وهو تحطيم الدولة العثمانية حين ظهرت (المسألة الشرقية) واستمر الغرب يعمل قرنا كاملا للوصول إلى الهدف النهائي وهو تحطيم الدولة العثمانية وقد وصلوا إليه..
لكن الذي لا نستطيع أن نفهمه ونستغرب حقا منه أن يكون مشروعنا المعاكس وهو مشروع المجاهدين لتحطيم أمريكا هدفا غير مشروع عند بعض المسلمين، والأغرب أن يعارضه إسلاميون !
أو على أقل الأحوال يحاولون تجاهل الجهاد والمجاهدين وكأن الدنيا لم يشرق عليها هؤلاء الابطال التسعة عشر وغيرهم من الذين قلبوا مسيرة التاريخ العالمي وأعادوه حتى يرفع اسم الله في الافاق بعد أن اختفت من الميادين لمع الأسنة والخيول... وطال الظلم ومضى الباغي بأرض المسلمين يصول..
لا نشك لحظة أن مشروع تحطيم أمريكا وإخراجها من بلاد الإسلام بل ورفع يدها عن التحكم في العالم كله هو الهدف الذي يجب أن تتظافر عليه جهود المسلمين جميعا لتحقيقه، ونحن المسلمين أمة قال الله عنا أننا خير أمة أخرجت للناس، وقد أثبت إخوانكم المجاهدون للدنيا كلها عندما استعلوا بإيمانهم على الباطل وبذلوا في سبيل الله الغالي والرخيص وتخلصوا من الهزيمة النفسية والخضوع للغرب وشعروا بقيمة الايمان والدين الذي يحملون أثبتوا عندما فعلوا ذلك في أقل من عشر سنوات أنهم قادرون على تغيير العالم كله بل وأنهم قادرون بإذن الله على تغيير الجغرافيا كلها، وهؤلاء الشباب لم يتفوقوا على بقية المسلمين بعلم ولا بذكاء زائد سوى ما لديهم من صبر ويقين بوعد الله، فلما حملوا ذلك اليقين وكانوا على استعداد لبذل الدماء من أجل نصر الله تحقق لهم موعود الله بالنصر فسطروا أعظم الملاحم التي ما زال يحار فيها كبار منظري ومفكري الغرب كيف نجحوا فيها، وما علم الغرب أن الله وعدنا إن نصرناه بأن يمكن لنا.. وأن مجموعات من الشباب البسطاء لايتجاوز عددهم الالفين قادرون على تحطيم أعتى الامبراطوريات تسلطا وجبروتا في التاريخ في أقل من عشر سنوات وهم في طريقهم الان للقضاء نهائيا عليها.. ويجب على بقية أمة الإسلام أن تنضم إلى ركبهم ركب الفلاح..
فهؤلاء الشباب قدرهم أنهم يعشقون الصعاب ويمشون في طريق به الشجاع يهاب غير أنهم لا يهابون إلا عندما الأسد يهاب وقدر الأمة أن تمشي وراءهم دون تردد أو ارتياب.
نعتقد أن العالم سيكون أعدل وأجمل وأنظف بدون أمريكا وإننا نعمل لليوم الذي نصحو فيه فلا يكون في الدنيا شيء اسمه أمريكا.. وحتى ذلك اليوم فلابد من الصبر والمصابرة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. |