مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 03/11/2002, 01:40 AM
birhoof birhoof غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 28/03/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 180
ختان البنات......

ختان البنات......
الدكتوره/فتيه السبع

خبيرة إعلام التنمية واستشاري أمراض النساء والتوليد


رغم أن ختان الإناث ممنوع قانونا في بعض البلدان العربية والإسلامية ، فإن الإناث في بلاد كثيرة من بينها مصر والسودان مازلن يتعرض لهذه الممارسات الضارة بالصحة البدنية والعصبية والنفسية وفى الختان يتم استئصال البظر والشفرين الصغيرين ومن أشد أنواع الختان وأعنفها ما يسمى (الطهارة الفرعونية).

" الطهارة الفرعونية " هي نوع من التطرف في ختان الإناث تمارس في جنوب صعيد مصر وفى السودان، وفيها يتم استئصال كل ما يعلو سطح الجلد في منطقة فرج الأنثى وحول فتحة المهبل من بظر وشفرتين كبيرتين وصغيرتين وخياطة المنطقة طوليا إلا فتحة صغيرة تسمح بخروج دم الحيض والبول لاعتقادهم أن الختان يحافظ على عفة الأنثى.

تحاط عملية الختان عادة بمظاهر فرح وابتهاج في جو الأسرة ويتودد الجميع للطفلة المستهدفة بالختان ويلبسونها الملابس الجديدة الزاهية ويقدمون لها ألذ أنواع الحلوى والطعام والهدايا، وفى غمرة فرحتها تفاجأ بأحبائها يشلون حركتها لتقوم امرأة عشماوية الملامح أو رجل فظ قاسى الملامح (الداية أو المزين) ببتر جزء من لحمها الحي فيشب في جسدها سعير الألم المبرح مما يؤجج صراعا نفسيا بداخلها فهي فى حيرة من أمرها ولا يستوعب عقلها الحدث، فالمقدمات لا تتسق مع الخواتيم، فلا يمكن أن تكون مظاهر التدليل والفرح الذي أحاط بها مقدمة لهذا الكرب العظيم، فتشعر الطفلة بخيانة والديها وخداعهم لها، وتفقد ثقتها في حبهم لها فهي لا تستوعب كيف يكون أقرب الناس إلى قلبها هم أنفسهم من يتسببون في إيلامها ولزاما عليها تكبت هذه التجربة الأليمة في العقل الباطن وتدفنها فى اللاشعور وتصبح هذه الخبرة الأليمة مصدر كافيا للتعاسة والألم عند الزواج والتعامل مع أجهزتها التناسلية في العلاقات الزوجية فترفض لاإراديا التعامل مع الأعضاء التناسلية وتصاب بالبرود الجنسي.

وقد تدفع الطفلة المسكينة حياتها ثمنا لعملية الختان في حالات الصدمة العصبية الشديدة الناتجة من الألم المبرح والنزيف الحاد أو نتيجة لتسمم الدم بالتلوث الميكروبي للجروح ومن تكتب لها الحياة قد تنتقل لها عدوى الأمراض الخطيرة مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي أو تلوث جروحها بالميكروبات التي تؤدى لالتهابات الجهازين التناسلي والبولي مما يسبب انسداد قنوات فالوب وما يتبعه من عقم ومن التهابات الجهاز البولي وتكوين الحصوات فيه والفشل الكلوي ومن تشوه وتليف في منطقة الفرج وفتحة المهبل مما يجعل الدخول في ليلة الفرح صعبا ومؤلما وقد يكون مستحيلا دون تدخل جراحي. كما أن تشوهات فتحة المهبل والفرج والعجان قد تتسبب في عسر الولادة، وتمزق المهبل وتهتك العجان وما يستدعيه ذلك من جراحات وآلام.
هل تقتصر مضاعفات الختان على الصدمة العصبية والنفسية والنزيف والآلام والالتهابات وغير ذلك مما سبق ذكره، ومما يمكن تلافيه بإجراء عملية الختان في المستشفى بمخدر عام وبواسطة طبيب جراح.

والإجابة هي لا وألف لا، لماذا ؟ لأن الختان يعنى استئصال عضو عامل رئيس هو البظر. لماذا كل هذه الاهتمام بالبظر وهو لا يعدو أن يكون منطقة صغيرة من اللحم تتربع على قمة فرج الأنثى ، ولماذا منحت أمريكا حق اللجوء السياسي لامرأة صومالية لأنها تخشى التعرض للاضطهاد لأنها رفضت ختان طفلتها وتشويه أعضائها التناسلية؟ ولماذا تفكر جدياً دول مثل كندا وفرنسا اتباع نفس المنهج وإعطاء حق اللجوء السياسي للهاربات من الختان؟ للإجابة على هذه الأسئلة علينا أن نسلط أضواء كاشفة على "البظر" ودوره وأهميته للصحة النفسية والعضوية والزوجية للأنثى .

والآن وبعد هذه العرض للآثار المدمرة لختان الإناث، أما آن الأوان لأن ندفن هذه العادة البربرية في مزبلة التاريخ؟


منقول...