مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/10/2007, 05:57 PM
الذيـــــ9ـــــب الذيـــــ9ـــــب غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 20/03/2006
المكان: في قلب الزعيم
مشاركات: 1,399
Unhappy *·~-.¸¸,.-~*' حــ‘‘ــب النفــ‘‘ــس '*·~-.¸¸,.-~*

بسـ‘ـمـ اللهـ الرحمـ‘ـنـ الرحيـ‘ـمـ

لا تصدق أن الناس يمكن أن ينسوا كل همومهم ومشكلاتهم ليهتموا فقط بما يسمعونه منك، ويعيشون كل تفاصيله حتى وإن بدر منهم ما يؤكد أنهم كذلك يفعلون، لكنهم إما تأدباً منهم أو مهابة لمكانتك ولما تستطيع فعله فيهم، وإما سعياً خلف مصلحة ما يعتقدون أنك طريقهم إليها، يتظاهرون بالاهتمام إما بهز رؤوسهم أو التحديق وهم يبتسمون في وجهك دون حتى أن يتعرفوا على ملامحه، ولإتقانهم لتظاهرهم هذا لا يتركون لك خياراً آخر غير أن تصدقهم.

لكن الإنسان العاقل لا يمكن أن يصدق مهما بلغ حب الناس له، أو تعظيمهم لمكانته، أو حتى من باب الأمل في الحصول على ما منفعة منه، أن الناس يقدمونه على أنفسهم وعلى مشكلاتهم واهتماماتهم، فكل حركة يحدثها الناس في دنياهم تنطلق أولاً من حبهم لأنفسهم، وحرصهم علاما يحقق رغبات هذه الأنفس، ومن بعدها تترتب الأمور بشخوصها وفق ما تحدثه من آثار على حياتهم وأحلامهم ومصالحهم إما سلباً وإما إيجاباً، فحب النفس يسبق كل حب، حتى عندما يقدم المؤمن حب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم على نفسه، فذاك أصلاً لأنه يحب نفسه ويريد النجاة بها، والفوز بما عند الله سبحانه، ومن لا يحب نفسه لا تتوقع منه أن يعطي حباً أو خيراً لمن حوله وإن أدعى ذلك، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.

حب النفس الذي يتحرج فيه كثيرون، ميزة وفضيلة لا يجب الخجل منها، بل أرى أهمية تعزيزها والثبات عليها؛ لأنها المفتاح لكل شيء، فلا يحرك الناس للتمسك باستمرارية الحياة وصلاح أو عمارة هذا العالم مثل دوافع يمليها عليهم حبهم لأنفسهم، على أن يفهموا مصدر كل الخير الحق لهذه النفس ويبعدوا عن الأنانية، ويربطوا سلوكهم وقيمهم بثمرة باقية ودائمة لا تعدلها كل كنوز هذه الدنيا الفانية وعدها الله عبادة الصالحين.. والله المستعان.




الذيـــــ9ـــــب
اضافة رد مع اقتباس