إن هذه الليلة المباركة من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم، لذلك يُندب للمسلم الحريص على طاعة الله أن يُحييها إيماناً وطمعاً في أجرها، فإن فعل ذلك غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
ويُستحب الدعاء فيها والإكثار منه، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : ( قولي : اللهم إنك عفوّ تُتحب العفو فاعف عني) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
أخي بارك الله فيك ووفقك لطاعته، علمت أي ليلة هذه الليلة فعليك القيام في العشر الأواخر ، وإحياءها بالعبادة واعتزال النساء، وأْمُر أهلك بذلك، وأكثِر من الطاعة فيها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر شدّ مُئزره، وأحيى ليله، وأيقظ أهله"رواه البخاري ومسلم.
وعنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها" رواه مسلم.
==
ذكر الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة:
العـــــلامات المقارنة :
-قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار .
-الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
-أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا .
-أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
-أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
العــــــلامات اللاحقة :
-أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) رواه مسلم .
فضـــــــــــائل ليلة القـــــدر:
-أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }[القدر:1].
-أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }[الدخان:3].
-يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }[الدخان:4].
-فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}[القدر:3].
-تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }[القدر:4].
-ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }[القدر:5].
-فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . |